تقود الجزائر إلى جانب دول عربية أخرى في إطار مجموعة الاتصال العربية بشأن أوكرانيا، مشاورات واتصالات مع الأطراف المعنية بهدف المساهمة في إيجاد حل دبلوماسي للأزمة في أوكرانيا، حيث التقى وزراء خارجية دول المجموعة مع وزير الخارجية الأوكراني بعد لقاء مماثل مع كبار المسؤولين في موسكو لبحث تداعيات الحملة العسكرية الروسية وسبل التوصل إلى حل بوساطة عربية، كما تباحث الوفد العربي في العاصمة وارسو مع وزير خارجية أوكرانيا.
عرضت الدول العربية المشكّلة لمجموعة الاتصال العربية بشأن أوكرانيا، من بينها الجزائر الوساطة لحل الأزمة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وشددت الدول العربية على أهمية تسهيل خروج الجاليات العربية بمناطق الصراع وضمان عدم تأثير النزاع على الدول الأخرى. وجاء ذلك خلال جلسة المباحثات التي عقدها وزراء خارجية مجموعة الاتصال العربية وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الإثنين، في موسكو والثلاثاء في كييف. و أجرت مجموعة الاتصال الوزارية العربية، التي يقودها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة إلى العاصمة البولندية وارسو، أمس الثلاثاء، محادثات مع وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، في إطار الجهود الرامية إلى حل النزاع في أوكرانيا.
وذكر بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أنه في ثاني محطة لها بعد موسكو، وصلت مجموعة الاتصال الوزارية العربية المعنية بالنزاع في أوكرانيا، برئاسة رمطان لعمامرة، وعضوية وزراء خارجية الأردن والعراق والسودان ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى العاصمة البولندية وارسو، حيث عقدت اجتماعا مع وزير خارجية أوكرانيا، دميترو كوليبا، في إطار الجهود الرامية إلى المساهمة في حل الأزمة.
و أضاف البيان أن "الجانبين العربي والأوكراني أجريا محادثات موسعة حول آفاق إنهاء الأزمة والحد من انعكاساتها الأمنية والسياسية والإنسانية والاقتصادية".
وفي هذا الصدد، أعرب الوفد العربي عن "القلق من تبعات الأزمة وخطورة استمرارها"، مشددا على "دعمه لمسار المفاوضات المباشرة بين الجانبين الأوكراني والروسي، و استعداده للقيام بالجهود اللازمة لدعم هذا المسار بهدف التوصل إلى وقف العمليات العسكرية، تمهيدا لحل سياسي مستدام للأزمة، يقوم على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار وسيادة الدول وسلامتها الإقليمية، بما يضمن المصالح المشروعة لجميع الأطراف". وفي أعقاب الاجتماع، أكد السيد لعمامرة خلال المؤتمر الصحفي الذي نشطه مع نظيره الأوكراني أن اللقاءات مع الجانبين الروسي والأوكراني "مكنت مجموعة الاتصال العربية من الإلمام بشكل دقيق بتطور الأوضاع والاطلاع بوضوح على مواقف وآراء طرفي النزاع، كما رسخت قناعة أنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة".
وخلال المؤتمر الصحفي، قدم السيد كوليبا "تعازيه الخالصة" إلى الجزائر وبالخصوص لعائلة المرحوم طالبي محمد عبد المنعم، الطالب الجزائري المتوفي في بداية النزاع في أوكرانيا. كما شكر وزير الخارجية الأوكراني نظيره الجزائري على "المجهودات المبذولة في إطار مجموعة الاتصال العربية الرامية إلى المساهمة في حل الأزمة"، معربا عن "أمله أن تنتهي الحرب قريبا ليتمكن الطلبة الجزائريين من العودة لمزاولة دراستهم في الجامعات الأوكرانية في أحسن الظروف". وشددت مجموعة الاتصال العربية خلال محادثاتها في لقاء مماثل بموسكو على أهمية تسهيل خروج الجاليات العربية بمناطق الصراع وضمان عدم تأثير النزاع على الدول الأخرى.
