الأحد 10 نوفمبر 2024 الموافق لـ 8 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الحصاد الجزائري فاق التوقّعات: وهــران تودّع ضيوفهــا بعد نيـل الامتيـاز في تنظيـم الألعــاب المتوسطيــة

* 53 ميدالية منها 20 ذهبية في أفضل حضور منذ عام 1967

بصمت الرياضة الجزائرية خلال النسخة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، على أفضل مشاركة لها في فعاليات العرس المتوسطي، وذلك بتحطيم كل الأرقام القياسية التي كانت مسجلة في سابق الدورات، خاصة منها طبعة تونس 2001، والتي كانت الأفضل بالنسبة للجزائر، لكن موعد وهران جعل الأرقام تتهاوى بحصيلة «قياسية»، سواء من حيث العدد الإجمالي للميداليات، أو حتى لونها، لأن الحصاد في كل معدن كان تاريخيا، مما جعل الرياضة الجزائرية تجني ثمار هذه الانتفاضة غير المسبوقة، بالتواجد في المركز الرابع في اللائحة المتوسطية، وهو انجاز يحدث لأول مرة، لتخرج الجزائر من هذه الطبعة كأفضل بلد عربي، في تتويج «إقليمي» لم تحققه الرياضة الجزائرية منذ ربع قرن، في ثالث مرة تتصدر فيها السبورة العربية.

قراءة: صالح فرطاس

التواجد في الصف الرابع في الترتيب النهائي لهذه النسخة، مكن الجزائر من تحقيق قفزة عملاقة في اللائحة، بالمقارنة مع الدورة التي كانت قد جرت سنة 2018 بمدينة تاراغونا الإسبانية، والتي كانت الأسوأ في تاريخ الرياضة الجزائرية من حيث الترتيب النهائي، بإنهاء الدورة في المركز 15، مع التساوي مع دورة بيسكارا 2009 في عدد الميداليات الذهبية، إلا أن طبعة وهران كانت محطة تاريخية، بعد النجاح في حصد 20 ميدالية من المعدن النفيس، وهو رقم يمثل ضعف أفضل حصيلة ذهبية في سجل المشاركة الجزائرية، والذي كان 10 ذهبيات في دورة تونس 2001، كما أن الحصاد الاجمالي كان «قياسيا»، بنيل الرياضيين الجزائريين 53 ميدالية في طبعة واحدة، ليتعدى هذا الرقم أربعة أضعاف عدد الميداليات المحرزة في دورة تاراغونا 2018، وكذا ضعف حصاد ميرسين 2013، مما نتج عنه تحطيم الرقم القياسي، الذي كان قد سجل بتونس 2001، بإجمالي 32 ميدالية.
تهاوي الأرقام القياسية للمشاركة الجزائرية في دورة وهران، امتد أيضا إلى الحصاد الفضي وحتى البرونزي، لأن العناصر الوطنية وزيادة على انتزاعها 20 ذهبية رفعت من حصتها من الفضة إلى 17 ميدالية، وهو أعلى حصيلة فضية للرياضة الجزائرية في تاريخ مشاركاتها في العرس المتوسطي، لأن أكبر حصاد فضي كان كما في الذهب، في تونس 2001، بعشر ميداليات لكل لون، والجزائر نالت في موعد وهران 16 فضية، والأمر ذاته ينطبق على البرونز، على اعتبار أن انتزاع 16 ميدالية من هذا المعدن أصبح يشكل رقما قياسيا، مادامت أكبر حصيلة برونزية كانت في دورة ميرسين 2013 ب 15 ميدالية.
هذه الأرقام مكنت الرياضة الجزائرية من تحقيق انجاز غير مسبوق، وذلك بالتواجد في الصف الرابع في الترتيب النهائي لهذه الدورة، بعدما كان المركز السابع أفضل ما حققته الجزائر في سابق الدورات على امتداد 14 نسخة، وكان ذلك في دورات أثينا 1991 وباري 1997 وتونس 2001، مع تصدر «اللائحة» العربية لثالث مرة في تاريخ العرس المتوسطي، بعد الانجازين المحققين في أثينا وتونس، عند احتلال الصف السابع، ولو أن أفضل انجاز للرياضة العربية في تاريخ هذه التظاهرة كان قد تحقق في الدورات الثلاثة الأولى، لما كانت مصر تنهي الدورة فوق «البوديوم»، ولم تكن الجزائر معنية بالمشاركة في المنافسة، وبالتالي فإن لائحة وهران 2022 تتضمن أفضل تصنيف للرياضة العربية منذ دورة 1963، باحتلال الجزائر المرتبة الرابعة، مع احتفاظ مصر بأكبر عدد من التتويجات باللقب العربي، في 9 دورات، وكذا بأعلى حصيلة عربية من الذهب في دورة واحدة ب 21 ميدالية ذهبية في الدورة الأخيرة بتاراغونا، وأحسن ترتيب للعرب على امتداد العقود الستة الأخيرة من الزمن كان المركز الخامس متوسطيا، وكان ذلك من نصيب مصر في دورات ألميريا 2005 ومرسين 2013 وتاراغونا 2018.
