شدّد أمس، متدخلون في لقاء منظم بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة على ضرورة تطويع البحث العلمي ليستجيب لمتطلبات الصناعة والشركات الاقتصادية، في حين وقّعت الجامعة ثلاث اتفاقيات تعاون مع مجموعات صناعية.
واحتضنت كلية الهندسة المعمارية والتعمير لقاء حول “آفاق وتحديات الابتكار وتعزيز العلاقة بين الكتل الإقليمية”، حيث ذكر فيه مراد بوعتو، رئيس مجموعة “ألجيريا كلاستر”، الذي تنضوي تحته ست مجموعات للصناعيين بحسب النشاط، أن المجموعة تتضمن فاعلين في مجال الاقتصاد من القطاع العمومي والخاص، مشيرا إلى أن الهدف من وجود هذه المجموعات هو تشكيل قوة اقتراح وشبكة للصناعيين، من أجل خلق العلاقة مع مجال البحث العلمي، في حين أشار إلى أن جمع الفاعلين في المجالات الصناعية في مجموعات يستمد جذوره من مفاهيم تقليدية في المجتمع أيضا.
وقدم البروفيسور خذير مداني مدير مركز البحث في تكنولوجيات الصناعات الغذائية مداخلة تطرق فيها إلى جانب نشر الأبحاث في المجال الغذائي، حيث أوضح أن عدد المنشورات العلمية التي تنتجها الجزائر قد وصل إلى حوالي 100 ألف منشور، من بينها مقالات وأطروحات، لا تسجل منها الأبحاث الخاصة بمجال الدراسات حول الصناعات الغذائية إلا نسبة ضعيفة جدا، كما أوضح أن بعض أبحاث أطروحات الدكتوراه تحدد وتدرس دون العودة إلى الواقع الاقتصادي والصناعي.
وتحدّث الأستاذ نور الدين مثناني، مسؤول خلية وضع المقاييس التابعة لجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة، عن أن عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الموثقة بمقاييس الجودة في الجزائر لا يتجاوز 600 من أصل مليون مؤسسة، في حين أشار في تصريحه للنصر، إلى أنّ هذا العامل يحول دون القدرة على تسويق المنتجات الوطنية. ونبه نفس المصدر أن جميع الهيئات ينبغي أن تتمتع بالتوثيق بالمقاييس، مثل الجامعات ومراكز التكوين وغيرها، مشيرا إلى أن دخول مقاييس الجودة يمثل عاملا ضروريا للدخول في مجموعات اقتصادية وتجارية، كما أكد أن مقاييس الجودة ينبغي أن تتوافق بين مجموع المؤسسات والشركات التي تدخلها. وشدد المتدخلون في اللقاء على ضرورة إحياء الرابط بين الجامعات والشركات الصناعية في مجال البحث، حيث قال متدخل في الفقرة المخصصة للنقاش إنه من الضروري أن يوجد باحث على مستوى الشركات من أجل ضمان التواصل مع الجامعة والتبادل معها، في حين ذكر البروفيسور رشيد سيدي بومدين أن مفهوم مجموعات الصناعيين “كلاستر” تتطلب كثافة في النسيج الاقتصادي، لكنه أشار إلى ضرورة أن تحتكم تهيئة الإقليم إلى منظور الاستجابة لمختلف المتطلبات الأساسية، وألا تقتصر على المنظور الخرائطي.
وقد شمل اللقاء توقيع اتفاقية تعاون وتبادل بين جامعة صالح بوبنيدر وتكتل المجموعات الصناعية “ألجيريا كلاستر”، حيث أوضح رئيس جامعة صالح بوبنيدر، البروفيسور أحمد بوراس، أنها تستهدف تثمين أبحاث وابتكارات الطلبة والجامعيين، حتى لا تبقى حبيسة أدراج الجامعة، معتبرا أن أي ابتكار يبقى دون قيمة إن لم يستغل اقتصاديا، كما نبه أن هذه الاتفاقيات تعطي الجامعة فرصة لزيادة مرئيتها، حيث وقعت الجامعة اتفاقية أخرى مع مجموعة الصناعيين في مجال الميكانيك، فضلا عن مركز البحث في الميكانيك الموجود بولاية قسنطينة الذي دخل معهم الاتفاقية، حيث اعتبر محدثنا أنه يحوز على إمكانيات بشرية وتقنية كبيرة ستساعد على تجسيد الأهداف العلمية المرجوة من الاتفاقية، كما شمل اللقاء توقيع اتفاقية ثالثة تختص بالصناعات المائية مثلما أكده لنا رئيس الجامعة.
سامي .ح
