دعت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس أمس إلى إعادة النظر في تنظيم جمعيات المجتمع المدني، ليصبح دورها مكملا لجهود الدولة ومدافعا عنها، بدل ممارسة مهام الأحزاب السياسية وأداء دور المعارضة، مع إلزامها باحترام قوانين الجمهورية لا سيما فيما يخص جانب التمويل.
وجهت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري السيدة سعيدة بن حبيلس انتقادا لاذعا لبعض جمعيات المجتمع المدني، التي أضحت حسبها تمارس أدوار الأحزاب السياسية، موضحة لدى نزولها ضيفة على فوروم الإذاعة، بأن الهلال الأحمر يتعامل ويمد يده لجميع الجمعيات، شريطة معرفة مصادر تمويلها، قائلة، «كيف تفسرون وجود جمعيات لديها أموالا ضخمة خارج الحدود».
وأكدت بن حبيلس وجود نص قانوني يمنع هذه الممارسات، سبق للهلال الأحمر أن دافع عنه، وهو يحظر الحصول على مساعدات مالية من الخارج، دون موافقة مسبقة من مصالح وزارة الداخلية، معتقدة بأنه آن الأوان لتنظيم جمعيات المجتمع المدني، لتصبح مكملة لجهود الدولة، ومدافعا عنها.
واتهمت المتدخلة بعض الجمعيات دون أن تذكرها بالاسم، بممارسة دور الأحزاب السياسية، قائلة إن من يريد ممارسة المعارضة ما عليه سوى الانضمام إلى إحدى التشكيلات السياسية، نظرا لاستحالة الجمع ما بين النشاط الجمعوي الخيري والعمل السياسي.
ولمحت رئيسة الهلال الأحمر في خضم حديثها إلى استعمال بعض الأطراف للجمعيات من أجل مهاجمة إحدى الوزارات أو الدولة مقابل الحصول على الأموال، مؤكدة حيازتها على معلومات هامة بخصوص هذا الملف، تفضل الاحتفاظ بها لنفسها.
وتابعت المتحدثة قائلة، بأنها لا تخدم لا الأممية الاشتراكية ولا الأممية الإسلامية، داعية كافة الجمعيات للتحلي بالروح الوطنية، واحترام قوانين الجمهورية، ووضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، مؤكدة بأن هذا المبدأ يجب أن يتشبع به كل ناشط جمعوي.
وأفادت ضيفة الإذاعة في سياق ذي صلة، بأن الهلال الأحمر الجزائري لديه تحديات اجتماعية وأمنية وغذائية، وهو يعد الذراع الأمني للدولة، من خلال النشاط الإنساني الذي يؤديه، وبحكم تغلغله في أعماق الجزائر، سيما بالمناطق الحدودية والجبال والجنوب الكبير، وقربه من الفئات الهشة التي تتوجه إليها المساعدات الإنسانية.
وتهدف هذه الهيئة الإنسانية حسب المصدر، إلى إيصال أصوات المحتاجين والمعوزين إلى السلطات العمومية، لتوطيد التلاحم الاجتماعي، إيمانا منها بأن الأمن والاستقرار والوحدة الترابية مرهون بمدى التماسك بين أفراد المجتمع.
وأكدت المتدخلة بشأن الشهر الفضيل، بأن الهلال الأحمر يعمل على جعل العمل التضامني ممارسة يومية لا تقتصر على المناسبات، وفي ظل احترام كرامة الأسر الفقيرة، فقد كان من أول الداعين لاستبدال قفة رمضان بإعانات مالية، استجابة لاحتياجات العائلات المعوزة.
وكشفت بن حبيلس بأن وصفها لقفة رمضان بأنها إهانة للمواطن، عرضها إلى الكثير من المضايقات في النظام السابق، دون أن يثني ذلك الهلال الأحمر عن تكريس شعار اليد في اليد، للحفاظ على كرامة الإنسان.
وتعتزم هذه الهيئة توزيع إعانات هامة على المحتاجين بناء على قوائم تم إعدادها مسبقا بالتنسيق مع الأعيان والأئمة وشيوخ الزوايا وممثلي السلطات العمومية، في ظل صعوبة الوصول إلى كافة العائلات الفقيرة بسبب عدم وجود بطاقية وطنية للمعوزين.
كما اعترفت بن حبيلس بصعوبة استقطاب المحسنين من كبار رجال الأعمال والمقاولين، رغم النداءات التي يتم إطلاقها، كاشفة بأن جل المساعدات التي جمعها الهلال الأحمر مصدرها مستثمرين بسطاء.
وتسعى هذه الهيئة للوصول إلى المناطق المعزولة والبعيدة، وقامت بإنشاء عيادات طبية متنقلة بكل من تمنراست وأدرار وإليزي، وهي تؤدي دور حلقة الوصل بين الخيرين والمحتاجين في ظل الشفافية التامة، وفق المتدخلة، ولا تقوم بجمع الأموال وتوزيعها.
لطيفة بلحاج