الكاراتي يصنع المفاجأة وتألق«معتاد» للملاكمة وألعاب القوى
نجاح الرياضة الجزائرية في كتابة صفحة جديدة في سجل مشاركاتها في العرس المتوسطي، لم يغّير كثيرا من المعطيات التي كانت مبنية بالأساس على إفرازات الدورات السابقة، لكن الرهان فاق ما كان متوقعا، وذلك بعد نجاح بعض «الاختصاصات» في التألق سويا دفعة واحدة، خاصة ألعاب القوى والملاكمة، لأن «القفاز» الجزائري، بصم على أفضل انجاز في تاريخ المشاركة في هذه التظاهرة، وذلك بتجاوز عتبة 10 ميداليات في نسخة واحدة، مادامت أعلى حصيلة في المشاركات السابقة كانت لألعاب القوى في دورة تونس 2001 بتسع ميداليات، منها 5 ذهبيات و3 فضيات وبرونزية، الأمر الذي جعل منتخب الملاكمة يحطم هذا الرقم، بعد تأهل 10 ملاكمين وملاكمات إلى الأدوار النهائية، ونجاح نصفهم في التتويج بالذهب، فضلا عن إحراز ثلاثة آخرين البرونز، مما سمح برفع حصاد «القفاز» الجزائري إلى 13 ميدالية في دورة وهران، ليحرز الألقاب المتوسطية الثلاثة لهذه الدورة، سواء بالنسبة للرجال أو السيدات وحتى الترتيب الاجمالي.
وتساوى منتخب الملاكمة في حصاده الاجمالي والذهبي خلال هذه الطبعة مع نظيره لألعاب القوى، غير أن الأفضلية كانت للملاكمة، بمراعاة حصادها الفضي، لأن «أم الرياضات» انتزعت 5 ذهبيات وفضيتين و6 برونزيات، مع احتلال النخبة الوطنية الصف الثالث في اللائحة النهائية لهذه الدورة، ولو أن مثل هذه الانجازات لم تكن مفاجئة للرياضة الجزائرية، لأن رهان الجزائر في كل طبعة يبقى دوما على هذين الاختصاصين، مادام حصادهما يمثل نسبة 52 بالمئة من الحصيلة الاجمالية للنخبة الوطنية من الميداليات، و64 بالمئة من عدد الميداليات الذهبية، ب 55 ميدالية من المعدن النفيس، من مجموع 154 ميدالية، أحرزها الملاكمون والعداءون الجزائريون في 15 نسخة من العرس المتوسطي.إلى ذلك، فقد كان منتخب «الكاراتي» بمثابة المفاجأة السارة للمشاركة الجزائرية في دورة وهران، لأن دخول غمار المنافسة كان بانجاز تاريخي، تمثل في انتزاع 4 ذهبيات في اليوم الأول من الدورة، في حصيلة كانت خارج دائرة التوقعات والرهانات، لكن منتخب السيدات بصم على مشاركة تاريخية، بحصد 3 ذهبيات، بفضل كل من سيليا ويكان، لويزة أبو ريش وشيماء ميدي، قبل أن يعزز أسامة زايد الحصاد بذهبية رابعة، مكنت النخبة الجزائرية من التتويج باللقب المتوسطي، برصيد 6 ميداليات، وحصيلة «تاريخية» من الذهب، تمثل ضعف ما حصده الكاراتي الجزائري في كل الدورات الفارطة.
الذهب في 9 اختصاصات ورياضات مجهرية تدخل «اللائحة»
حصد 14 ذهبية في ثلاثة اختصاصات لا يحجب الرؤية عن الانجازات المحققة في باقي الرياضات، لأن النشيد الوطني تم عزفه في دورة وهران بفضل 9 اختصاصات رياضية، بعدما كانت 6 رياضات أخرى قد اعتلت «البوديوم» في مناسبة واحدة، وحصاد الجزائر فيها كان بذهبية وحيدة،  ولو أن الأمر كان منتظرا بالنسبة للسباحة، في وجود البطل جواد صيود، الذي أنقذ المشاركة الجزائرية في «الأحواض» بذهبية، أبقت السباحة حاصلة على المعدن النفيس للنسخة الثانية تواليا، بعد انجاز أسامة سحنون في تاراغونا، وكذلك الأمر بالنسبة لرياضة رفع الأثقال، التي عادت لمعانقة الذهب بعد غياب دام 17 سنة، وذلك بفضل الرباع وليد بيداني، والأمر ذاته ينطبق على الجيدو، لأن ذهبية دريس رضون مسعود أرجعت هذا الاختصاص من جديد إلى المنصة. على النقيض من ذلك، فقد كانت المفاجآت مدوية، بحصد الذهب في بعض الرياضات «المجهرية»، كما هو حال الريشة الطائرة، لأن هذا النوع من الرياضة تبقى دائرة ممارسته في الجزائر محدودة، ومع ذلك فإن الثنائي يوسف مدال وكسيلة معمري كتبا التاريخ، بحصد ذهبية الزوجي رجال، ليدخل «البادمينتون» لائحة الرياضات الذهبية، بالنسبة للمشاركة الجزائرية في العرس المتوسطي، وهي أول ميدالية لهذا الاختصاص، في الوقت الذي كانت فيه الذهبية التي أحرزتها المبارزة المغتربة سوسن بوضياف «تاريخية»، لأنها الأولى لهذا النوع في تاريخ الجزائر، وكانت في منافسات سيف الحسام، مادام حصاد المبارزة الجزائرية في سابق الدورات اقتصر على فضية وبرونزية، ليرتفع بذلك عدد الرياضات التي رصعت سجل الجزائر بالذهب في مختلف دورات المنافسة المتوسطية إلى 12، بدخول كل من الريشة الطائرة والمبارزة اللائحة عبر بوابة «الباهية» وهران.
