شرعت مؤخرا عديد المؤسسات التعليمية بالتنسيق مع جمعيات أولياء التلاميذ، في تنظيم جلسات أو دورات للتكفل النفسي بالطلبة المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، لمساعدتهم على تخطي هاجس الخوف والقلق، والأداء الجيد خلال يوم الامتحان.
وتجري عملية المرافقة النفسية على مستوى المؤسسات التعليمية عن طريق الأخصائيين النفسانيين التابعين لمصالح الطب المدرسي، وكذا عن طريق أطباء نفسانيين متطوعين، تم تجنيدهم من طرف جمعيات أولياء التلاميذ لمرافقة المترشحين المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا خلال الأيام التي تفصلنا على هذا الموعد الهام.
وتهدف هذه المبادرة وفق ما أكده رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد «للنصر»، إلى تمكين الطلبة من تجاوز حاجز الخوف والقلق، والتعامل مع شهادة البكالوريا بمثابة الامتحانات العادية، التي تتطلب التحضير المسبق والتركيز والثقة في النفس لضمان نتائج إيجابية.
وتجري المرافقة النفسية في إطار جلسات جماعية يحضرها عدد من الطلبة المترشحين، وكذا جلسات فردية تخص المترشحين الذين يعانون مشاكل نفسية وعدم القدرة على المراجعة بسبب تراكم الدروس، ولا سيما من شرعوا مؤخرا في عملية المراجعة.
وأوضح المصدر بأن جمعيات أولياء التلاميذ بادرت من جهتها إلى تنظيم جلسات للمرافقة النفسية للتلاميذ على مستوى دور الشباب والثقافة بعديد البلديات، بتنظيم دورات للعلاج النفسي تحت إشراف أخصائيين في المجال، بسبب تعذر الحصول على قاعات شاغرة على مستوى المؤسسات التعليمية.
وأضاف من جهته رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري في حديث معه، بأن التحضير النفسي للطلبة المترشحين يتم تحت إشراف مستشاري التوجيه التربوي، والإرشاد المدرسي، إلى جانب مؤطرين لهم خبرة في المرافقة النفسية للطلبة الممتحنين.
وأشاد المتدخل بمبادرات قامت بها عدة مؤسسات تعليمية، من خلال استقدام مختصين في التنمية البشرية، وطلبة سابقين تفوقوا في مسارهم التعليمي، لتقديم تجاربهم حول كيفية التعامل مع نهاية السنة الدراسية، وسبل التغلب على هاجس الخوف، وكذا الطريقة السليمة للمراجعة والاسترجاع دون جهد و إرهاق، بما يساعد على التعامل مع مواضيع البكالوريا في أريحية تامة.
كما يقصد بعض الطلبة العيادات النفسية التي قامت من جهتها بتنظيم دورات لفائدة الممتحنين، أو ما يسمى بالعيادات النفسية الجماعية التي أضحت تستقطب الكثير من المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، لا سيما وأن الأولياء أصبحوا يولون اهتماما للمرافقة النفسية، بعد أن كان تركيزهم ينصب على تكثيف ساعات المراجعة لتعزيز حظوظ أبنائهم في تحقيق النجاح.
ويضيف من جهته رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد بأن المرافقة النفسية تعد أحسن علاج لنوبات القلق والخوف التي قد تعتري المترشحين لاجتياز الامتحانات الرسمية، بدل الإقدام على تناول المكملات الغذائية لرفع مستوى التركيز والذكاء، نظرا لما تشكله من خطر على صحة مستهلكيها.
ونصح المصدر الطلبة والأولياء بعدم الانسياق وراء ما تبثه بعض القنوات التلفزيونية من ومضات إشهارية للترويج للمكملات الغذائية، وحث الممتحنين على الاستعانة بالطبيب النفساني في حال مواجهة صعوبات في تسيير ما تبقى من الموسم الدراسي استعدادا ليوم الامتحان، عوض الإقبال على مواد قد تعرضهم إلى مخاطر صحية.
وأضاف من جهته رئيس نقابة ثانويات الجزائر زبير روينة بأن حالة القلق التي يشعر بها الطلبة سببها عدم التعود على اجتياز الامتحانات الرسمية، فضلا عن الضغوط التي يمارسها كثير من الأولياء اعتقادا منهم بأن ذلك سيحفز الأبناء على تحقيق أعلى العلامات.
وحذر الأستاذ روينة في اتصال معه، من التعرض للإرهاق والتعب وقضاء ليالي بيضاء في المراجعة، مقترحا تنظيم الوقت بين التحضير للامتحانات والراحة والنوم الكافي، لأن ذلك سيساعد أكثر على التركيز، والتعامل بأريحية تامة مع المواضيع.
لطيفة بلحاج