قررت وزارة الصحة، تحويل بعض العيادات متعددة الخدمات إلى عيادات ‹›مرجعية›› تعمل بنظام مداومة 24/24 ساعة، يتم فيها توفير مختلف الخدمات الصحية من فحص وعلاج إلى جانب التكفل في عين المكان بالحالات الاستعجالية، وحتى الجراحية الصغيرة منها، قصد تحسين التكفل بالمواطنين على مستوى مناطق إقامتهم، وتجنيبهم مشقة التنقل إلى المستشفيات وتخفيف الضغط عليها.
وأمرت وزارة الصحة في هذا الصدد مديري الصحة بالولايات ومديري مؤسسات الصحة الجوارية في مراسلة – تحوز النصر – على نسخة منها، تتضمن مخططا لتهيئة وتنظيم وتسيير العيادات متعددة الخدمات ‹› المرجعية››، التي يمكن دمجها ضمن هذا الإجراء بعنوان سنة 2022، في انتظار دمج كل العيادات التي تعمل بنظام المداومة، تدريجيا وفق برنامج سنوي مسطر.
كما دعت في ذات السياق إلى اعتماد مخطط جديد
»للتعريف البصري»، على مستوى الهياكل الجوارية، بهدف توضيح نشاطاتها، فيما يخص تقديم علاجات البرامج الوطنية للصحة، والالتزامات، اتجاه المرتفقين، لضمان ديمومة تقديم الخدمات الصحية على مدار 24 ساعة مع التأكيد على ضرورة توفير الموارد البشرية من مستخدمي مختلف أسلاك الصحة، ومنصة تقنية عملياتية.
وأمرت الوزارة في ذات المراسلة بتهيئة العيادات متعددة الخدمات المرجعية، التي تقوم بالنشاط الاستعجالي، دون توقف، لتكون بمثابة مستشفيات مصغرة، واتخاذ مختلف الإجراءات المناسبة المتعلقة أساسا بإعادة التهيئة، لتكييف المساحات الكافية للاستقبال، بهدف ضبط عمليات التنظيم والفرز على مستوى نقاط الاستعجالات، بدءا بقاعة الفرز، و العلاج، و المراقبة، مع توفير، مخبر وأشعة، و وضع لافتة بها إنارة جيدة داخليا وخارجيا، و استعمال مواد ذات جودة لتغليف الجدران والأرضيات.
وتم التأكيد – حسب ذات المصدر - على ضرورة احترام المعايير التقنية الملائمة في الوسط الاستشفائي، في ما يتعلق بمطابقة المواد المستعملة لمعايير النظافة والوقاية، بحيث تكون مقاومة على المدى الطويل، للاستخدامات المتكررة، لمواد التنظيف والتطهير، وتستجيب لشروط العزل السمعي، مع الأخذ بعين الاعتبار سلامة المرتفقين من خلال توفير محيط داخلي مضيء والتهوية الضرورية، مع تحديد أحجام المساحات تحسبا لحركة مكثفة.
وأشار ذات المصدر إلى أن العيادة الجوارية، هي الحلقة الأولى، في التكفل بالمريض للفحص أو العلاج غير المبرمج، ومن مهامها استقبال كل الاستعجالات، و الفرز، و العلاجات، و التوجيه، إضافة إلى التحويل إلى مستوى متخصص أعلى، إذا تطلب الأمر، مبرزة أنه من بين المهام الجديدة لهذه العيادات المرجعية، إجراء العمليات الجراحية الصغيرة، على غرار وضع الجبس، وعلى هذا الأساس دعت إلى ضرورة توفير أطقم طبية وشبه طبية مؤهلة على غرار ممرضي الاستقبال والتوجيه، وصيدلية الاستعجالات المستوى الأول، ونقالات المرضى والكراسي المتحركة، إلى جانب تخصيص مدخل لذوي الاحتياجات الخاصة وقاعة انتظار ملائمة.
ومن أجل الارتقاء بالخدمات الصحية إلى المستوى المطلوب في هذه الهياكل الجديدة، قررت وزارة الصحة إخضاع الأطباء العامين، الذين سيشرفون على الفحوصات وتقديم العلاجات المطلوبة، إلى تكوين في مجال الاستعجالات، مشددة على ضرورة أن يستفيد كل طبيب عام على الأقل من تكوين أو تربص قصير المدى فيما يخص التكفل بالاستعجالات اليومية، و وضع المريض في ظروف ملائمة، بتقديم العلاجات المناسبة للحالة قصد تفادي المضاعفات وتدهور الحالة الصحية كمرحلة أولية في انتظار تحويله إلى المستوى الأعلى للتكفل.تجدر الإشارة إلى أن وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد، كان قد دعا الشهر الماضي، مديري الصحة إلى فتح العيادات الجوارية أمام المرضى على مدار الـ 24 ساعة، مشددا خلال لقاء بهم، على أهمية إعادة تهيئة العيادات الجوارية والعمل على توفير الخدمات الصحية التي يحتاجها المواطن بهدف تجنيبه مشقة التنقل إلى المراكز الاستشفائية من أجل تلقي خدمات يمكن الحصول عليها على مستوى المؤسسات الجوارية التي قال أنه يجب أن يوفر البعض منها خدمات على مدار الــ24سا.وتضمن اقتراح بن بوزيد توفير خدمة العلاج المنزلي للمرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية صعبة، مشيرا إلى أن الخدمة ستوفر المشقة على المرضى الذين يضطرون للتوجه نحو المستشفيات مثلا لتغيير الضمادات فقط.
ع.أسابع