اعتبر خبراء في الاقتصاد ، أمس، أن تحقيق الأمن الغذائي يتطلب قرارات جريئة ووضع استراتيجية بعيدة المدى، حيث نوّهوا في هذا الإطار، بالإجراءات المتخذة لتشجيع الفلاحين على مضاعفة الإنتاج ، سيما مع ارتفاع الأسعار على المستوى العالمي ، كما أكدوا على أهمية رفع العراقيل البيروقراطية أمام المشاريع الاستثمارية في المجال الفلاحي بالإضافة إلى زيادة المساحات المزروعة والاعتماد على طرق الري الحديثة والاستفادة من البحوث العلمية لزيادة المردودية .
ونوه الخبير الاقتصادي الدكتور مبارك مالك سراي في تصريح للنصر، أمس، بالإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية فيما يتعلق بتدعيم وتشجيع الفلاحين لمضاعفة الإنتاج، من أجل تحقيق الأمن الغذائي، في ظل توفر الإمكانيات الطبيعية الضرورية.
وأضاف أن هذه الرؤية جيدة ، تضاف إلى رفع العراقيل البيروقراطية وتحريك ملفات الاستثمار المتعلقة بالقطاع الفلاحي، على مستوى الجنوب و إتاحة الفرصة للشباب الراغبين في استغلال الأراضي الفلاحية ،لإنتاج الحبوب واللحوم الحمراء والحليب، سيما مع صعوبة الوضعية الراهنة في العالم بالنظر إلى الارتفاع المسجل في الأسعار.
وقال إن الجزائر تتوفر على بدائل ، لافتا إلى وجود رغبة بين الشباب في الحصول على أراضي فلاحية، من أجل إطلاق المشاريع الاستثمارية في هذا المجال، ولم يستبعد إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي .
من جانبه، اعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور سليمان ناصر في تصريح للنصر، أمس، أن القرارات المتخذة لتشجيع الفلاحين جيدة وضرورية ، سيما في ظل الظروف العالمية الحالية مع ارتفاع أسعار الغذاء و القمح عالميا، لافتا إلى ارتفاع أسعار القمح بشكل كبير عالميا، خاصة بعد الأزمة الأوكرانية .
وأضاف أن تحقيق الأمن الغذائي، يحتاج إلى قرارات جريئة ومرافقة ومساعدة من الدولة للفلاحين .
و أشار الدكتور سليمان ناصر، إلى أهمية قطاع الفلاحة الذي يعد من القطاعات الاستراتيجية التي يعول عليها للخروج من اقتصاد الريع ، وهو ما يتطلب وضع استراتيجية بعيدة المدى.
و نوه الخبير الاقتصادي، بر فع أسعار شراء القمح اللين والصلب من الفلاحين، لتشجيعهم على مضاعفة الإنتاج بالإضافة إلى قرار رفع أسعار الشراء للحبوب الجافة ، الفاصولياء والعدس والحمص، لافتا إلى معاناة الفلاحين بخصوص ارتفاع المدخلات، ما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج ، لذلك جاءت هذه القرارات لرفع أسعار شراء القمح اللين والصلب من الفلاحين وكذا الحبوب الجافة لتجنيب الفلاحين الخسائر وتفادي التوقف عن الإنتاج .
من جانب آخر، أشار إلى أهمية الاعتماد على طرق الري الحديثة في ظل شح المياه، بالإضافة إلى زيادة المساحات المزروعة بالقمح ، سواء في الشمال أو الجنوب، مع العمل على رفع نسبة إنتاج الهكتار الواحد من القمح بالنظر إلى أن المردودية الحالية ضعيفة، لذلك من الضروري إيجاد الحلول للمشكل الموجود ومعالجته، -كما أضاف-، من خلال الدراسات والبحوث العلمية والتي من شأنها تحقيق الزيادة في إنتاج القمح والتي تعتبر مادة استراتيجية ومهمة جدا في الظرف الحالي.
و في هذا السياق ، أكد على ضرورة تشجيع البحوث العلمية والاستفادة من البحوث المنجزة في السابق، من قبل الباحثين الجزائريين المبدعين والمتعلقة برفع المردودية .
مراد -ح