كشف، أمس الجمعة، عبد المجيد شيخي مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة، عن التحضير لبرنامج وطني خاص بالذاكرة لحماية الوحدة الوطنية وتحصين الشعب من كل المؤامرات التي تحاك ضده وضد تاريخه، مشيرا إلى وضع اللمسات الأولى لهذا البرنامج، و أضاف بأن تحقيقه يكون على مدى بعيد، ويهدف إلى تحصين الشباب والأطفال من كل المؤامرات.
وقال شيخي في افتتاح الندوة الجهوية الثالثة حول الذاكرة الوطنية ودورها في تحقيق وحماية الوحدة الوطنية المنعقدة بقاعة المؤتمرات بولاية البليدة، بأن هذه الندوات الجهوية التي تناولت الكثير من المسائل ستختتم بندوة وطنية يتوقع تنظيمها قبل اليوم الوطني للذاكرة، وتكون هذه الندوة انطلاقة حقيقية لبرنامج ملف الذاكرة الذي يهدف إلى تحصين المجتمع من كل الأخطار، كما تظهر هذه الندوة، حسبه، إسهامات كل قطاع حتى يصل هذا البرنامج لكل فرد في المجتمع، وقال بأن هذه العملية ليست سهلة ومتشعبة وواسعة جدا، وأنه سيتم العمل على لملمة هذا الملف ووضع برنامج له لتحقيقه.
وقال شيخي في موضوع الوحدة الوطنية، بأن هذه الأخيرة تبنى على أساس ما يؤمن به المجتمع وليس ما يراد أن يؤمن به، مضيفا بأن ملف الذاكرة يسير ببطء بسبب جائحة كورونا، بالإضافة إلى أن الملف في حد ذاته متشعب وشائك وصعب ويحتاج إلى اللم والضم والترتيب، مضيفا بأن ملف الذاكرة يعتبر شريان الأمة بأكملها، وأوضح شيخي بأن التمييز بين الذاكرة والتاريخ صعب، مشيرا إلى أن التاريخ سلسلة مترابطة من الحلقات تستخلص منها العناصر المختلفة.
وفي السياق ذاته قال مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة بأن هذا الملف يحتاج إلى توحيد المصطلحات التي نستخدمها لأنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بذاكرتنا وتاريخنا، مشيرا إلى تحديد القطاعات التي تهتم وتعنى بالذاكرة والتي تكون الرافد الذي يوصل هذا البرنامج إلى كل مواطن في المجتمع.و أكد شيخي أن الخطر في ما يكتب أكثر مما يقال، ودعا في السياق ذاته إلى تجند المعلمين الذين لهم ملكة الكتابة لكتابة قصص هادفة للأطفال وإحياء القصص الشعبية وإعطائها قالب ما يريد أن يفهمه الطفل والاطلاع بذلك على رصيد هذه الأمة ويكون بذلك جاهزا للدفاع عن الأمة قولا وفعلا، داعيا في نفس الإطار الباحثين إلى التوجه نحو البحث العلمي للاقتراب من الحقيقة التاريخية والاتفاق حولها.
من جهة أخرى كشف عبد المجيد شيخي عن إطلاق برنامج لتثمين الآثار بالبلديات، مضيفا بأن السياحة من القطاعات التي ستكون لها حصة الأسد فيما يتعلق بالتعريف بعناصر الشخصية الوطنية والمشاعر التي يجب أن تتولد لدى الطفل والشباب وارتباطه بالأرض.
من جانب آخر أوضح محمد عباسي المكلف بالدراسات والتلخيص برئاسة الجمهورية في مداخلته حول «عناصر الذاكرة وترسيخ الثوابت والوحدة الوطنية»، بأن رد الاعتبار للذاكرة يقودنا إلى فهم المصطلحات، إلى جانب الانطلاق من الذاكرة الفردية نحو الذاكرة المحلية ثم الذاكرة الوطنية، مؤكدا بأن الذاكرة المحلية لها دور مهم ويقع عليها وضع الأرضية والمقاصد من مشروع تبني الذاكرة، مضيفا بأن الذاكرة الوطنية تزخر بالعديد من الأمثلة السامية والنماذج الراقية لإعادة الثقة للمجتمع، قائلا بأن الذاكرة أداة من أدوات إعادة الاعتبار للمجتمع.
نورالدين ع