شرعت مديريات التربية في تحضير مراكز إجراء امتحانات البكالوريا، لاستقبال أزيد من 700 ألف مترشح، على أن تشهد الدورة الحالية تخفيف البروتوكول الصحي للوقاية من فيروس كورونا، مع إسناد مهمة الحراسة حصريا لأساتذة الطور الثانوي.
انطلقت التحضيرات اللوجستية الخاصة بامتحانات شهادة البكالوريا عبر 2500 مركز إجراء على المستوى الوطني، من خلال تجهيزها بالوسائل والإمكانيات اللازمة لإنجاح هذا الموعد البيداغوجي الهام، فضلا عن القيام بأشغال الصيانة والترميم وطلاء الأقسام، وتنظيف وتطهير صهاريج المياه، حفاظا على صحة الطلبة ومؤطري مراكز الإجراء.
وتستفيد مديريات التربية سنويا من ميزانية معتبرة لتنظيم امتحانات شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، يتم صرفها في اقتناء الوسائل والتجهيزات التي تحتاجها مراكز الإجراء، من بينها المكيفات الهوائية التي أضحت جد ضرورية خاصة بالهضاب العليا والجنوب، بسبب تزامن تنظيم البكالوريا مع بداية موسم الحر.
وقامت مديريات التربية بتسخير العدد الكافي من الأساتذة الذين سيسهرون على تأطير مراكز الإجراء، وبموجب تعليمة صادرة مؤخرا عن وزير القطاع عبد الحكيم بلعابد، فقد تقرر ابتداء من الدورة المقبلة لشهادة البكالوريا جعل مهمة حراسة قاعات الامتحانات مقتصرة على أساتذة التعليم الثانوي، مع الترخيص بالاستعانة بأساتذة التعليم المتوسط في حال تسجيل عجز من حيث الأساتذة الحراس.
وتم اللجوء إلى إعفاء أساتذة التعليم الابتدائي من مهمة الحراسة، بعد أن احتجوا لدى الهيئة الوصية، بسبب إلزامهم بالمشاركة في تأطير وحراسة تلاميذ من مستوى تعليمي آخر.
وتحرص وزارة التربية الوطنية على انتقاء الأساتذة الحراس ممن لديهم الخبرة والتجربة في التعامل مع طلبة الطور الثانوي بهدف إنجاح هذه الامتحانات المصيرية، ومكافحة مختلف أشكال الغش الإلكتروني الذي قد يلجأ إليه بعض المترشحين لتحقيق النجاح دون بذل جهد، باستعمال الوسائل الحديثة، على غرار البلوتوث.
ويعد توفير الماء الشروب بكافة مراكز الإجراء طيلة أيام امتحانات البكالوريا، من المهام الأساسية التي تقع على عاتق مدراء التربية، لا سيما بعد أن اشتكى الأولياء في دورات سابقة من عدم توفر الماء ببعض المراكز، ورداءة نوعيته بمراكز أخرى بسبب عدم إخضاع خزانات المياه لعملية التطهير والتنظيف.
ووفق ما أفادت به مصادر مقربة من الهيئة الوصية، فإن امتحانات البكالوريا لدورة جوان 2022 ستشهد لأول مرة منذ بدء الجائحة تخفيفا للتدابير الوقائية ضد تفشي فيروس كورونا، بعد تسجيل استقرار واضح للوضع الصحي، بفضل تراجع عدد الإصابات إلى مستويات دنيا منذ عدة أسابيع.
ولا يقصد من تخفيف التدابير الوقائية التغاضي تماما عن الإجراءات التي تحمي صحة الممتحنين والمؤطرين، غير أنها لن تكون مشددة خلافا للدورات التي جرت في أوج انتشار الوباء، التي ألزمت الوزارة التنسيق مع اللجنة العلمية لضبط البروتوكول الصحي، مع وضع تدابير احتياطية في حال تسجيل إصابات ببعض المراكز.
ويجري حاليا على مستوى الثانويات تنظيم ما تبقى من الامتحانات الخاصة بالبكالوريا التجريبية، وسط إجماع بين الممتحنين على صعوبة المواضيع، الخاصة المتعلقة بالمواد الأساسية، بهدف دفعهم إلى المثابرة وتصحيح مواضع الخلل قبل حلول موعد الامتحانات الرسمية.
وتخضع الامتحانات التجريبية لنفس النظام المطبق على البكالوريا الرسمية، خاصة ما تعلق بتشديد الحراسة، وإقصاء الطلبة الذين يثبت عليهم القيام بعمليات غش باستعمال الطرق التقليدية أو الوسائل التكنولوجية، لثنيهم عن اللجوء إلى نفس الطرق في الامتحانات الرسمية.
لطيفة بلحاج