حفظ المنتخب الوطني لكرة اليد ماء الوجه خلال مشاركته في النسخة 25 لنهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت بمصر، وذلك بنجاحه في اقتطاع تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس العالم، المقررة مطلع السنة القادمة بالسويد وبولونيا، في انجاز جسّد الهدف المسطر من المشاركة في العرس القاري، وهذا بضمان تواجد "اليد" الجزائرية في أكبر تظاهرة عالمية، رغم أن حقيقة الميدان كشفت بأن هذا الحلم تحقق بعد عملية "قيصرية"، لأن السباعي الجزائري اضطر إلى خوض دور "المواساة"، والتنافس على خامس تذكرة إفريقية، بعد خروجه من مربع "كبار القارة"، وهي نتيجة كانت من العواقب الحتمية للأزمة التي تتخبط فيها "الكرة الصغيرة" الجزائرية، والتي تستوجب عملية جراحية استعجالية لتشريح الوضعية وتشخيص الداء، مع محاولة استئصال الورم، والاستثمار في النجاح المحقق بعد التجربة القاسية التي كانت في دورة مصر.
اعداد: صالح فرطــاس
ولئن كانت الظروف التي عاش على وقعها المنتخب الوطني في الأشهر الأخيرة صعبة للغاية، وانعكست بالسلب على التحضير لهذا الموعد، فإن أكبر المتشائمين لم يكن يتوقع تلقي الخضر هزيمة ثقيلة في الدور الأول أمام منتخب غينيا، لكن الواقع الميداني أبان عن معالم جديدة للخارطة الإفريقية في كرة اليد، وذلك بانتفاضة بعض المنتخبات التي كانت "مغمورة"، بعد مراهنتها على ورقة "التجنيس" الرياضي، والتي كانت كافية لكسر قاعدة الهيمنة "العربية" على النهائي، وكذا الحضور المنتظم لثلاثة منتخبات على أقل تقدير من "شمال القارة" في المربع الذهبي، بدليل تنشيط منتخب جزر الرأس الأخضر نهائي هذه النسخة، في "سيناريو" لم يكن متوقعا، وشذ عن "المألوف"، لأن كل الدورات الفارطة كانت لقاءاتها النهائية بطابع "عربي" خالص.
تدشين السباعي الجزائري هذه الدورة بهزيمة أمام غينيا، صنفه المتتبعون في خانة المفاجآت المدوية، بالنظر إلى التباين الصارخ في إمكانيات المنتخبين، كذا السجل القاري، لأن المنتخب الغيني يشارك لثالث مرة في العرس الإفريقي، إلا أن فعاليات الدورة كشفت بأن منتخب غينيا تطور بشكل ملحوظ، بينما اضطر الخضر إلى تغيير مسارهم في رحلة البحث عن تذكرة المونديال، لأن احتلال المركز الثاني في المجموعة، جعلهم يصطدمون بالمنتخب المصري في ربع النهائي، ومعطيات "الكلاسيكو" لم تعد متوازنة، على خلاف ما كانت عليه في السابق، الأمر الذي قطع الطريق بصورة آلية أمام "اليد" الجزائرية نحو المربع الذهبي، مما استوجب المرور عبر دور "المواساة" بالبحث عن تأشيرة مؤهلة إلى كأس العالم، من خلال السعي لإنهاء المنافسة القارية في المركز الخامس.
