رافع السكرتير الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، من أجل إعداد قانون لتسيير الجماعات المحلية يضمن كرامة المنتخب المحلي ويعطيه الصلاحيات اللازمة واستقلالية أكبر وحرية المبادرة، وجدد الدعوة لحوار وطني شامل وحلول سياسية توافقية لتجاوز الأزمة، كما حذر من تداعيات التطورات المتسارعة على المشهد الدولي و دعا إلى نبذ الخلاف والشقاق و تبني نمط اقتصادي يؤمن مخزونات إستراتيجية للمواد الأساسية وصولا إلى تحقيق الاكتفاء.
جمعت قيادة جبهة القوى الاشتراكية أمس بالمقر الوطني للحزب بالعاصمة رؤساء المجالس الشعبية البلدية المنتمين للحزب و منتخبي المجالس الشعبية الولائية، في لقاء أرادته أن يكون من أجل تجديد الاتصال بهم و تثبيت قنوات التواصل بينهم وبين الحزب، وكذا التحضير للندوة الوطنية لمنتخبي الحزب التي ستعقد في الأسبوع الأخير من هذا الشهر.
وألقى بالمناسبة السكرتير الوطني الأول للحزب، يوسف أوشيش، كلمة جدد فيها مواقف الحزب من الكثير من المسائل المطروحة اليوم على الساحة السياسية الوطنية و ما يطرأ من تطورات متسارعة على الساحة الدولية.
ورافع أوشيش من أجل إعداد قانون يضمن كرامة المنتخب المحلي على حد قوله، و قال إنهم سيعملون خلال الندوة الوطنية للمنتخبين المنتظرة من أجل تجديد المطالبة بالإلغاء الفعلي لتجريم فعل التسيير، و ضرورة إعداد قانون لتسيير الجماعات المحلية يضمن لامركزية السلطات و يعطي الصلاحيات الملائمة و اللازمة للمنتخبين المحليين، و التطرق لأنماط التسيير المحلية الواقعية التي ستضمن تنمية حقيقية و مستدامة و التي سترتكز على الديمقراطية التشاركية و توفير متطلباتها و تفعيل التضامن المحلي و تجسيده كنمط بديل لأنماط التسيير التقليدية.
وفي نفس السياق طالب المتحدث بالصلاحيات التي يجب أن يتوفر عليها ممثل الشعب و الموارد و الميزانيات و المخططات التي تسمح له بضمان خلق ثروة و مناصب عمل على المستوى المحلي، وأيضا استقلالية أكبر و حرية مبادرة تضمن للمنتخب المحلي مواجهة المشاكل المعيشية و اليومية لمواطنيه بالسرعة المطلوبة و حسب خصوصية منطقته.على المستوى السياسي جدد أوشيش الدعوة لحوار وطني شامل، يبقى برأيه المخرج الوحيد للأزمة والسبيل المضمون لبناء دولة الحق والقانون و التي بدورها ستضمن حماية الدولة الوطنية و تكرس الدولة الديمقراطية المنشودة.
وعرج المتحدث على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وقال إن دقة وحساسية المرحلة تستوجب التوجه نحو استعادة الثقة و تحقيق توافقات تستشعر الخطر تلقائيا و تهب للدفاع عن الأمة و تماسكها بشكل فطري.
وعلى المستوى الخارجي اعتبر السكرتير الوطني الأول للأفافاس أن الأحداث المتسارعة إقليميا بالأمس و دوليا اليوم تدعو إلى التفكير مليا في حاضرنا و مستقبلنا، و نحن اليوم أكثر من أي وقت مضى مجبرون على الاستعداد و على كافة الأصعدة لهذه المرحلة المفصلية التي يعيشها العالم، بدءا ببناء دولة قوية و متماسكة لا أثر لبذور الخلاف و الشقاق فيها تتأتى عبر حوار وطني شامل و مستعجل، ثم بتبني نمط اقتصادي يعمل عبر المرحلة الأولى على تأمين مخزونات إستراتيجية للمواد الأساسية ثم و كمرحلة ثانية العمل على تحقيق الاكتفاء و الاعتماد الذاتي في ما يخص المواد الحيوية.
تنظيميا أكد يوسف أوشيش أن الأفافاس يتجه يخطى ثابتة واثقة نحو عقد مؤتمره السادس وشدد على أنه موعد سياسي و تنظيمي على قدر من الأهمية من شأنه أن يعيد كامل التوازن للأفافاس و يبوئه موقع المبادر على الساحة الوطنية، و مضيفا أن القيادة الوطنية للحزب ومعها لجنة تحضير المؤتمر مصممة و في أجواء من الهدوء و الثقة و كذلك الانضباط على إنجاح هذا الموعد الحزبي المفصلي الذي هو موعد تنظيمي مهم لكنه قبل ذلك محطة للإجماع حول القيم، الأفكار و الرؤى والخط الوطني الديمقراطي للحزب. إلياس -ب