بدأ رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، زيارة إلى قطر لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، سيما في شقها الاقتصادي والتجاري، حيث تمثل فرصة هامة لإجراء مراجعة لمستويات التعاون الاقتصادي والتبادلات التجارية التي لا تعكس مستوى العلاقات السياسية المتميّزة بين البلدين. حيث يلتقي الرئيس رجال أعمال قطريين، كما سيشارك في أشغال القمة السادسة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدّرة للغاز.
حل الرئيس عبد المجيد تبون، بالعاصمة القطرية الدوحة، في زيارة دولة بدعوة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقالت رئاسة الجمهورية إن الزيارة تندرج في “إطار تعزيز العلاقات الأخوية، بين الشعبين الشقيقين، ودفع أطر التعاون الثنائي، قدما، بما يجسد متانة العلاقات و تجذرها بين قيادتي البلدين وشعبيهما”.
وكشف الحساب الرسمي للديوان الأميري في دولة قطر أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يستقبل، غدا الأحد، في الديوان الأميري، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، للتباحث في القضايا السياسية التي تهم البلدين، والملفات الإقليمية والدولية على غرار القمة العربية المقبلة التي ستحتضنها الجزائر قبل نهاية العام الجاري.
ويلتقي الرئيس تبون، يوم الاثنين ، رابطة رجال الأعمال القطريين، في لقاء يشارك فيه طيف واسع من رجال الأعمال والمستثمرين، لبحث قضايا الاستثمار في الجزائر، وتقديم صورة عن الامتيازات التي تقدمها الجزائر للمستثمرين الأجانب، والقطاعات الحيوية المتاحة أمام الاستثمار وقدرات السوق الجزائرية.
وشهدت الفترة الأخيرة عددا من زيارات رجال الأعمال القطريين إلى الجزائر بالتنسيق مع السفارة الجزائرية في قطر، خاصة بعد إطلاق وزارة الخارجية الجزائرية ما يعرف بمبادرة الدبلوماسية الاقتصادية. وتُعتبر الدوحة أول مستثمر عربي في الجزائر وتستحوذ على نسبة قدرها 74.31 بالمائة من الاستثمارات الأجنبية، بحسب تصريح علي بن أحمد الكواري، وزير التجارة والصناعة القطري. كما استثمرت الدوحة بواسطة مجموعة “قطر ستيل” في إنشاء مصنع للحديد والصلب شرق الجزائر بطاقة إنتاج 4,2 مليون طن سنويا وتكلفة ملياري دولار، على أن تتجه في المرحلة الثانية نحو التصدير. وكذا شركة «أوريدو» للهاتف النقال التي تمتلك إحدى أكبر شبكات الاتصال في الجزائر، إضافة إلى عدة استثمارات مهمّة لرجال أعمال قطريين في الجزائر شملت عدّة ميادين كالفلاحة والسياحة والخدمات ومنتزهات بيئيّة سياحيّة ومصانع معتبرة لصناعة الأعلاف للحيوانات بمختلف أنواعها والطيور.
قطر أكبر مستثمر عربي في الجزائر
وكشف الطيب شباب رئيس غرفة التجارة والصناعة، أن قطر أكبر مستثمر عربي في الجزائر، وتستحوذ على 74 في المائة من مجموع الاستثمارات الأجنبية بالجزائر، مشيرا إلى أن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعا كبيرا في حجم التبادل التجاري بين البلدين. وقال الطيب شباب، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية، إن هناك رغبة في توسيع حجم الاستثمارات بين البلدين، خاصة في مجال البتروكيماويات.
مضيفا أن هناك تشابها كبيرا في مناخ الاستثمار بين البلدين، وهو الأمر الذي من شأنه خلق شراكات قوية متوسطة وبعيدة المدى. وأشار رئيس الغرفة، إلى أن النصف الأول من العام الجاري سيشهد عددا من اللقاءات بين الجانبين القطري والجزائري، لبحث سبل تعزيز التعاون وإعطاء الشراكة القطرية الجزائرية دفعة قوية، خاصة وأن قطر تُعد شريكا اقتصاديا مهما للجزائر.
وأشاد شباب بالدور الكبير الذي يلعبه مجلس الأعمال القطري الجزائري المشترك، مشيرا إلى الزيادة الملحوظة في حجم الاستثمارات المشتركة بين البلدين، حيث يوجد حاليا نحو 115 شركة قطرية جزائرية مشتركة، كما شهد التعاون الاستثماري تقدما كبيراً إثر إنشاء الشركة «الجزائرية القطرية للصلب» بالجزائر، مؤكدا أنها تعتبر من أهم المشاريع المشتركة في المنطقة وتجاوزت تكلفتها الاستثمارية الـ 2 مليار دولار.
ملفات مهمة تنتظر منتدى الغاز في الدوحة
ويشارك الرئيس عبد المجيد تبون، في أشغال القمة السادسة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز، التي تستضيفها قطر خلال الفترة من 20 إلى 22 فبراير ، بعد تأجيل عقدها العام الماضي، جراء تداعيات جائحة كورونا. و تعتبر الجزائر وقطر من أكبر منتجي ومصدري الغاز في العالم، والتنسيق متواصل بينهما لضمان استقرار الأسعار والإنتاج والتموين في العالم.
وحسب مراقبين، ينتظر أن يبحث المنتدى العديد من الملفات المهمة، حيث يناقش تبعات جائحة كورونا على سلاسل التوريد والإمداد، وتبحث آلية تضمن تدفق الطاقة وقت الأزمات، كما تبحث الدور الأساسي للغاز الطبيعي في تحقيق التنمية المستدامة، وتقدم الدول المشاركة رؤيتها لمستقبل الغاز الطبيعي الذي يعتبر طاقة نظيفة خلال السنوات المقبلة، إلى جانب التعاون في الأبحاث والاستكشاف والتنقيب. كما يبحث المشاركون في القمة تطوير ودعم التقنيات التي تزيد من مجالات استخدام الغاز، وتعزيز مناصرة استخدام الغاز في المحافل الدولية والإقليمية، وفتح أسواق جديدة، وتوسيع مسارات تجارة الغاز.
ويهدف المنتدى إلى زيادة مستوى التنسيق وتعزيز التعاون بين 11 دولة عضوا، منها قطر والجزائر ومصر وليبيا وإيران وروسيا، بالإضافة إلى 7 دول بصفة مراقب، من بينها العراق والإمارات. وتمثل دول المنتدى مجتمعة 70 بالمائة من احتياطي الغاز في العالم و51 بالمائة من الصادرات العالمية من الغاز الطبيعي المسال. و44 بالمائة من الإنتاج المسوق، و52 بالمائة من خطوط الأنابيب. ويسعى المنتدى إلى بناء آلية لحوار أكثر جدوى بين منتجي الغاز ومستهلكي الغاز؛ من أجل استقرار وأمن العرض والطلب في أسواق الغاز الطبيعي العالمية، ويقع المقر الرئيسي للمنتدى في الدوحة.
ع سمير