انطلاقة بانتكاسة "غيّرت" المسار المؤدي إلى المونديال
"سيناريو" فشل المنتخب الجزائري في بلوغ نصف النهائي، لم يحدث إلا نادرا في مختلف دورات "الكان"، لأن النخبة الوطنية لم تشكل أحد أضلاع المربع الذهبي سوى في دورتين سابقتين، وكان ذلك في نسخة تونس 2006، لما أقصيت من الدور الثاني، ثم في طبعة 2018 بالغابون، إثر اكتفاء الخضر بالصف السادس، وتوقف المغامرة في دورة مصر 2022 في ربع النهائي، زاد من مخاوف البصم على أسوأ مشاركة في تاريخ "الكرة الصغيرة" الجزائرية، لأن التنافس في دور المواساة أصبح منحصرا على المراتب بين الخامسة والثامنة، والصعوبة كانت كبيرة في اللقاء الفاصل الأول مع جمهورية الكونغو الديمقرطية، بدليل بقاء التعادل ساري المفعول على امتداد الوقت الرسمي وكذا 4 أشواط إضافية، لتكون ضربات الترجيح فاصلة، وبفضلها بلغ المنتخب الوطني "النهائي" المصغر، والذي تجدد فيه اللقاء مع غينيا، لكن بمعطيات مغايرة، لأن الحسابات كانت مبنية بالأساس على المشاركة في المونديال، لأول مرة بالنسبة للغينيين، وللمرة 16 للتشكيلة الجزائرية، فكان عامل الخبرة كافيا لتجاوز كل العقبات والصعاب، انطلاقا من نقص التحضير، مرورا بتراجع العطاء البدني، وصولا إلى محدودية الخيارات، في ظل تعرض بعض العناصر لإصابات، لكن سلاح الإرادة كان كافيا لرفع التحدي، وتضميد جراح "اليد الجزائرية" بتأهل إلى المونديال، في انجاز ولد من رحم الأزمة.
انتفاضة بعض الركائز حجبت الرؤية عن الحلول "الترقيعية"
وبالنظر إلى مسار المنتخب الوطني في دورة مصر، فإن المدرب رابح غربي لم يجد أمامه خيارات كثيرة، لأن غياب عبدي وحاج صدوق حرم التشكيلة من خدمات ركيزتين أساسيتين، فضلا عن تأثر بعض العناصر ذات الخبرة بنقص الجاهزية البدنية، في صورة القائد بركوس وكذا كعباش وساكر، الأمر الذي فسح المجال أمام وجوه شابة من "المحليين" للمشاركة، كما هو الحال بالنسبة لكوري، الذي لم يندمج بسرعة مع المجموعة، ومع ذلك فقد كان من بين هدافي المنتخب في هذه التظاهرة.
لجوء المدرب غربي في الكثير من الأحيان إلى حلول "ترقيعية" أثر كثيرا على التنسيق والانسجام بين الخطوط الثلاثة، لكن مع تقدم المنافسة اتضح جليا تحسن الأداء الجماعي، خاصة في دور المواساة أمام الكونغو الديمقراطية ثم غينيا، لأن بركوس استعاد روح المنافسة تدريجيا، وظهر كقوة ضاربة في اللقاء "الحاسم"، كما أن الحارس غضبان برز في أهم اللحظات في هذه النسخة، سواء في ركلات الترجيح أمام "فهود كينشاسا" أو في الدقائق الأخيرة من مباراة غينيا، دون تجاهل الدور الكبير الذي لعبه الوافد الجديد خرموش على مستوى الدائرة، لأنه كان من أكثر العناصر الجزائرية مشاركة في هذه الدورة، خلف الحارس غضبان، وهو الثنائي الذي تجاوزت مدة مشاركته 4 ساعات من 5 مباريات، بينما خرج رضا عريب من هذه التظاهرة بلقب هداف المنتخب إثر تسجيله 26 هدفا، ولو أن الملفت للإنتباه في هذا الشأن أن فعالية عريب وبركوس أمام المرمى، كانت أكبر في اللقاءين الفاصلين، بعدما كان كل واحد من هذا الثنائي قد اكتفى بتسجيل 3 أهداف فقط في الدور الأول، في حين كان الشاب كوري، قد تألق بشكل ملحوظ في دور المجموعات، ثم تراجعت فعاليته.
