قررت قمة الاتحاد الأفريقي المقامة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تعليق قرار منح الكيان الصهيوني صفة مراقب في المنظمة، ويأتي ذلك تتويجا للمساعي التي قادتها الجزائر وجنوب إفريقيا لإلغاء قرار رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي الذي اتخذه في جويلية الماضي، وشكلت لجنة من سبعة رؤساء دول من بينهم الجزائر، لتقديم توصية لقمة الاتحاد بشأن هذه المسألة.
علقت قمة الاتحاد الأفريقي المنعقدة بأديس أبابا، قرار رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، منح الكيان الصهيوني صفة مراقب وشكلت لجنة من سبعة رؤساء دول من بينها الجزائر، لتقديم توصية لقمة الاتحاد بشأن هذه المسألة، بعد معركة دبلوماسية خاضتها الجزائر ودول أخرى قبل القمة وخلالها من أجل منع تمرير هذا القرار.
وينص القرار الذي تم تبنيه بالإجماع من قبل قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، على تعليق القرار الذي اتخذه رئيس مفوضية الاتحاد، موسى فقي في 22 يوليو الماضي، بمنح الكيان الصهيوني صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي. كما ينص، على إنشاء لجنة من سبعة رؤساء دول إفريقية لتقديم توصية إلى قمة الاتحاد الإفريقي، التي تظل المسألة قيد نظرها.وستضم اللجنة كل من الرئيس السنغالي ماكي سال، بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، ورئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وكذا رؤساء جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، ورواندا بول كاغامي، ونيجيريا محمد بوهاري، والكاميرون بول بيا إلى جانب رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية ،فيليكس تشيسكيدي. وسيأخذ الرئيس ماكي سال، زمام مبادرة إطلاق عمل هذه اللجنة.
وأكد مصدر من الوفد الجزائري المشارك بالقمة الإفريقية في تصريح صحفي، أن إلغاء القرار جاء تتويجا لمساع قادتها الجزائر ودول أخرى لهذا القرار الذي دعمته بالمقابل المملكة المغربية التي كانت الدولة العربية الوحيدة داخل الاتحاد الإفريقي التي دعمت منح الصفة للكيان الصهيوني وعملت على حشد التأييد له وكادت أن تتسبب في انقسام الصف الإفريقي، وهو السيناريو الذي حذر منه وزير الشؤون الخارجية شهر أكتوبر الماضي خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الإفريقي، حيث رد لعمامرة على قرار رئيس المفوضية بقوله إنه «لا يحق له تقويض وحدة منظمته فيما يخص مسألة حساسة سياسيا دون القيام بمشاورات مسبقة مع الدول الأعضاء».وعارضت عديد الدول الإفريقية على رأسها الجزائر وجنوب إفريقيا، وهما البلدان المعروفان بدعمهما لحقوق الشعب الفلسطيني الثابت، القرار الذي اتخذه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمد موسى فقي شهر جويلية 2021، وتوصلتا إلى فرض هذه النقطة في جدول أعمال المؤتمر الخامس والثلاثين (35) للاتحاد بالعاصمة الإثيوبية.واعتبر وزير الخارجية رمطان لعمامرة، في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية وفضائية “فرانس 24” جرت بالعاصمة الإثيوبية، أن منح صفة مراقب لإسرائيل في الاتحاد الإفريقي “خطأ مزدوج”. وأوضح أن الخطأ “الأول هو منح صفة مراقب دون إجراء مشاورات مع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي بما فيها الجزائر (..) القرار كان سيئا وكان من المفروض أن لا يتخذ”.
وشدد على أنه “لو جرت مشاورات مسبقة بشأن ذلك لم يكن القرار ليتخذ دون شك”. وقال بأن، الخطأ الثاني “هو ملاحظة أن هناك انقساما بين الدول الأعضاء (في الاتحاد الإفريقي) بشأن هذه المسألة وتركها من دون تصحيح”.
وكان رئيس الوزراء الفلسطينيّ محمد اشتية دعا الاتحاد الأفريقي إلى سحب صفة المراقب التي منحها رئيس مفوّضية المنظمة للكيان الإسرائيلي. معتبرا أن منح صفة المراقب للصهاينة يعد مكافأةٌ غير مستحقةٍ على الانتهاكات التي ترتكبها بحقّ الفلسطينيّين. وأضاف قائلاً “لا ينبغي أبداً أن تكافأ إسرائيل على انتهاكاتها وعلى نظام الفصل العنصري الذي تفرضه على الشعب الفلسطيني، و يؤسفني أن أبلغكم بأن وضع الشعب الفلسطيني أصبح أكثر خطورة”.
الاتحاد يرفض الانقلابات في أفريقيا
من جانب آخر، أدان القادة الأفارقة، خلال قمة الاتحاد الإفريقي، «موجة» الانقلابات العسكرية مؤخرا في القارة، بحسب ما أعلن المفوض المكلف الشؤون السياسية والسلام والأمن في المنظمة، خلال مؤتمر صحافي عقده في اليوم الأخير من القمة، حيث قال «أدان كل قائد إفريقي في المجموعة بدون لبس (...) موجة تغيير الحكومات بصورة مخالفة للدستور». وأضاف «لن يتسامح الاتحاد الإفريقي مع أي انقلاب عسكري بأي شكل كان»، مذكراً أنّ مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقي علق عضوية الدول التي شهدت انقلابات. وتابع «قوموا بالبحث، لم نقم في أي لحظة من تاريخ الاتحاد الإفريقي بتعليق عضوية 4 دول في تقويم سنوي من 12 شهراً: مالي وغينيا والسودان وبوركينا فاسو».وتحدث بانكولي عن دول غرب إفريقيا، معتبراً أن «الساحل لا يجب أن يصبح من جديد بؤرة» لتبديل حكومات بصورة مخالفة للدستور، واصفاً ذلك بـ«لبلاء». وتحدث رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد خلال افتتاح القمة السبت عن «موجة مشؤومة» من الانقلابات مشيراً إلى «روابط سببية معروفة» مع تنامي الإرهاب. ودعا الزعماء الأفارقة، خلال اجتماعهم في قمة الاتحاد الإفريقي، إلى أن يكون للاتحاد دور أكبر على الساحة الدولية، وسط مؤشرات على أنه يواجه صعوبة في تنسيق المواقف حيال عدد من التحديات، بدءا من الانقلابات وانتهاء بجائحة «كوفيد-19». وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، للقادة، في الجلسة الافتتاحية، إن الوضع الأمني في إفريقيا يتطلب من الكتلة اتخاذ نهج جديد، ودعا إلى «تضامن إفريقي أكثر فاعلية».
ع سمير