كشف، عبد الحفيظ بلمهدي، المدير العام للمعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية، عن تضاعف عدد طلبات تسجيل الملكية الفكرية والصناعية وطنيا من 2000 إيداع سنويا، إلى ما يقارب 7 آلاف إيداع سنة 2021، موضحا بأن ظروف الجائحة الصحية و ما تلاها من أزمات لم تفرمل إقبال المؤسسات على إيداع طلبات التسجيل.
المسؤول أكد للنصر، على هامش فعاليات ندوة حول الملكية الفكرية نظمتها كلية التكنولوجيات الحديثة بجامعة قسنطينة 2 بأنه في وقت كانت كل المؤشرات تحذر من إمكانية تسجيل جمود في نشاط الابتكار بفعل الجائحة، قدم الواقع معطيات مغايرة ميزها تضاعف الطلبات بصورة فجائية، موضحا، بأن غالبية الأفكار و المشاريع التي تندرج في هذا الجانب تخضع لمعايير دولية تستوجب شروط الجدة والأصالة و القابلية للتطبيق الصناعي، وأن يكون النموذج ناتجا عن نشاط ابتكاري غير بديهي، وهو تحديدا ما حال دون قبول بعض براءات الاختراع رغم إمكانية تحويلها إلى نماذج صناعية أو كعلامات تجارية خاضعة للحماية، يضيف ذات المتحدث، الذي أكد تسجيل اختراعين على أقل تقدير يخصان مكثفات أكسجين، مع إحصاء بعض الأفكار الجديدة فيما يتعلق بتطوير ميكانيزمات عملها وبعض جوانبها التقنية، كما سجلت، حسبه، أفكار لمشاريع مختلفة تخص مجالات اختراع عديدة على غرار البيئة، قدمتها مراكز التكوين المهني، الأمر الذي وسع النظرة لنطاق الابتكار خارج الجامعة، مثل ما أشار إليه.
المدير العام للمعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية، أكد بأن الملكية الصناعية في الجزائر، عرفت تطورا كبيرا، حيث تكرست، مثل ما قال، مدلولاتها الاقتصادية أكثر بعد انفتاح السوق مع بداية التسعينات، وذلك بفضل المنافسة الاقتصادية التي رافقت قدوم الشركات الأجنبية و تغير النمط الاقتصادي الجزائري، بفضل بداية الاعتماد على المؤسسات الصغيرة و المتوسطة كمحرك للنشاط الصناعي، ما ضاعف الاهتمام بالمكلية الصناعية بما في ذلك العلامة التجارية و الرسومات والنماذج الصناعية و كذا براءة الاختراع، مشيرا في ذات السياق، إلى أن الإقبال على الجانب الأول الخاص بطلب حماية العلامة التجارية تضاعف في السنوات الأخيرة، فضلا عن التوجه المتزايد نحو تمديد الحماية للخارج، وطلب الحماية على المستوى الدولي لتطابق معايير التسجيل مع أهداف سياسة الحكومة الرامية إلى تشجيع الصادرات خارج المحروقات، إذ تتصدر المواد الاستهلاكية الغذائية سلم اهتمامات المؤسسات الجزائرية متبوعة بمواد التجميل و المواد الالكترونية و الكهرومنزلية، حسب ما كشف عنه المسؤول.
وبالحديث عن براءة الاختراع، أوضح المتحدث، بأن الجامعة الجزائرية تعرف نقلة نوعية فيما يخص تشجيع الابتكار والبحث العملي والتحول من النظرة البيداغوجية العلمية للتكوين إلى النظرة التطبيقية، و هو ما زاد من اهتمام المؤسسات الجزائرية بطلب براءة الاختراع، إذ انتقلنا، كما قال، من 87 إلى 90 طلب براءة اختراع سنويا في الخمس سنوات الأخيرة، بإجمالي طلبات قدره 200 طلب خلال سنة 2021 وحدها، وهو ما يعكس، حسبه، الفارق الكبير في العدد الذي وصل خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية إلى 105 طلب براءة اختراع، مع رصد تحول مشجع جدا في نوعية الاختراعات أو الطلبات المقدمة، والتي كانت تخص في السابق أشخاصا مستقلين من باحثين أو عصاميين، لكنها باتت تشمل اليوم وبشكل كبير طلبات الجامعة ، التي تشكل 52 بالمائة من إحصائيات السنة الماضية، حيث تتقدم جامعة المسيلة على باقي المؤسسات وطنيا من حيث الترتيب بـ 28 طلب براءة اختراع، يوضح ذات المتحدث.
المسؤول، أوضح من جهة ثانية، بأن الوقت قد حان لتطوير و تحيين الترسانة القانونية الخاصة بحماية الملكية الفكرية في الجزائر، لأن «آخر تعديلات مستها كانت سنة2003، و التطورات الحاصلة في العالم ككل توجب مراجعة بعض الجوانب لتتماشى مع حركية النشاطين الصناعي والاقتصادي، و التركيز أكثر على تقديم توضيحات تنظيمية تخص الاقتصاد و مجالات الذكاء الاصطناعي للمحافظة على قدراتنا الإبداعية بما يسمح بتحقيق الاستقلالية، لما تمثله الملكية الفكرية من مؤشر قوة في اقتصاد إلى دولة»، حيث كشف بهذا الصدد، بأن وزارة الصناعة قدمت مشروعا لوضع إستراتيجية وطنية للملكية الفكرية، لتسهيل التنسيق بين مختلف القطاعات بغية رصد إمكانيات المساهمة الفكرية في تحقيق التطور والتنمية. من جانبه، أشار مدير المكتب الخارجي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية بالجزائر(OMPI) محمد السالك أحمد عثمان، بأن المؤسسات الناشئة تقود حاليا عجلة الابتكار في الجزائر، وتعد تجسيدا لسياسية وطنية شاملة تعكس وجود إرادة حقيقية للانتقال من الاعتماد على المحروقات إلى اقتصاد المعرفة، وهو طرح شاركه عدد من المتدخلين الذين نشطوا فعاليات الندوة، الرامية إلى إحياء اليوم العالمي للملكية الفكرية، و التي عرفت برمجة معرض لابتكارات الشباب و الطلبة الجامعيين وتقديم ثلاثة نماذج عن مشاريع واعدة، بينها ما ينتظر الحصول على براءة اختراع، ومنها ما افتك علامة مشروع مبتكر.
هدى طابي