أكد وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أن الجزائر تولي أهمية قصوى لضمان امتثال العلاقات بين الشركاء في منطقة البحر الأبيض المتوسط للشرعية الدولية وحمايتها من أي تفاقم. وشدد لعمامرة، في رسالة مشفرة إلى الحكومة الإسبانية، على ضرورة أن تكون العلاقات بين دول المتوسطي بمنأى عن أي توتر نتيجة سياسات الهروب إلى الأمام غير المسؤولة.
أجرى وزير الخارجية رمطان لعمامرة، اتصالا هاتفيا مع نظيرته الفرنسية الجديدة كاثرين كولونا، هو الأول من نوعه، تناول العلاقات الثنائية.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية، إن الوزير لعمامرة، تلقى اتصالا هاتفيا من نظيرته الفرنسية كاثرين كولونا، حيث سمحت هذه المحادثات الأولى من نوعها بالوقوف على جودة وكثافة العلاقات الجزائرية الفرنسية، إلى جانب المواعيد الهامة المتاحة لضمان تنشيطها في عدة مجالات.
وأوضح أن الوزيرين أكدا على ضرورة “مواصلة الجهود لترجمة التوجهات الإستراتيجية للرئيسين عبد المجيد تبون وإيمانويل ماكرون، بهدف بناء شراكة متوازنة ومفيدة للطرفين على أساس الاحترام المتبادل والتعاون البناء”. وأضاف البيان أن لعمامرة وكولونا ناقشا “القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الدولي والإقليمي، واتفقا على تكثيف المشاورات بشأنها بين البلدين”. وشدد لعمامرة خلال الاتصال على “تمسك الجزائر بأن تكون العلاقات بين الشركاء في منطقة البحر الأبيض المتوسط موافقة للشرعية الدولية، وأن تكون بمنأى عن أي تأزيم نتيجة سياسات هروب إلى الأمام غير مسؤولة”.
من جهتها، أفادت الخارجية الفرنسية في بيان صحفي نقلاً عن وسائل إعلام فرنسية:» إن الجانبين استعرضا التطورات الأخيرة حول العلاقات الجزائرية الإسبانية، مشيراً إلى أن تمسك الوزيرة بعلاقات مميزة مع شركائها الأوروبيين والجيران في الضفة الجنوبية للمتوسط». ووفق البيان، فقد أعربت كولونا عن ثقتها الكبيرة بأن الحوار سيسمح بتجاوز كافة التحديات المشتركة.وتعرف العلاقات الجزائرية الفرنسية، عودة تدريجية بعد أشهر من أزمات متعددة، أدت إلى غلق الجزائر لمجالها الجوي أمام الطيران العسكري الفرنسي. حيث أكد دبلوماسي فرنسي وجود مساعٍ جدية لدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمعالجة تداعيات الأزمة السياسية الأخيرة التي حدثت مع الجزائر، بين شهري أكتوبر وجانفي الماضيين، تزامناً مع حديث بشأن ترتيبات لزيارة مرتقبة له إلى الجزائر قبل نهاية السنة الحالية.وقال السفير الفرنسي لدى الجزائر، فرانسوا غوييت، خلال لقائه رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، الأحد الماضي، إن «لدى الرئيس الفرنسي إرادة لمواصلة العمل الذي بدأه مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وعلى معالجة كلّ معوقات التقارب والتعاون بين البلدين»، مضيفاً أن باريس ترغب أيضاً في «مواصلة التشاور والتنسيق، للمضي قدماً بمستوى العلاقات بين برلمانَي البلدين إلى أفضل مستوى ممكن».
وحرص وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، على استبعاد الطابع الأوروبي من الخلاف القائم مع اسبانيا والذي يتعلق بتفاهمات ثنائية بعيدة عن اختصاص الاتحاد الأوروبي، عكس محاولات الطرف الاسباني، الذي يحاول استعمال الورقة الأوروبية من جهة، واللعب على وتر العلاقات الجزائرية-الروسية، وهي محاولات رفضتها عدول أوروبية فاعلة على رأسها فرنسا وكذا ألمانيا التي أوفدت ألمانيا مساعدة وزير الخارجية كاتيا كيول إلى الجزائر للقاء مسؤولين جزائريين لمناقشة مشروع تعاون في المجال العلمي والصناعي، وبحثت إطلاق مشاريع هامة في مجال الطاقات المتجددة. واستقبل وزير الخارجية رمطان لعمامرة، الاثنين، نائب وزير الخارجية الألمانية كاتيا كيول، قامت بزيارة إلى الجزائر «تندرج في إطار توطيد أواصر الصداقة والشراكة بين البلدين اللذين يحتفلان هذه السنة بالذكرى الـ60 لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية». وشكل «اللقاء «فرصة لاستعراض وضع العلاقات الجزائرية-الألمانية في مختلف مجالات التعاون تحسبا للمواعيد الثنائية المقبلة»، كما تم التطرق إلى القضايا الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي، وكذا إلى سبل تعزيز الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.
وفسر مراقبون زيارة المسؤولة الألمانية إلى الجزائر في ظل أزمة دبلوماسية حادة بين الجزائر وإسبانيا، برغبة ألمانيا استغلال الأزمة للتموقع بشكل جيد وتطوير علاقاتها مع الجزائر، إذ تعتبر أن الفرصة مناسبة لإعادة طرح مشاريع في الطاقات المتجددة وبالاخص الشمسية مع الجزائر، إذ كانت نقاشات سابقة قد تمت بين البلدين وتوقفت لاحقا في ظروف سالفة.وبهذا الخصوص، أعلن وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، لدى استقباله الوزيرة الألمانية، عن “تجسيد مشروع هيدروجين في الجزائر مع شركات ألمانية في إطار تجريبي سيليه مشروع صناعي لإنتاج الطاقة باستخدام الهيدروجين”. كما تم، خلال اللقاء، يضيف عرقاب، التطرق إلى “سبل الدعم الذي بإمكان الشركات الألمانية تقديمه بمجال المحروقات لتطوير الإنتاج الجزائري”. مضيفا أنه “سيتم قريبا تجسيد اتفاقيات لهذا الغرض”. ع سمير