الرياضات الجماعية تواصل «الانتكاسة»
كانت خيبة الأمل كبيرة بالنسبة للرياضات الجماعية، التي خرجت من هذه الطبعة دون أبسط انجاز، بعد الفشل الجماعي في بلوغ أدوار متقدمة، وأفضل انجاز يمكن الحديث عنه يبقى نجاح منتخب كرة السلة في اختصاص (3* 3) في تجاوز عقبة الدور الأول، لكن مغامرته توقفت على يد كرواتيا، في الوقت الذي عجز فيه منتخب كرة القدم عن تخطي عقبة الدور الأول، وكذلك الحال بالنسبة لكرة اليد، رجال وسيدات، لأن العودة إلى المنافسة كانت مخيبة للآمال، باحتلال «الرجال» الصف السادس، و»السيدات» المركز الأخير، و»السيناريو» نفسه يمكن استنساخه على مشاركة الكرة الطائرة، مادام منتخب الرجال قد احتل الصف التاسع، مقابل ملازمة السيدات المؤخرة، وهي حصيلة لم تشذ عن المعتاد، لأن «القدم» تحتفظ بذكريات ذهبية 1975، وبرونزية سبليت 1979 وفضية روسيون 1993، كآخر انجاز للرياضات الجماعية، مادامت «اليد» لم تسجل تواجدها فوق «البوديوم» منذ ذهبية اللاذقية 1987، بعدما كانت قد انتزعت البرونز في 1975 والفضة في الدار البيضاء 1983، لتبقى السلة والطائرة خارج لائحة الميداليات، والقائمة الاجمالية للرياضات التي أهدت الجزائر ميداليات تضم 15 اختصاصا، 3 منها تبقى رحلة بحثها عن الذهب متواصلة إلى إشعار آخر، ولو أن الملفت للانتباه أن الجزائر نجحت في احراز ميداليات في 10 اختصاصات، وصنعت الكرة الحديدية الاستثناء، باعتبارها الوحيدة التي فشلت في التتويج بالذهب في هذه اللائحة.
حضور قوي للعنصر النسوي فوق «البوديوم»
على صعيد آخر، فإن الملفت للإنتباه أن إحراز الجزائر 53 ميدالية كان بفضل 51 رياضيا، لأن منتخب 4 مرات 400 متر تتابع في ألعاب القوى ضم مولى وقواند، إضافة إلى الثنائي بن جمعة ولحولو، واللذين كان كل واحد منهما قد توج بميدالية في اختصاصه، مما يعني بأن الحصيلة الشخصية لبن جمعة ولحولو في هذه الدورة كانت بميداليتين، واحدة في الفردي، والأخرى ضمن الرباعي، والأمر ذاته ينطبق على لمياء عيسيوي في منافسات الكرة الحديدية، لأنها أحرزت فضية في الفردي، وبرونزية في الزوجي.
من جهة أخرى، فقد نجح العداء ياسر تريكي في إحراز ميداليتين في منافسات الفردي، بينما نجح  الرباع وليد بيداني في الخروج من منافسات رفع الأثقال بميداليتين، بعد ضمانه التتويج في حركتي الخطف والنتر، والأمر ذاته ينطبق على زميلته مغنية حمادي، ليبقى السباح جواد صيود صاحب أكبر حصيلة جزائرية في هذه الطبعة، باعتباره أنهى المنافسات بميدالية من كل لون.
إلى ذلك، فقد وضعت المشاركة النسوية بصمتها بصورة جلية على انجاز الرياضة الجزائرية في هذه الدورة، بحصد السيدات 7 ميداليات ذهبية، حصة الأسد فيها كانت بالتساوي بين الملاكمة والكاراتي، إضافة إلى الانجاز التاريخي للمبارزة سوسن بوضياف، في حين كان حصاد الجنس اللطيف من الفضة محتشما بميداليتين فقط، إضافة إلى 5 برونزيات، وتخرج بذلك الرياضة النسوية من دورة وهران بحصيلة 17 ميدالية، نصفها من الذهب.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com