الأحد 3 نوفمبر 2024 الموافق لـ 1 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

سكان وادي الزناتي يتذكرون الجريمة: حين قتلت فرنسا 10 معتقلين في بيوتهم بعد إطلاق سراحهم

استرجع سكان مدينة وادي  الزناتي التاريخية بقالمة أمس السبت، فصول و أحداث المأساة الدامية التي أودت بحياة خيرة شباب المدينة المحتلة، عندما اشتدت الثورة و فقدت الإدارة الاستعمارية صوابها بالمنطقة، فقررت الانتقال إلى التصفية الجسدية و ملاحقة المدنيين الداعمين للثورة بوادي الزناتي و المناطق المجاورة لها.
كانت دار الشباب على موعد مع حفل لتكريم أسر الشهداء العشرة، في لقاء جمع أعضاء المجلس الشعبي البلدي و الحركة الجمعوية و تلاميذ و إطارات بعض المؤسسات التربوية، تخللته نشاطات ثقافية و رياضية و أناشيد و مسرحيات تمجد حرب التحرير و صانعيها، و تندد بجرائم الاستعمار التي لا تنسى، بينها جريمة وادي الزناتي التي وقعت ذات يوم من شهر مارس 1956 ، عندما قرر حكام المدينة قتل عشرة من المعتقلين الجزائريين، انتقاما من مقتل شرطي في هجمات 20 أوت 1955 التي شهدتها منطقة الشمال القسنطيني، و بعدها قتل معمر آخر في تصعيد متواصل للكفاح المسلح و النضال الداعم للثورة.   
و قال سكان مدينة وادي الزناتي القدامى الذين حضروا الحفل، بأن ما قام به المعمرون، و في مقدمتهم رئيس بلدية وادي الزناتي "فاتا شولي"، جريمة ضد الإنسانية ارتكبت في حق مدنيين عزل دون محاكمة، مؤكدين بأن مدينة وادي الزناتي كانت قلعة حصينة للثورة، تمدها بخيرة أبنائها و بالمال و العلم و التخطيط و الفكر القيادي الرشيد، و كشفوا عن وجود أرشيف تاريخي ضخم و ثمين، لكنه لا يزال مشتتا لدى العائلات التي سكنت وادي الزناتي سنوات الاحتلال و الثورة، منها من بقت في المدينة إلى غاية اليوم، و منها من انتقلت إلى مناطق أخرى من الوطن بعد الاستقلال، حاملة معها أرشيفا عائليا هاما.
طالب سكان وادي الزناتي التاريخية ببناء متحف للذاكرة بالمدينة، يجمع كل الأرشيف المشتت و يبقى مرجعا للأجيال القادمة، حتى لا تنسى جرائم الاحتلال و نضال الأجداد الذين ضحوا بكل ما يملكون لدحر أعتى قوة في القرن العشرين.
و جاءت عائلات الشهداء العشرة من عنابة و قسنطينة و وادي الزناتي، للمشاركة في الاحتفالات المخلدة ليوم الشهيد، و الإدلاء بما يتذكرون من تلك المأساة التي لحقت بهؤلاء الأبطال الذين اعتقلوا عدة أشهر، ثم تقرر الإفراج عنهم و إعادتهم إلى منازلهم وسط مدينة وادي الزناتي، أين لحقت بهم ميليشيا المعمرين التي يقودها رئيس البلدية "فاتا شولي" إلى جانب كبار الكولون المغتصبين لأجود أنواع الأراضي بالمنطقة، و تم إعدام هؤلاء العشرة غدرا، بعد إطلاق سراحهم بساعات قليلة، حتى لا يلتحقوا بمجاهدي المنطقة.  
و قد أصيبت المدينة بصدمة، عندما أفاقت على وقع المجزرة، و انتشرت مزاعم بأن الإدارة العسكرية بقالمة و قسنطينة، قد أمرت بفتح تحقيق في الجريمة، لكنها رضخت في النهاية لمليشيا المعمرين، و أغلقت ملف المأساة التي بقيت عالقة في أذهان سكان وادي الزناتي إلى غاية اليوم، كلما مروا بمدرسة و حي الشهداء العشرة ، حيث تم إعدام هؤلاء الأبطال في عملية مقيتة غادرة و محزنة، لكنها زادت من عزيمة النضال و التضحية بين سكان المدينة، التي تحولت إلى معقل للنضال السياسي و العمل المسلح.        
فريد.غ

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com