كشف عضو اللجنة العلمية لرصد فيروس كورونا البروفيسور رياض مهياوي، أمس، عن بداية الاستئناف التدريجي لنظام التدريس العادي بالجامعات، عبر إعادة فتح المدرجات أمام الطلبة لتلقي المحاضرات، استعدادا للفتح الكلي لقطاعي التعليم العالي والتربية الوطنية، خلال الموسم المقبل، في حال استمر استقرار الوضع الصحي.
أفاد البروفيسور رياض مهياوي في تصريح خص به «النصر» بأن العودة التدريجية للحياة العادية على مستوى قطاعات عدة، لن تستثني المؤسسات الجامعية والتربوية التي ستعرف هي الأخرى انفراجا في الوضع، من خلال التخلي عن جزء هام من التدابير الاحترازية التي قلصت مستوى الأنشطة البيداغوجية، من بينها نظام التفويج والدراسة التناوبية، وذلك ابتداء من الموسم القادم. وأوضح عضو اللجنة العلمية لرصد تفشي وباء كورونا بأن قطاع الجامعات باشر مؤخرا في اتخاذ عدة إجراءات تحضيرية تحسبا للعودة إلى نظام التدريس العادي انطلاقا من السنة المقبلة، عبر إعادة فتح المدرجات أمام الطلبة في ظل احترام الإجراءات الوقائية، لا سيما ما تعلق بوضع القناع الواقي واحترام مسافة التباعد، مع الإبقاء على نظام الدراسة عن بعد لتخفيف العبء على الطلبة المقيمين بالمناطق البعيدة.
وأكد المتدخل بأن الفتح الكلي لقطاعي التربية الوطنية والتعليم العالي بعد ثلاث سنوات من إقرار التدابير الاستثنائية للوقاية من فيروس كورونا، سيجري في ظل الالتزام بالحيطة والحذر، نظرا لأهمية وحساسية القطاعين اللذين يستقبلان يوميا حوالي 12 مليون تلميذ وطالب جامعي، فضلا عن الأساتذة والموظفين. وأكد البروفيسور مهياوي بأن ارتداء القناع الواقي سيظل إجراء إلزاميا بالفضاءات المغلقة، على غرار قاعات الدراسة والمدرجات، على أن يتم استئناف كافة الأنشطة البيداغوجية التي تم إدراج تعديلات عليها أو تقليص في حجمها الساعي بصفتها المعتادة بالقطاعين، تماشيا مع ما يشهده العالم من حركية على مستوى شتى القطاعات التعليمية والاقتصادية والثقافية وغيرها.
وتعمل اللجنة العلمية على رصد تطور الوضع الوبائي، عبر تتبع مستوى انتشار الجائحة عبر كافة مناطق البلاد وفي مختلف الفضاءات، فضلا عن تقصي وضعية المصحات الاستشفائية من حيث تراجع عدد الوافدين إليها من المصابين بفيروس كورونا، فضلا عن إحصاء عدد الوفيات بالفيروس، للإعلان عن قرارات جديدة تتلاءم مع طبيعة الوضع الصحي، وتخدم في ذات الوقت مصلحة المواطنين.
وأضاف المصدر بأن إلغاء الإجراءات الاحترازية التي كانت تحد من ممارسة مختلف الأنشطة بسبب انتشار الجائحة، سيسمح أيضا بتنظيم الندوات والمؤتمرات والتجمعات العلمية، وإعادة الفتح الكلي للفنادق ولو استلزم الأمر فرض الجواز الصحي، فضلا عن وضع القناع الواقي لمنع انتشار العدوى، طالما أن الفيروس ما يزال يعيش بيننا ولو بنسبة جد ضئيلة.
وكان وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد لمح بدوره إلى إمكانية العودة إلى التدريس العادي السنة المقبلة، بغرض تمكين التلاميذ من الدراسة في ظروف أفضل، عبر توسيع الحجم الساعي للمواد، وكذا إلغاء نظام التفويج والدراسة بالتناوب، بناء على استقرار المعطيات المتعلقة بالوضعية الوبائية. كما يعد قرار الوصاية بتنظيم امتحانات شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط في مواعيدها العادية، أي خلال شهر جوان على غرار ما كان معتمدا قبل الجائحة، مقدمة لرفع الحظر عن ممارسة العديد من الأنشطة البيداغوجية التي تم تقييدها بسبب الوباء.
وبادرت من جهتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى وضع ترتيبات جديدة تحسبا للموسم المقبل، تسمح بإحداث تزاوج ما بين التعليم الحضوري وعن بعد، أو ما يعرف لدى المختصين بالتعليم الهجين، وهي تجربة خاضها القطاع خلال انتشار وباء كوفيد 19، وأظهرت نتائج جد إيجابية، لذلك تقرر ترسيم هذه الطريقة مع إدراج تعديلات عليها لتحسين مستوى أداء الأساتذة والطلبة.
لطيفة بلحاج