دعا الدكتور أمحمد كواش ، أمس، إلى التعايش الإيجابي مع جائحة كورونا، من خلال الالتزام بالتدابير الوقائية وإجراء التلقيح، معتقدا بأن العالم يعيش حاليا الفرضية الأولى التي ركز عليها علماء الأوبئة، بتحول فيروس كورونا إلى جائحة مستوطنة.
وحث المتدخل في تصريح "للنصر" المواطنين على ضرورة العودة مجددا إلى تطبيق التدابير الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، لمنع انتشار العدوى على نطاق واسع، تزامنا مع موسم الاصطياف الذي تكثر فيه التجمعات العائلية وتنتعش فيه الأنشطة السياحية.
وأوضح الدكتور أمحمد كواش بأن ما يشهده العالم حاليا ينطبق تماما مع الفرضية الأولى التي توقعها علماء الأوبئة، بتحول كورونا إلى جائحة مستوطنة، على غرار الزكام العادي، يتطلب التعايش معها الالتزام بالحيطة والحذر، وتطبيق توصيات الأخصائيين للحد من انتشار الفيروس، والعودة إلى نقطة الصفر.
وأفاد المصدر بأن الجزائر سجلت مؤخرا ارتفاعا طفيفا في عدد الإصابات بفيروس كوفيد 19، بسبب انتشار النسخ الفرعية للمتحور أوميكرون، غير أن الوضع لا يدعو حسبه إلى القلق أو التوتر، لأن خطورة الوضعية الوبائية مرهونة بعدد الحالات الاستشفائية والوفيات، وكذا الحالات المقاومة للأدوية و اللقاحات.
ويضيف المختص في الصحة العمومية بأن الحفاظ على الوضعية الوبائية المستقرة التي تعيشها البلاد، يتطلب العودة مجددا إلى حملات التلقيح لحماية الفئات الهشة من مضاعفات الإصابة بالفيروس، إلى جانب تطبيق البروتوكول الصحي، لا سيما ما تعلق بارتداء القناع الواقي في الفضاءات المغلقة.
ويرى الدكتور أمحمد كواش بأن السيناريو الثاني الذي وضعه علماء الأوبئة، المتضمن احتمال ظهور طفرة جديدة لفيروس كورونا غير مستبعد، وقد تكون أكثر شراسة ومقاومة للقاح، مما يدعو دائما إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر، واستنفار الجهات المختصة، على رأسها اللجنة العلمية.
وتعد مراقبة الوضع الوبائي العالمي والمحلي من الإجراءات الصحية الواجب التقيد بها، فضلا عن الاستعداد لكل طارئ محتمل، والأهم من ذلك وفق المتحدث، ضرورة رفع مستوى التلقيح الذي تراجع بصورة مثيرة للانتباه، باستثناء لدى فئة المعنيين بالسفر إلى الخارج، من بينهم الحجاج الذين تلقوا الجرعتين قبل السفر إلى البقاع المقدسة.
وأظهر التلقيح ضد فيروس كورونا فعالية كبيرة وفق المختص في الصحة العمومية، فقد ساهم بشكل كبير في الحد من مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا، فضلا عن تجنيب فئات واسعة من الأشخاص التقاط العدوى، مما مكن من التحكم في الوضع الصحي وتجاوز الموجات السابقة.
ويعتقد المصدر بأن المعطيات الأخيرة المتعلقة بالوضع الوبائي تفرض على الجميع العودة إلى الإجراءات الوقائية، رغم أن الوضع متحكم فيه ولا يدعو إلى الخوف أو القلق، عبر الالتزام الجماعي بالتباعد الجسدي ووضع الكمامة، لاسيما وأن الظرف يتزامن مع عودة المغتربين إلى أرض الوطن، قادمين من بلدان تنتشر فيها الجائحة، وبعضها يعيش حاليا الموجة السابعة للجائحة.
ويستدعي الوضع الراهن وفق المتدخل، احترام التدابير الوقائية خلال التجمعات العائلية، لا سيما وأن الكثير من الأسر تستعد لاستقبال نتائج امتحانات شهادة البكالوريا وإقامة الأفراح والمناسبات، فضلا عن التقيد بتوصيات الأخصائيين المتعلقة بتجنب الإفراط في استعمال مكيفات الهواء، للحماية من نزلات البرد التي تجعل الجهاز التنفسي مجالا خصبا للإصابة بكوفيد 19.
وذكر الدكتور أمحمد كواش بأن المناعة ضد الفيروس من خلال اللقاح تدوم 6 أشهر فقط، و4 أشهر بعد الإصابة بالمرض، لذلك تبقى الوقاية الحل الأمثل لتجنب الأسوأ.
لطيفة بلحاج