ودعا الجانب العربي إلى مواصلة مسار المفاوضات المباشرة بين الجانبين الروسي والأوكراني، كما أكد استعداده للقيام بجهود وساطة ودعم مسار التفاوض المباشر بين الجانبين بهدف التوصل إلى إيقاف عاجل للعمليات العسكرية الجارية والبدء في مناقشة عدد من إجراءات بناء الثقة وبما يمهد لتدشين إطار الحل السياسي المستدام لهذه الأزمة في إطار من احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول وبما يكفل حل هذا النزاع بطريقة سلمية ومقبولة من قبل الطرفين وبما يؤدي للتعاون مع جذور الأزمة". وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الوزراء الستة قال أبو الغيط، إن الموقف العربي يؤكد دعم جهود حل أزمة أوكرانيا عبر الحوار والدبلوماسية، مؤكدا أن هذه الأزمة تؤثر في أسواق الغذاء والنفط في العالم. وتابع أمين عام الجامعة العربية قائلا: الأزمة الأوكرانية رفعت أسعار الوقود ما أثر في الخطط الاقتصادية للحكومات والشعوب العربية. ونوه الأمين العام للجامعة العربية بأن الأزمة الأوكرانية لديها تأثيرات كبيرة في الدول العربية ومنها التأثير السلبي في الاحتياجات من الغلال والحبوب، مشيراً إلى أن حركة السياحة في بعض الدول العربية تأثرت سلباً بالحرب في أوكرانيا.
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه بحث مع الوفد العربي "المسائل الإقليمية والدولية والوضع في أوكرانيا". وأضاف أن الضمانات الأمنية لأوكرانيا لا يمكن أن تتحقق بانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، متهماً أطرافاً خارجية تسعى لاستمرار التصعيد في أوكرانيا. وأعلن وزير الخارجية الروسي أن بريطانيا رفضت طلب موسكو بعقد جلسة لمجلس الأمن بشأن الوضع في مدينة بوتشا الأوكرانية. وأشار إلى أن العقوبات على روسيا تؤثر في الاقتصاد العالمي لاسيما في الدول المستوردة للمواد الغذائية
وأبدت مجموعة الاتصال العربية، استعدادها للقيام بجهود وساطة لدعم مسار التفاوض بين روسيا وأوكرانيا. بهدف التوصل لإيقاف عاجل للعمليات العسكرية ومناقشة عدد من إجراءات بناء الثقة. حيث تم التباحث خلال اللقاء الذي جمع الوفد العربي بوزير خارجية روسيا، سبل إنهاء القتال، مشيرا إلى أن المجموعة ستتوجه إلى بولندا للقاء وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في إطار الجهود العربية لاحتواء الأزمة.
وأفادت مصادر دبلوماسية، أن المقترحات العربية لتسوية الأزمة تتضمن وقف إطلاق النار دون شروط في أوكرانيا. وقالت إن «الوزراء العرب سيستمعون إلى مواقف وانشغالات الطرفين في ضوء آخر التطورات الأمنية والسياسية للأزمة في أوكرانيا، كما سيبحثون آفاق وسبل مساهمة مجموعة الاتصال العربية في مساعي التهدئة والتخفيف من حدة التوتر، وصولاً إلى تقريب وجهات النظر بما يسمح بالتعجيل في التوصل إلى حل سياسي يرتكز على مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويأخذ بعين الاعتبار انشغالات كل الأطراف».
وتندرج هذه الجولة في إطار برنامج عمل مجموعة الاتصال العربية، على المستوى الوزاري، التي أقر مجلس وزراء جامعة الدول العربية تشكيلها خلال دورته الـ157، المنعقدة في التاسع من مارس الماضي بالقاهرة، لتوَّلي متابعة وإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية بالقضية الأوكرانية، بهدف المساهمة في إيجاد حل دبلوماسي
للأزمة. ع سمير