دعا رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، كل الجزائريين و مؤسسات الدولة إلى التوحد والوقوف كرجل واحد ضد المخاطر والتهديدات التي تحدق بالبلاد من أجل الحفاظ على استقلال البلاد و استقلالية مواقفها، والمزيد من الاصطفاف حول رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وأكد أن الجزائر ستبقى مرفوعة الرأس و كلمتها مسموعة في المحافل الدولية.
وقال صالح قوجيل في كلمة له، أول أمس الخميس، مباشرة بعد تزكيته بالإجماع رئيسا لمجلس الأمة لعهدة جديدة تمتد إلى غاية 2024 خلال جلسة إثبات عضوية الأعضاء الجدد المنتخبين والمعينين إنه رغم كل ما مرت به الجزائر من صعوبات فإن المرجعية الوحيدة لنا هي "تاريخينا و نضالنا" حتى تبقى الجزائر "مرفوعة الرأس وكلمتها مسموعة في كل المحافل الدولية".
ودعا المتحدث بالمناسبة كل المواطنين ومعهم مؤسسات الدولة إلى ضرورة الوقوف "كرجل واحد والتوحد حيال المخاطر والتهديدات التي تحدق بالبلاد"، كما دعا أيضا إلى المزيد من "رص الصفوف والاصطفاف حول رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لمواجهة الحاقدين على النهج الذي تخطوه الجزائر بثبات نحو تدعيم مؤسساتها و تعزيز العمل الديمقراطي والحريات".
واستذكر قوجيل بالمناسبة الكثير من المنجزات التي حققتها البلاد ودبلوماسيتها و المواقف المشرفة التي عبر عنها الرئيس عبد المجيد تبون على عدة مستويات، والتي كانت آخرها خلال الزيارة التي أداها قبل أيام إلى كل من مصر وقطر والكويت والاستقبال الحار الذي حظي به هناك، مضيفا بأن "ما عبر عنه رئيس الجمهورية هناك لا يزيدنا إلا فخرا بأن الجزائر رفعت رأسها"- يقول قوجيل.
و دعما لبناء صورة الجزائر في الخارج وإسماع صوتها شدد رئيس مجلس الأمة على أهمية الدبلوماسية البرلمانية، ودعا بهذا الخصوص إلى تنسيق العمل بين غرفتي البرلمان ووزارة الشؤون الخارجية لإسماع صوت الجزائر عبر البرلمان الإفريقي، والبرلمان العربي، والبرلمان الإسلامي والبرلمان الدولي، ومع البرلمانات الأخرى في العالم و بتوجيهات رئيس الجمهورية من أجل مواجهة الهجومات والحقد الذي تتعرض له الجزائر.
كما عاد صالح قوجيل إلى المسار الدستوري والسياسي الذي قطعته البلاد في ظرف عامين ونصف تقريبا، وقال بأن الثقة التي وضعها فيه الأعضاء والمدعمة بثقة رئيس الجمهورية تعطيه القوة كون المهام التي تنتظر المجلس هامة لأنها مستقبل البلاد.
وأضاف بأن مستقبل الجزائر هو المراحل القادمة وهنا أشار إلى ضرورة التعمق أكثر لفهم الدستور الجديد حتى نفهم ما هي الجزائر الجديدة ومستقبلها، وما هو العمل السياسي الحقيقي والممارسة الديمقراطية الحقيقية؟
و عليه شدد على إعطاء المفهوم الحقيقي للدولة التي قال إنها للجميع ولابد من احترامها واحترام مؤسساتها، ودعا إلى التحلي بثقافة الدولة على مستوى المسؤول و المنتخب والمواطن والتفريق بينها وبين الحكم الذي يتغير من مرحلة إلى أخرى.
وقال إن المرحلة الحالية تفرض على البرلمان مهاما كبيرة منها ما هو على مستوى الجماعات المحلية عبر قانوني البلدية و الولاية الذي سينزل إلى البرلمان، وأيضا التقسيم الإداري والمحيط، وهي المشاريع التي سيتداول بشأنها البرلمان دعما أكثر لمؤسسات للدولة، و من أجل إعطاء المفهوم الحقيقي للممارسة الديمقراطية على المستويين المحلي والوطني.
وبما أن جلسة مجلس الأمة أول أمس تزامنت مع الذكرى المزدوجة لـ 24 فبراير فقد عرج قوجيل على مسار التأميمات التي باشرتها الجزائر مباشرة بعد الاستقلال، مثل تأميم البنوك وتأميم جميع الشركات ، وقبلها تأميم الأراضي وصولا إلى تأميم المحروقات سنة 1971 التي كانت خاتمة مسار استرجاع استقلال الجزائر و تحقيق استقلال اقتصادها.
وخلص إلى أن كل هذه المكاسب التي حققتها الجزائر لا تعجب أعداءها في ظل التحولات التي نعيشها يوميا في الفترة الأخيرة، و التقلبات و النزاعات التي يشهدها العالم اليوم، لأن المسألة تتعلق بمكانتنا في هذا كله؟ وما هي الانعكاسات التي ستبرز من هذه الأزمات والتي تنعكس علينا بكيفية أو بأخرى لذلك لابد أن نحضر أنفسنا لها، حتى تبقى البلاد رغم كل هذا واقفة بخطابها ومواقفها –يشدد المتحدث.
ونبه إلى أن الأعداء الذين يستهدفون البلاد يريدون ضربها في الصميم، والصميم هو الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني عن حق وجدارة و قرة عين الجزائريين، لذلك لابد من الحفاظ على هذه المؤسسة لأنها الضامن لاستقلال البلاد وحامي حدودها وهي التي ترد على كل من يريد المس بالجزائر.
وطمأن قوجيل جميع الأعضاء من كافة الحساسيات السياسية بأن الثقة التي نالها منهم تجعله يمارس الديمقراطية بمفهومها الحقيقي وتدعيمها بالعمل الجماعي، و بأن مجلس الأمة هو للجميع.
إلياس –ب