حذر المدير العام لمعهد باستور فوزي درار من المضاعفات الصحية التي تهدد المتعافين من الإصابة بالمتحور «أوميكرون» بسبب عدم التلقيح ضد الوباء، كاشفا عن تسجيل تعرض البعض لجلطات دموية وأمراض قلبية، من بينهم شباب في مقتبل العمر.
أكد عضو اللجنة العلمية لرصد تفشي وباء كورونا فوزي درار بأن الحديث عن التلقيح ضد الوباء لا يجب أن ينصب حول فترة صلاحية الجرعات المستوردة أو المنتجة محليا، والكميات التي قد يتم التخلص منها بسبب كسادها، قائلا إن النقاش يجب أن يوجه إلى المضاعفات الصحية الناجمة عن عدم تلقي اللقاح لدى الأشخاص المتعافين من الفيروس.
وكشف البروفيسور فوزي درار في تصريح «للنصر» عن إطلاق دراسة مؤخرا على مستوى مصلحة أمراض القلب بإحدى المستشفيات الجامعية بالعاصمة، شملت عينة من الأشخاص الذين تماثلوا للشفاء بعد الإصابة بالمتحور «أوميكرون»، وأكدت نتائجها تعرض بعض أفراد العينة إلى مشاكل في القلب وجلطات دموية، من بينهم شباب في مقتبل العمر.
وأوضح المصدر بأنه على المستوى العالمي تم تسجيل حوالي 500 ألف حالة مماثلة جراء عدم التلقيح ضد الجائحة، وأن النتائج التي تم التوصل إليها من قبل خبراء جزائريين جاءت لتؤكد على أهمية الحملة التلقيح ضد فيروس كورونا التي إطلاقها من قبل وزارة الصحة، ولتفند كافة المزاعم والشكوك التي أثيرت حول العملية، بدليل عدم تسجيل أي حالة وفاة لدى الملقحين.
واقترح البروفيسور فوزي درار على المصالح الاستشفائية التي تتكفل بالمصابين بفيروس كورونا القيام باستقصاء حول المرضى الذين تعافوا من العدوى بالفيروس، من خلال ربط اتصالات دائمة التواصل الدائم معهم، للتأكد من عدم تعرضهم لمضاعفات صحية أخرى جراء الإصابة بالعدوى، أو التكفل بهم في حال ما احتاجوا إلى المتابعة العلاجية.
وأفاد المتدخل بأن ما يقوم به بعض رؤساء المصالح الاستشفائية رغم أهميته، يبقى مجرد مبادرات فردية تحتاج إلى التنسيق والتعميم على كافة المؤسسات الاستشفائية، بهدف ضمان الصحة العامة من خلال تتبع الحالات التي لم تتخلص بصفة تامة من الأعراض الجانبية للإصابة بالعدوى.
ويضيف البروفيسور درار بأن ما تم الوقوف عليه من خلال الأبحاث التي أطلقها أطباء أخصائيون تفند كل ما قيل بشأن المتحور «أوميكرون» على أنه لا يختلف عن الإصابة بالزكام العادي من حيث الأعراض وطريقة العلاج.
وبحسب المصدر فإن الموجة الرابعة لم تنته بعد، ولا أحد يمكنه توقع تطور الوضع الوبائي في الأشهر القادمة، لا سيما وأن الكثير من الأشخاص المتعافين من المرض التقطوا العدوى للمرة الثانية في ظرف وجيز، لم يتجاوز ال 10 أيام لدى البعض.
وتوقع عضو اللجنة العلمية الوصول إلى آخر مراحل الموجة الحالية نهاية شهر مارس القادم، من خلال استمرار عدد الإصابات في الانخفاض، لكنه نبه إلى تزامن هذه المرحلة مع انتشار نزلات البرد بسبب طبيعة الظروف المناخية، التي تعد مجالات خصبا للعدوى بكوفيد 19، مما يدعو إلى ضرورة التحلي بالوعي، من خلال التعايش مع الوضع الوبائي عبر التقيد بالإجراءات الوقائية والتلقيح، ولا سيما تفادي التجمعات.
ولم يستبعد المدير العام لمعهد باستور في ذات السياق الدخول في موجة وبائية جديدة بعد تجاوز الموجة الحالية، ووفق توقعات المنظمة العالمية للصحية، التي أكدت بأن العالم ليس بمنأى عن تسجيل طفرات جديدة للفيروس رغم تراجع ديناميكيته.
لطيفة بلحاج