انتقل، أمس، وفد مكون من عدة قطاعات وزارية إلى جانب ممثلين عن الديوان الوطني للحج والعمرة للتفاوض مع الوكلاء السعوديين حول عقود الإسكان والإطعام والنقل، وذلك إيذانا بالانطلاق الرسمي للتحضير لموسم الحج لأول مرة منذ تفشي جائحة كورونا.
باشر الديوان الوطني للحج والعمرة في التحضير لموسم الحج المقبل، عبر إيفاد لجنة خاصة تتكون من ممثلين عن الديوان وقطاعات وزارية عدة من بينها الداخلية والصحة، للتحضير لهذا الموسم بعد أن تم توقيف كافة الرحلات باتجاه البقاع المقدسة لسنتين كاملتين بسبب تفشي وباء كورونا.
وسيتفاوض الوفد الذي وصل أمس إلى المملكة العربية السعودية حول عقود الإسكان والإطعام والنقل، بهدف ضمان إقامة مريحة للحجاج الجزائريين الذين انتظروا بفارغ صبر إعادة فتح الموسم، لا سيما الذين فازوا في القرعتين اللتين تم تنظيمهما خلال الجائحة، دون أن يتمكنوا من أداء هذه المناسك بسبب الوضع الوبائي العالمي.
وحددت السلطات السعودية العدد الإجمالي للحجاج المرخص لهم بأداء شعيرة الحج ب 1 مليون حاج بالنسبة لكافة الدول المعنية بالموسم المقبل، في حين تم تخصيص حصة ب 18 ألف و500 حاج للجزائر، ما يعادل حوالي 47 بالمائة من العدد الإجمالي للحجاج الجزائريين المعنيين سنويا بأداء هذه الفريضة في الظروف العادية، حيث كانت حصة الجزائر تفوق 38 ألف حاج.
وسيتم تحديد تكلفة الحج للموسم 2022 بعد عودة الوفد المكلف بالتحضير له، والوقوف على تكاليف كراء الفنادق وكذا مصاريف الإطعام والنقل، فضلا عما ستسفر عنه المفاوضات التي ستجري خلال هذه الأيام مع المتعاملين السعوديين، ليتم الإعلان الرسمي من قبل ديوان الحج والعمرة عن القيمة الإجمالية لحج هذا العام.
ووصلت مصاريف الحج إلى حدود 40 مليون سنتيم قبل بدء الجائحة، غير أن تغير الأوضاع الاقتصادية على مستوى كافة بلدان العالم بسبب تداعيات جائحة كورونا، وكذا تقليص عدد الحجاج المعنيين بأداء هذه الفريضة من قبل السلطات السعودية في إطار نظام الحصص، للوقاية من الوباء قد يؤثر على تكلفة الحج لهذا الموسم التي قد تشهد زيادة على غرار مصاريف العمرة.
وتحدد تكلفة الحج بناء على ما ستسفر عنه العقود المنتظر إبرامها مع المتعاملين السعوديين، يضاف إليها الخدمات التي قد يطلبها الحاج من أجل الاستمتاع بالإقامة المريحة، من بينها الفندق القريب من الحرم المكي أو المسجد النبوي، والغرف المنفردة و النقل الجيد والوجبات الغذائية المحسنة، وذلك في إطار ما يعرف بحج الرفاه الذي أضحت تعتمده كثير من الوكالات السياحية.
ويبقى أمام الديوان الوطني للحج والعمرة إشكالية انتقاء المرشحين لأداء مناسك الحج من بين الفائزين في قرعتين متتالين تم تنظيمهما سنتي 2020 و2021، تم إدراج أسمائهم ضمن قوائم الانتظار إلى حين الترخيص بتنظيم الموسم بعد تحسن الوضع الوبائي، بعد أن طمأنت وزارة الداخلية بالاحتفاظ بأسماء جميع الفائزين في عمليات القرعة التي جرت عبر مختلف البلديات. وتتوقع مصادر من الوكالات السياحية أن يتم تنظيم قرعة ثالثة لتحديد أسماء المرشحين لأداء مناسك الحج في ظل الشفافية، على أن يتم حرمان من يفوق سنهم 65 عاما من أداء هذه المناسك، بهدف الوقاية من تفشي الفيروس وسط الفئات الهشة، بقرار من السلطات السعودية التي شرعت في الفتح التدريجي لموسمي الحج والعمرة، في انتظار زوال الوباء.
لطيفة بلحاج