دعت أمس، رئيسات مؤسسات وطنية عمومية وخاصة إلى تعزيز دور المرأة في الاقتصاد الوطني، «من أجل رفع نسبة مساهمتهن في إنشاء المقاولات التي لا تتعدى حاليا الـ 8 بالمائة»، وشدّدن على ضرورة مرافقة النساء المقاولات من أجل تنمية القدرة التنافسية لهن، و تعزيز قدراتهن الإدارية، انطلاقا من تطوير مهاراتهن في التسيير.
وفي ندوة نقاش حول « دور المرأة في التجديد الاقتصادي»، نظمها مجلس تجديد الاقتصاد الجزائري، في المركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، غربي العاصمة، أكدت السيدة بسمة بلبجاوي، وهي رئيسة مؤسسة متخصصة في الاسترجاع، ومستشارة في مجال البيئة، على ضرورة تقديم الدعم اللازم للنساء الراغبات في دخول المجال الاقتصادي و المقاولاتية، من خلال تمكينهن من تكوينات متخصصة في الجامعة، حول تقنيات إنشاء مقاولات وتقنيات تسيير المؤسسات، فضلا عن التكوين في مجال التشريعات المتعلقة بحقوقها.
وبعد أن أشارت إلى ضرورة إثراء المنظومة التشريعية الوطنية بقوانين جديدة، من أجل دعم وترقية حضور المرأة الجزائرية في الاقتصاد الوطني، شددت المتدخلة على ضرورة الانتباه إلى أن «المرأة المقاولة تواجه صعوبات في مجال نشاطها الاقتصادي، ليس لها علاقة بالكفاءة والقدرات»، وهو ما يقتضي، حسبها، تذليل العقبات التي تواجهها لتوفير فرص النجاح لها.
كما دعت في ذات السياق إلى الاستماع للمشاكل التي تعانيها النساء في مناطق الظل والمدن الداخلية وجنوب البلاد، وحسن مرافقتهن من أجل مساعدتهن على تحقيق مشاريعهن الاستثمارية، مسجلة بأن حضور النساء في إنشاء المقاولات التي لا تتعدى 8 بالمائة « ضئيل جدا »، رغم أن عدد الخريجات الجامعيات في مختلف التخصصات – كما أضافت – يقدر بحوالي 60 بالمائة، مؤكدة في هذا السياق على ضرورة العمل على رفع نسبة حضور المرأة المقاولة في النسيج الاقتصادي من خلال تطوير قدراتها في التسيير وإدارة المشاريع.
من جهتها دعت المديرة العامة لشركة « كاش » للتأمينات، السيدة وداد بلهوشات في تدخلها إلى ضرورة تشجيع إدماج عدد أكبر من النساء في عالم المقاولاتية، مبرزة بأن الجزائر تضم عددا كبيرا من النساء القادرات على أن تصبحن رئيسات مؤسسات وتساهمن في تنمية البلاد.
وكان ذات اللقاء فرصة لتقديم بعض النساء الناجحات تجاربهن الشخصية، والعوامل التي ساعدتهن لأن يتبوأن مكانة مرموقة في تطوير الاقتصاد الوطني، ومن بينهن الدكتورة فطوم أقاسم، الرئيسة المديرة العامة لمؤسسة «صيدال» الرائدة في الصناعة الصيدلانية في البلاد، والتي أكدت أثناء عرض تجربتها، طموحها لأن تتبوأ صيدال، مكانة أفضل في شبكة المؤسسات الوطنية حتى تنتقل من الرتبة الثامنة حاليا كما قالت إلى المرتبة الثانية.
وأشارت بدورها إلى أن المرأة المستثمرة في بلادنا تحتاج إلى المزيد من الثقة، من طرف وسط الأعمال، في قدراتها على تنفيذ المشاريع ذات الأهمية للاقتصاد الوطني، لاسيما في ظل الدعم الهام الذي تحظى به من طرف الدولة.
وأثناء تدخله أعلن السيد كمال مولا رئيس مجلس تجديد الاقتصاد الجزائري، عن « إنشاء لجنة جديدة خاصة بـ «المرأة» ضمن تنظيمه المهني – النقابي، ( مجلس تجديد الاقتصاد الجزائري )، تحت تسمية « لجنة المرأة لمجلس التجديد الاقتصادي الجزائري »والتي تمت تزكية السيدة بسمة بلبجاوي على رأسها، مبرزا أن هدف هذه اللجنة يرمي إلى التعريف بالمرأة المقاولة، ودعا مولا بالمناسبة إلى ضرورة أن تأخذ النساء حصتهن الكاملة ودورهن في تطوير الاقتصاد الوطني، مضيفا « يجب أن نعرب معا عن إرادتنا في النهوض بحقوق المرأة والتأكيد على دورها في المجال
الاقتصادي». ع.أسابع