حلم التأهل إلى المونديال كاد أن يتبخر بسبب المشاكل
خروج المنتخب الوطني من دورة مصر وبحوزته خامس تذكرة إفريقية على متن القطار المؤدي إلى مونديال السويد وبولونيا، وإن كان يتماشى والهدف المسطر من هذه المشاركة، فإن تجسيد هذا الانجاز بعد مخاض عسير يستوجب تشريح الوضعية على عجل، لأن "اليد" الجزائرية فقدت هيبتها المعهودة، وأصبحت غير قادرة على مقارعة كبار "القارة"، بعدما كانت تتسيّد إفريقيا، بفضل الانجاز التاريخي لجيل الثمانينات، باحتكار اللقب 5 مرات متتالية، لكن التراجع الكبير في الألفية الجارية جعل حصادها يقتصر على لقب وحيد، مما كلف الجزائر التدحرج من الصدارة القارية إلى الوصافة ثم إلى المرتبة الثالثة خلف تونس ومصر، وهو الثلاثي الذي يتقاسم 25 لقبا، ولو أن مؤشرات هذه "الانتكاسة" كانت قد لاحت في الأفق مبكرا، على اعتبار أن الأزمة التي تتخبط فيها الاتحادية الجزائرية كانت لها انعكاسات مباشرة على المنتخب، وذلك بعد انفراج الأوضاع مباشرة بعد المشاركة في الدورة الأخيرة من المونديال، وطفو إشكالية مستحقات المدرب آلان بورت على السطح، قبل أن يستفحل الداء ويمتد إلى الصراعات الداخلية على مستوى الفيدرالية، بظهور تكتلات بين الأعضاء، لتكون عواقب ذلك إلغاء نتائج الانتخابات، ثم حل المكتب الفيدرالي، وتعليق نشاط رئيس الاتحادية حبيب لعبان تحفظيا بقرار من الوصاية.
هذه الوضعية الاستثنائية، كانت قد تسببت في توقيف البطولة الوطنية مؤقتا، قبل اللجوء إلى اعتماد نمط جديد لم يحظ بالإجماع، من طرف "الديريكتوار" الذي ترأسه الدولي السابق عبد الكريم بن جميل، رغم أن لجنة التسيير المؤقتة كانت في عهدتها الانتقالية عرضة لوابل من الانتقادات، مع تصاعد المطالب بضرورة تنظيم جمعية عامة انتخابية، لأن "اليد" الجزائرية، خاضت دورة المتوسط بعد تحضير اقتصر على مقابلتين وديتين فقط، فكانت دورة وهران بمثابة محطة إعدادية تحسبا لنهائيات "الكان"، غير أن محدودية الخيارات ونقص التحضير، كانت آثارهما السلبية واضحة.
إنجاز يضع حجر الأساس لمشروع تصحيح "اليد" الجزائرية
التأهل إلى المونديال للمرة 16 في تاريخ كرة اليد الجزائرية، يعد في خانة المكاسب التي تبقى بحاجة إلى تثمين، بالنظر إلى الوضعية الراهنة، وطي صفحة "كان 2022" واحتلال الصف الخامس يستوجب التفكير بجدية في المستقبل القريب، لأن الأمر يتعلق بمشاركة في نهائيات كأس العالم والخضر سينشطون في المجموعة الخامسة إلى جانب منتخبات "عالمية"، انطلاقا من ألمانيا، مرورا بقطر ووصولا إلى صربيا، ومونديال السويد وبولونيا مقرر شهر جانفي 2023، مما يعني بأن التحضير لهذا الموعد ينطلق من الآن، لتفادي مشاركة "كارثية".
