السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الدكتور عبد الـرزاق قسوم من قسنطينة: يجــــــب اعتــــــماد مناهــــج جمعيــة العـــلماء في التعلــيم


دعا أمس رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الدكتور عبد الرزاق قسوم، إلى إدراج الثقافة الإسلامية في التخصصات الجامعية، و اعتماد مناهج الجمعية في مجال التعليم، كمنهج للتعليم بالقدوة و التعليم بالنموذج، لتحصين أبنائنا إزاء تحديات الواقع المعاصر و غزو شبكات التواصل، مشيرا إلى أن الجمعية تحاول أن تتكيف مع الواقع الجديد و غزو مواقع التواصل، لإعادة بناء المجتمع الفاضل و الإنسان الواعي، قسوم و في  محاضرة قدمها بالمركز الثقافي عبد الحميد بن باديس «كلية الشعب» بقسنطينة، خلال احتفالية يوم العلم، بعنوان «المنهج الانتقائي و الاستنباطي عند الشيخ عبد الحميد بن باديس»، استعاد السمات الشخصية للعلامة و خصه بتعريف شامل، مؤكدا بأن «كل جوانب النبوغ تجتمع في شخصه»، و هو ، كما يقول علماء النحو، «صيغة منتهى جوانب العظمة»، و ركز على علاقته بالقرآن الكريم و  قدمه كمبلغ لكتاب الله، فقد «أوتي إلهاما و ملكات، ما جعله موسوعي الثقافة الدينية».  

كما تطرق في محاضرته إلى المنهج الذي تبناه رجل الإصلاح في تفسير القرآن الكريم، مؤكدا بأنه تبنى منهج الحكمة، الذي يقوم على أسس معرفية متنوعة، منها الذكاء و البيان الناصع و الإطلاع المتعمق و الإلمام الواسع بعلوم عصره النفسية و الكونية، و كذا على الواقعية و الموضوعية و النقدية، و تنزيل ذلك على واقع مجتمعه، باسم الإصلاح الشمولي، ليتصدى لبعض المفسرين لكلام الله السطحيين، الذين يكتفون بتقديم بعض المعاني البسيطة، و لا يغوصون في أعماق المعنى.
و طرح المحاضر موقف رجل الإصلاح في الفصل في قضية النقل و العقل التي لا تزال، كما قال، محل جدل بين من يسمون بالحداثيين العقليين و النصيين الأصاليين، الذي يقول بأن العقل قسيم النقل والعلم الصحيح، يستند إلى النقل الصحيح و العقل السديد، واضعا حدا للاختلاف بين طرحين شائعين، يتمثل الأول في النزول إلى مستوى العامة و الثاني يقضي بالصعود بمستواهم لمستوى العلماء، و ذلك بالجمع بين الاثنين، بالنزول بالمعنى و الحفاظ على سمو اللغة، و هذا لتطوير ناصية اللغة، و تهذيب الذوق و تعويد أسماع الناس على فن البلاغة.
بخصوص دور الجمعية في ظل التحديات الراهنة و التغيرات المجتمعية، أوضح الدكتور قسوم للصحافة على هامش اللقاء، بأن الجمعية تحاول أن تتكيف مع الواقع الجديد الذي لم يكن بهذا الشكل في وقت رائد النهضة ابن باديس، خاصة في ظل التطور التكنولوجي و غزو مواقع التواصل التي تعد بمثابة تحديات يجب التكيف معها، من خلال إعادة بناء المجتمع الفاضل و الإنسان الواعي، داعيا في هذا السياق، إلى ضرورة إدخال المفاهيم الإصلاحية العميقة و الدقيقة التي اعتمدها رجل الإصلاح في مسيرته النهضوية و علماء الجمعية، بإدخالها في عقول أطفالنا لتحصينهم من التداعيات التي نعيشها اليوم، و ذلك باعتماد منهج الجمعية و هو منهج التعليم بالقدوة و بالنموذج في المنهاج التربوي، بتقديم نصوص علماء الجمعية في المواطنة و مكارم الأخلاق و غيرها.
و شدد المتحدث على ضرورة إدراج مادة إسلامية ثقافية، إلى مختلف التخصصات الجامعية، مقدما مثالا عن أهمية إدراجها في تخصص الهندسة الإسلامية، بالقول بأنها تمكن المختصين في الهندسة من التقيد بالأصالة الإسلامية و الخصوصية المجتمعية في التخطيط العمراني.
من جهته قدم  رئيس المكتب الولائي للجمعية بقسنطينة، عبد العزيز شلي، مداخلة حول  منهج الشيخ بن باديس في تفسير كتاب الله، مشيرا إلى أنه يرتكز على معالجة مشاكل الواقع الجزائري، الذي كان يسوده الفقر و الجهل و الأمية آنذاك، و قد  عالجها العلامة في الجانب العقيدي و الديني و المعاملاتي و غيرها من الجوانب، و ركز على جانب القوة التي تكون بالائتلاف و الاجتماع المنظم على أساس التشاور لتشكيل قوة تتآزر لجلب المنفعة و درء الضرر.  
فيما تحدث الخطيب السابق لمسجد الأمير عبد القادر و عضو المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين بن عبد الرحمن محمد مصطفى، في مداخلته عن انجازات الجمعية التي أسسها رائد النهضة الفكرية، قائلا بأنها ساهمت في تحسين السلوك و تهذيب الأخلاق و وعظ الناس في زمن انتهكت فيه الحرمات  و أبيحت فيه المحرمات و تفككت روابط الأسرة المسلمة و قطعت الأرحام و ضعف الوازع الديني، كما استطاعت أن تقف في وجه المستدمر الغاشم الذي أراد القضاء على هوية الأمة و ثوابتها و لغتها، و تصدت لمن أراد التفريق بين الجزائريين و أسست مئات المدارس منها مدرسة التربية و التعليم سنة 1936 بقسنطينة، و معهد بن باديس بحي البطحة في 1946.
يذكر أن المركز الثقافي عبد الحميد بن باديس، احتضن معرضا للإبداعات النسوية  و الحرف، بمشاركة الفرع النسوي لجمعية العلماء المسلمين»الأهرام»، و كذا نادي البصائر للعلوم.       أسماء بوقرن

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com