اعتبر خبراء ومحللون، أمس، أن محور الجزائر روما، سيعرف انتعاشا و أكدوا أن العلاقات بين الجزائر وإيطاليا، متميزة ولها امتداد تاريخي، حيث تم وضع العديد من اللبنات لتأسيس شراكة استراتيجية، و أشاروا إلى أن إيطاليا تبحث عن بناء شراكات قوية، حيث تجد في الشريك الجزائري، شريكا موثوقا و له كل القدرات، سواء البشرية أو الطاقوية أو الموارد الطبيعية. وسجل المحلل السياسي البروفيسور إدريس عطية في تصريح للنصر، أمس، الإنزال الدبلوماسي الذي تشهده الجزائر، سواء من قبل المسؤولين الإيطاليين أو مسؤولين دوليين، على غرار الزيارات الأمريكية والتي كانت لوزير الخارجية الأمريكي وأيضا زيارة نائبة وزير الخارجية الأمريكي وأيضا زيارة سابقة لوزير الخارجية الإيطالي، كما أشار إلى زيارة رئيس الحكومة الإيطالي.
وأكد المحلل السياسي، أن العلاقات بين الجزائر وإيطاليا متميزة وتكاد تكون الأحسن والمتقدمة بالنسبة للعلاقات الجزائرية الأوروبية، مضيفا أن ما يربط الجزائر بإيطاليا اليوم العديد من الملفات، أولا هناك تطابق وجهات النظر في إدارة الكثير من الملفات والقضايا الدولية على رأسها الملف الليبي وغيرها من الملفات المتعلقة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
ومن جانب آخر، أشار ، إلى أن الجزائر لها مطلب ضروري وواضح اليوم و يتعلق بنقل التكنولوجيا الإيطالية، فالجزائر بحاجة إلى مساعدة تكنولوجية وصناعية، وهي تطلب ذلك بقوة، سواء من قبل شركائها الاستراتيجيين روسيا أو الصين أو بالنسبة لشركائها الأوروبيين، على غرار الحالة الإيطالية، مذكرا أنه تم وضع العديد من اللبنات لتأسيس شراكة استراتيجية وعلاقات متميزة بين الجزائر وإيطاليا وتم تجسيد خارطة طريق بعد زيارة الرئيس الإيطالي إلى الجزائر، قبل ما يقارب السنة. وأضاف أن إيطاليا تبحث عن شريك موثوق فيه وملتزم، في الضفة الجنوبية للمتوسط، ولن تجد بديلا عن الجزائر، لأنها عبر التاريخ معروفة بالتزاماتها ووفائها لمبادئها وبالتالي بالنسبة لهذه الدول، فإن التعاون مع الجزائر هو تعاون واضح ولا يخضع للابتزاز ولا للمساومات.
واعتبر المحلل السياسي، أن محور الجزائر روما، سيعرف انتعاشا على حساب محور الجزائر باريس، ومحور الجزائر مدريد وغيرها من المحاور، وسيكون محور الجزائر روما لإعطاء ثنائية مثالية في حوض المتوسط، ثنائية شمال جنوب للتعاون وأيضا سيفتح الباب لثنائيات أخرى على غرار الرغبة الألمانية الملحة في تطوير علاقاتها مع الجزائر في إطار محور الجزائر برلين.
ومن جانب آخر، أشار إلى أن الجزائر وإيطاليا مرتبطان بالشريك الصيني في إطار مبادرة الحزام والطريق، حيث صادقا على هذه المبادرة، لافتا إلى أن الصين تستعد لتعلن نفسها الاقتصاد الأول في العالم ومن المرتقب أن تكون قطبا عالميا إلى جانب روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في النظام الدولي الجديد، أي خلال مرحلة ما بعد أزمة أوكرانيا.
من جانبه اعتبر المحلل السياسي، الدكتور عبد القادر سوفي في تصريح للنصر، أمس، أن العلاقات الجزائرية الإيطالية هي علاقات متميزة ولها امتداد تاريخي، و أن الشراكة متجذرة وتمس الكثير من القطاعات، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن الكثير من الإيطاليين، ساعدوا الثورة الجزائرية.
كما أبرز، تسارع بناء شراكات استثنائية وتطويرها اليوم، حيث تبحث الجزائر على التمتع بمكانة خاصة كمحور إقليمي، كما أن إيطاليا أيضا هي الأخرى تبحث أن تكون لها مكانة في النظام العالمي الجديد أمام المتغيرات التي ضربت إيطاليا في الصميم.
وأضاف أن إيطاليا تبحث عن بناء شراكات قوية وتجد في الشريك الجزائري، شريكا موثوقا، خاصة وأن في المجال الطاقوي، هناك شراكة قوية، مبرزا أن الجزائر لها القدرات التي تؤهلها أن تكون شريكا، سواء في البعد الصناعي، الاقتصادي، السياسي والطاقوي.
واعتبر المحلل السياسي، أن عدم التوازن في العلاقات ما بين إيطاليا وأوروبا، الدافع الكبير الذي تفطنت إليه إيطاليا، حيث ترى أن الجزائر شريك قوي، له كل القدرات، سواء البشرية أو الطاقوية أو الموارد الطبيعية، يضاف إلى التطور الصناعي والتكنولوجي، حيث يمكن أن تكون هناك شراكة في إطار تحويل التكنولوجيا وبناء شراكات صناعية تفتح آفاقا كبيرة للسوقين الإيطالي والجزائري، نحو إفريقيا والعالم أيضا، علما أن إيطاليا هي جزء من مشروع طريق الحرير الصيني.
مراد - ح