وتعد وضعية الاتحادية، نقطة الارتكاز لمشروع إعادة تصحيح كرة اليد الجزائرية، ووضعها على السكة السليمة من جديد، بعد فترة انتقالية دامت قرابة 4 سنوات، لأن الخلافات كانت حتى قبل انتخاب لعبان، والمشاكل استفحلت وتفاقمت لتتجاوز الخطوط الحمراء، وهو أمر وقف عليه الوزير سبقاق عند حديثه أمس عن هذه الوضعية، حيث برأ ذمة الوصاية، وأكد بأن مخطط إعادة هيكلة الفيدرالية يستوجب تلقي الضوء الأخضر من الإتحاد الدولي، وهو ما يمكن اعتباره بمثابة مؤشر قد لاح في الأفق لتخليص "اليد" الجزائرية من المشاكل التي ظلت تتخبط فيها، تحسبا لعهد جديد.
ص / ف
باستيان خرموش للنصر
ما يهمنا العبور للمحفل العالمي وبعدها سنرى !
*نهنئكم على التأهل لمونديال بولندا والسويد، ولئن تحقق ذلك بشق الأنفس ؟
صحيح أن افتكاك تأشيرة التأهل للبطولة العالمية جاء بعد مخاض عسير، ولكن ما يهمنا في الوقت الحالي، هو العبور إلى المحفل العالمي، وبعدها سنرى ماذا سيحدث.
*عانيتم كثيرا قبل الظفر بالمرتبة الخامسة، هل لك أن تعود بنا إلى ما جرى ؟
خضنا البطولة المتوسطية قبل أيام في وهران، وأعتقد أنها كانت اختبارا حقيقيا، وأكدت وجود بعض النقائص، ولكن لم نكن ننتظر التعرض لتلك الانتكاسة في البطولة الإفريقية، خاصة وأن الخسارة المفاجئة أمام غينيا أخلطت حساباتنا، وجعلتنا نصطدم بالبلد المستضيف مصر الذي يقدم في مستويات مبهرة في السنوات الأخيرة، إلى درجة أنه بات رقما صعبا على المستوى العالمي وليس القاري فقط، لقد تبخرت أحلامنا بالوصول إلى المربع الذهبي، وكنا مجبرين على خوض المباريات الترتيبية التي لم تكن سهلة، في ظل الصدمة المعنوية التي أصابت المجموعة، ولكن بفضل خبرة لاعبينا نجحنا في خطف المرتبة الخامسة المؤهلة للمونديال، كما ثأرنا في نفس الوقت من منتخب غينيا الذي تطور بشكل كبير.
السقوط المفاجئ أمام غينيا بعثر أوراقنا
*خيبة أمل كبيرة أصابت محبي الكرة الصغيرة، بعد المستوى الهزيل المقدم في البطولة الإفريقية، ما تعليقك ؟
لكي نضع الجميع في الصورة، المنتخب الوطني كان محروما من خدمات أهم اللاعبين، على غرار أيوب عبدي الذي وجد الناخب الوطني صعوبة كبيرة في تعويضه، كما أن غياب الحاج صدوق كان مؤثرا هو الآخر، دون نسيان معاناة القائد بركوس من آلام أزعجته خلال المباريات الأولى من عمر البطولة، وكلها أمور أثرت على المجموعة، وجعلتها تفتقد الكثير من قوتها، دون نسيان مشاكل أخرى تتعلق بالاتحادية وغياب اللاعبين المحليين عن أجواء المنافسة لفترة طويلة، لقد تعددت الأسباب، ولكن الأهم هو الخروج بأخف الأضرار كما يقولون.
*خُضت أول بطولتين رسميتين بألوان المنتخب الوطني، بماذا تشعر ؟
ماذا عساني أن أقول لكم، أنا جد سعيد لتواجدي مع منتخب بلدي الأصلي، والذي كدت أحرم من ارتداء ألوانه، بسبب بعض القوانين الغريبة للاتحادية الدولية للعبة، ولكن الحمد لله سويت كل الإجراءات القانونية، وسجلت تواجدي الأول مع المنتخب الوطني في بطولة رسمية، بعد أن خضت منافسة الألعاب المتوسطية بوهران، وبعدها البطولة الإفريقية، وهو ما جعلني أخرج بالعديد من المكاسب والامتيازات، في ظل احتكاكي بلاعبين ذوي خبرة كبيرة، على غرار مسعود بركوس، الذي بات من أكثر الجزائريين مشاركة في البطولات الإفريقية.
