أكّد رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، بلعمبري مسعود، أنه من الضروري الانتقال لتصنيع المواد الأولية للصناعة الصيدلانية لأنها قضية رهان استراتيجي و أمن صحي، كونها تحقق الاكتفاء الذاتي وتوفر الأدوية محليا.
وأوضح رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص "سنابو"، مسعود بلعمبري، أول أمس الخميس، في تصريح للنصر على هامش إشرافه بوهران على الأيام العلمية التاسعة، والتي كان محورها الإنتاج الوطني للأدوية، أن الجزائر تتوفر على كفاءات لها تجربة في الصناعة الصيدلانية، كما أنه يوجد عقود شراكة بين مصنعين محليين ومؤسسات البحث العلمي بالجامعات الوطنية وكذلك عقود شراكة مع مخابر دولية، من أجل الانتقال لتصنيع المواد الأولية للصيدلة وأيضا إنتاج الأدوية المتطورة المخصصة لعلاج الأمراض النادرة التي تطرق لها رئيس الجمهورية مؤخرا، حيث "أنها تكلف ميزانية الصحة أموالا طائلة، فقد يصل ثمن علاج شخص واحد ما يعادل 1 مليون أورو في السنة، كما أن كفاءات الجزائر من شأنها تصنيع أدوية الأورام السرطانية والأدوية البيولوجية"، مبرزا أن "الميدان يزخر بعشرات المختصين في الصناعة الصيدلانية، كما أن ارتفاع تغطية السوق بالمنتوج المحلي دليل قاطع على توفر هذه الإمكانيات".
وعرج بلعمبري على أهداف أخرى للصناعة الصيدلانية بالجزائر، وهي "خوض تجربة التصدير بعد أن حققت قفزة نوعية في هذا المجال خاصة نحو الوجهة الإفريقية"، مثمنا في هذا الإطار "تنظيم مؤخرا للصالون الدولي للصناعة الصيدلانية الجزائرية بالعاصمة السنيغالية داكار بمشاركة 70 منتجا وطنيا يطمحون أيضا لخوض معركة المنافسة العربية والدولية".
وعلى صعيد آخر، قال رئيس "سنابو"، أن الصيادلة ساهموا وبشكل كبير في تشجيع المنتوج المحلي وتسويقه، وفي سياسة السعر المرجعي للأدوية وغيرها من المساهمات التي أعطت دفعا للصناعة المحلية، وعليه دعا بلعمبري لضرورة تدخل السلطات للقيام بإصلاحات والتكفل بالجوانب المالية والاقتصادية للصيدلي، من خلال "اعتماد نصوص قانونية تسمح بإعادة النظر في تسعيرة الدواء وهوامش الربح وغيرها من الانشغالات، مثل منحهم بعض التحفيزات الجبائية و اعتماد إجراءات تحفيزية اقتصادية"، حيث أصبح من الصعب على الصيادلة، حسب ذات المتحدث، "ممارسة مهامهم في أحسن الظروف يوميا وتحقيق الأهداف المذكورة سابقا"، مضيفا أن "هذه الملفات يتم دوريا مناقشتها وطرحها على المعنيين في إطار اللجان المشتركة مع وزارتي الصحة والصناعات الصيدلانية"، مشيرا أن النقابة الوطنية للصيادلة الخواص هي أيضا عضو في اللجنة الوطنية للأدوية الأساسية وفي عدة لجان مركزية.
و في رده على سؤال حول إخلال بعض المخابر خاصة الأجنبية بالتزاماتها في تجسيد مشاريعها وإنعاش السوق الوطنية بالأدوية اللازمة، أبرز بلعمبري أن "سنابو" دائما تطالب بتفعيل آليات الرقابة من جميع النواحي سواء مسألة تتبع سوق الأدوية أو مدى تجسيد المشاريع أو التزام المخابر و المصنعين وتعهدات المستفيدين من تسهيلات الاستثمار في هذا المجال، مشددا على أن تتخذ أجهزة الدولة كل الإجراءات لتفعيل آليات الرقابة والمتابعة لفرض احترام الالتزامات وتجنب المماطلة وتأخير المشاريع التي ينتظرها المرضى بفارغ الصبر.
وأشار رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص "سنابو" أن الأيام العلمية التاسعة، تندرج ضمن برنامج المكتب الوطني للتكوين المتواصل، وخصصت للصناعة الصيدلانية المحلية لما لها من أهمية ورهانات يجب كسبها، فالصيادلة "دأبوا على مدار عدة سنوات على تشجيع الإنتاج الصيدلاني المحلي عن قناعة منهم بأن هذه الصناعة هي التي تحقق استقرار السوق وتضمن وفرة الدواء بصفة مستمرة". بن ودان خيرة