استفدت من مشاركتي الأولى مع المنتخب
*إلى ماذا تتطلع رفقة بقية زملائك؟
علينا أن ننظر إلى الأمام بالاستعداد الجيد للاستحقاقات المقبلة التي تنتظرنا، وفي مقدمتها البطولة العالمية المرتقبة مطلع السنة القادمة ببولونيا والسويد، على العموم، هي فرصة لإعادة مراجعة الكثير من الأمور الخاصة بالمنتخب الوطني لكرة اليد، ولذلك سنسعى رفقة الطاقم الفني لتصحيح الأخطاء، سيما وأن المستوى سيكون عال جدا، عند مقارعة منتخبات في شاكلة ألمانيا وصربيا وقطر. حاوره: سمير. ك
الناخب السابق آلان بورت للنصر
كسروا نسقنا التصاعدي وصُدمت بهذا التراجع !
•الرياضة الجماعية الأكثر تتويجا بحاجة إلى عناية أكبر
أبدى الناخب الوطني السابق آلان بورت، استغرابه الشديد من الأداء الهزيل المقدم من العناصر الوطنية، خلال البطولة الإفريقية التي احتضنتها مصر، مؤكدا في معرض حديثه، أن الجزائر مطالبة بلعب الأدوار الأولى، بدلا من الاكتفاء بخوض المباريات الترتيبية من أجل اقتناص التأشيرة الأخيرة المؤهلة للبطولة العالمية.
التقني الفرنسي الذي غادر العارضة الفنية للسباعي الجزائري منذ فترة، تحدث في تصريحاته للنصر عن الأهداف التي سطرها سابقا مع المنتخب الوطني قبل أن يقرر الرحيل، وفي هذا الشأن قال:" الجزائر بلد كرة اليد، ولا يعقل أن تكونوا سعداء بالتأهل للبطولة العالمية، لأن هذا الأمر مفروغ منه، وعن نفسي كنت قد سطرت مرتبة أفضل من تلك التي حصدناها في تونس (الفوز بالميدالية البرونزية)، كما أنني استهدفت "البوديوم" في الألعاب المتوسطية، ولكن للأسف عدم صرف مستحقاتي العالقة دفعني لاتخاذ قرار الرحيل، وهو ما انعكس بالسلب فيما بعد على المنتخب الجزائري الذي وجد نفسه دون منافسة لقرابة سنة كاملة، على العموم، لقد كسروا نسقنا التصاعدي، خاصة وأننا كنا في المستوى، ويكفي ما قدمناه في البطولة العالمية، التي أنهيناها مع أفضل 20 منتخبا، كما لا يجب أن تنسوا أننا أحرجنا منتخبات كبيرة، في وقت بات فيه منتخبكم عاجزا على الفوز على منتخبات في شاكلة غينيا".
وتمنى آلان بورت في آخر تصريحاته حظا موفقا للنخبة الوطنية، كما بعث برسالة إلى المسؤولين لتسوية مستحقاته العالقة، وهنا قال:" على المسؤولين اتخاذ قرارات مستعجلة تخص مستقبل اليد الجزائرية، فالرياضة الجماعية الأكثر تتويجا في الجزائر بحاجة إلى عناية أكبر لاستعادة المستويات السابقة، لأنه لا يعقل أن تطلب شيئا من اللاعبين في مثل هكذا ظروف، وبخصوص مستحقاتي فأنا في انتظارها منذ عشرة أشهر كاملة، وآمل أن تحل القضية عن قريب".
سمير. ك
القائد مسعود بركوس
متفائلون بتصحيح مسار المنتخب
أعرب القائد مسعود بركوس عن تفاؤله بتصحيح مسار المنتخب الوطني في قادم الاستحقاقات، بداية بالبطولة العالمية المرتقبة مطلع السنة ببولونيا والسويد، ولو أنه اعترف بصعوبة المأمورية، في ظل المشاكل الكثيرة التي تتخبط فيها كرة اليد الجزائرية في السنوات الأخيرة، وفي هذا الخصوص قال بركوس في تصريح مقتضب للنصر:" متفائلون بمستقبل المنتخب الوطني، رغم كل شيء، ولذلك علينا أن نثق في مقدرتنا على استعادة المستويات التي كنا نبصم عليها سابقا، صحيح أن هناك العديد من المشاكل التي أثرت على نتائج المنتخب، ولكن بمراجعة الحسابات، وإعادة تصحيح الأخطاء سنكون في الموعد إن شاء الله".
وبخصوص النتائج المخيبة المحققة في البطولة الإفريقية الأخيرة والاكتفاء بالمرتبة الخامسة بدلا من المنافسة على إحدى الميداليات الثلاث، فقد أرجع ابن مدينة بسكرة ذلك إلى عديد المعطيات، أبرزها المشاكل الإدارية التي تتخبط فيها الاتحادية والمنتخب الوطني على حد سواء، مضيفا في هذا الخصوص: "هناك عدة أمور أثرت على نتائج المنتخب الوطني على غرار الغيابات، دون أن ننسى الجزئية الأهم، والمتمثلة في مشاكل اتحادية كرة اليد، فلا يعقل أن نطالب اللاعبين بإنجازات في وقت يفتقدون فيه لأبسط الأشياء، ما يهم في الوقت الحالي هو التأهل للمونديال، الذي قد يكون فرصة لإعادة مراجعة الحسابات".
سمير. ك
هداف المنتخب رضا عريب
عُدنا بأخف الأضرار و لا ألتفت للإحصائيات
لم يكن الجناح رضا عريب راضيا بالأداء المقدم من التشكيلة الوطنية في البطولة الإفريقية، رغم نجاح المجموعة في افتكاك التأشيرة الأخيرة المؤهلة للبطولة العالمية، مضيفا أن السباعي الجزائري عاد بأخف الأضرار، في انتظار استخلاص الدروس من هذه المشاركة المخيبة للآمال.
وفي هذا الخصوص قال عريب للنصر:" كنا نتطلع لنتائج أفضل، ولكن ما باليد حيلة، فالمنتخب الوطني دخل البطولة مُثقلا بالمشاكل، وغياب عدة ركائز، فضلا عن معاناة البعض الآخر من قلة المنافسة، جراء توقف البطولة الوطنية لفترة طويلة، بسبب جائحة كورونا، دون نسيان المشاكل الإدارية، وكلها أمور انعكست بالسلب على المجموعة، التي حاولت رغم كل شيء تقديم كل ما تملك في سبيل انتزاع تأشيرة التأهل للمونديال، والتي إن تحققت فقد تحققت بعد معاناة كبيرة، حيث اضطررنا لانتظار المباريات الترتيبية، من أجل ضمان مكانة في المحفل العالمي المقبل".وبخصوص الأداء الرائع المقدم من طرفه، وإنهائه الدورة هدافا للمنتخب الوطني برصيد 26 هدفا، فقد قال عريب:" لا تهمني الإحصائيات والأرقام ولم أقم سوى بواجبي، كما أن الحظ كان إلى جانبي، خاصة في المباراة الأهم أمام غينيا، حيث ترجمت كل ضربات السبع أمتار إلى أهداف، ما مكننا من صنع الفارق في الكثير من المناسبات، أنا لست راض عما قدمناه، لأننا كنا قادرين على البصم على مستويات أفضل بكثير، في انتظار معالجة السلبيات قبيل الذهاب إلى
المونديال". سمير. ك
بالموازاة مع محدودية التعداد
ورقة المغتربين المنقذ قبل المونديال
سارعت بعض الأطراف المحبة لرياضة كرة اليد الجزائرية، بمطالبة "الديريكتوار" المسؤول عن اتحادية اللعبة بتوجيه الأنظار صوب ورقة المغتربين، تحسبا للبطولة العالمية المرتقبة مطلع السنة المقبلة ببولونيا والسويد، بالموازاة مع محدودية التعداد الحالي الذي خيّب الآمال في بطولتي البحر الأبيض المتوسط بوهران، والبطولة الإفريقية بمصر.
غياب بعض الأسماء الأساسية عن البطولة الإفريقية، التي أسدل عنها الستار قبل يومين، في شاكلة أيوب عبدي وصدوق الحاج وضع الناخب الوطني رابح غربي في مأزق حقيقي، حيث لم يجد البدائل المناسبة، بعد عجز مختار كوري ورفاقه عن تقديم المستويات المطلوبة، ولذلك بات لزاما على مسؤولي كرة اليد الجزائرية، تعزيز صفوف المنتخب الوطني بلعب ورقة المغتربين، خاصة وأن الرهان المقبل يتطلب ثراء التعداد، من أجل تفادي هزائم تاريخية أمام منتخبات في صورة ألمانيا، بطلة العالم في الكثير من المناسبات، كما أن التباري مع منتخبي صربيا وقطر، اللذين يمتلكان نجوما من طراز رفيع، يستوجب امتلاك مجموعة أفضل من تلك التي كانت حاضرة في بطولتي وهران ومصر على التوالي.
وتمتلك الجزائر عديد الخيارات القادرة على جلب الإضافة في مختلف المناصب، بداية بحارس نادي سكندربورغ الدانماركي صالح بوطاف، الذي أبدى رغبته بتمثيل ألوان بلده الأصلي عبر صفحات النصر، غير أن مسؤولي الاتحادية لم يكلفوا أنفسهم عناء الاتصال به، شأنه في ذلك شأن لاعب تولوز الفرنسي نوري بن حليمة، الذي بعث برسالة مباشرة عبر حسابه بموقع "أنستغرام" دون أن يلقى الالتفاتة المطلوبة.
وبإمكان بوطاف تعزيز صفوف الخضر، ليكون منافسا قويا للمتألق خليفة غضبان، خاصة وأن هذا المركز أصبح جد مهم في رياضة كرة اليد في السنوات الأخيرة، حيث يصنع حراس المرمى الفارق في الكثير من المباريات بفضل تصدياتهم، على غرار ما فعله خليفة غضبان في مباراة غينيا الترتيبية، أين أسهم بقسط وافر في افتكاك تأشيرة التأهل للمونديال.
وكان المدير الفني السابق كريم بشكور يترأس اللجنة المكلفة بمتابعة اللاعبين من أصول جزائرية في مختلف الدوريات الأوروبية، وجس نبض البعض منهم، كما تلقى موافقة البعض الآخر لتمثيل ألوان الجزائر، غير أن تنحية اتحادية الحبيب لعبان جمّد كل تلك الاتصالات، وأجبر الناخب الجديد على الاكتفاء بعنصر وحيد، ويتعلق الأمر بلاعب ديجون باستيان خرموش، الذي لولا إصراره على الالتحاق بالكتيبة الوطنية، لظل في انتظار خطوة المسؤولين تجاهه.
ومن بين الأسماء القادرة على تعزيز صفوف المنتخب الوطني لكرة اليد، قبيل انطلاق فعاليات البطولة العالمية المقبلة، نجد نوري بن حليمة لاعب نادي تولوز الفرنسي وزميل أيوب عبدي، ومحمد أنطونين الناشط مع نادي إيفري الفرنسي ومايك بلاسور نجم ليموج، ومنير شهري الذي يصنع التميز في البطولة النرويجية (من مواليد 1999 ويلعب لنادي هالدين ويشغل منصب الجناح الأيسر ويتميز بالسرعة والمرونة في الأداء).
سمير. ك