أشرف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أول أمس الخميس، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس بالعاصمة، على افتتاح أشغال ندوة تاريخية بعنوان «تحوير جيش التحرير وطني إلى الجيش الوطني الشعبي»، و أكد الفريق أول أن «ترسيم الرابع من أوت كيوم وطني للجيش الوطني الشعبي يعكس اهتمام السيد رئيس الجمهورية البالغ ورعايته المخلصة والصادقة للذاكرة الوطنية ويجسد أسمى معاني الوفاء لتضحيات شهدائنا الأبرار ومجاهدينا الأخيار والعرفان والتقدير لما قدمه خلفهم في الجيش الوطني الشعبي دفاعا عن أمن واستقرار الوطن».
حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الوطني، فقد تم تنظيم هذه الندوة من طرف مديرية الإعلام والاتصال لأركان الجيش الوطني الشعبي بمناسبة اليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي الموافق للرابع من أوت، والذي تم ترسيمه من طرف السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، بهدف الوقوف على الإرهاصات التاريخية لنشأة الجيش الوطني الشعبي، والذي يعتبر جيش التحرير الوطني نواته الصلبة وكذا تسليط الضوء على مسيرته في الدفاع عن السيادة الوطنية وحرمة التراب الوطني.
وحضر الندوة كل من رئيس مجلس الأمة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، رئيس المحكمة الدستورية وأعضاء من الحكومة وعدد من مستشاري رئيس الجمهورية، فضلا عن الفريق أول قائد الحرس الجمهوري والأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقادة القوات والدرك الوطني وقائد الناحية العسكرية الأولى ورؤساء دوائر ومديرون ورؤساء مصالح مركزية بوزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي، بالإضافة إلى عدد من المجاهدين والشخصيات الوطنية.
وبالمناسبة، ألقى الفريق أول السعيد شنقريحة كلمة أكد من خلالها على أن تنظيم هذه الندوة «يحمل الكثير من الدلالات، خاصة في الوقت الحالي الذي يحاول فيه أعداء الجزائر حرمان شعبنا من جهود قواته المسلحة ومساهمتها، إلى جانب المؤسسات الأخرى، في بناء الدولة الجزائرية المستقلة والسيدة وتطويرها في مختلف المجالات».
وقال بهذا الخصوص: «تجمعنا اليوم، إذن، هذه الندوة في ظروف تتقارب مع محطات أخرى في تاريخنا العريق، محطات استدعت دوما عبقرية خاصة قوامها الرؤية المتبصرة والصادقة، المخلصة للوطن والبعيدة عن الذاتية والاعتبارات الظرفية الضيقة، لتصنع اللحمة الوطنية الكفيلة بلم الشمل والتصدي لمختلف التهديدات والأخطار، مهما كانت، بغية استكمال مسار بناء الجزائر الجديدة، القوية بشعبها الأبي وجيشها العتيد الذي يلتزم، وفقا لمهامه الدستورية، بالدفاع عن وحدتها الترابية في كل الظروف».
كما أكد الفريق أول أن «ترسيم الرابع من أوت كيوم وطني للجيش الوطني الشعبي يعكس اهتمام السيد رئيس الجمهورية البالغ ورعايته المخلصة والصادقة للذاكرة الوطنية ويجسد أسمى معاني الوفاء لتضحيات شهدائنا الأبرار ومجاهدينا الأخيار والعرفان والتقدير لما قدمه خلفهم في الجيش الوطني الشعبي دفاعا عن أمن واستقرار الوطن».
وأوضح في هذا الصدد أنه «في خضم التحول من مرحلة الاحتلال إلى عهد الاستقلال ومن معركة التحرير إلى معركة البناء، تم تحوير جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي، سليله ووريثه الطبيعي، وذلك يوم الرابع أوت 1962، هذا اليوم الذي أقره السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات
المسلحة، وزير الدفاع الوطني، يوما وطنيا للجيش الوطني الشعبي، ليضاف هذا اليوم الوطني إلى قائمة الأيام والمناسبات التاريخية المجيدة لبلادنا، وهو ما يعكس اهتمام السيد رئيس الجمهورية البالغ ورعايته المخلصة والصادقة للذاكرة الوطنية، باعتبارها مصدر قوتنا وفخرنا وشعلة حاضرنا ومستقبلنا ومرتكز تقدم بلادنا و ازدهارها».
وتابع قائلا بأن «هذا اليوم الذي هو مناسبة لاستحضار بطولات وتضحيات أبطالنا الصناديد الذين اختاروا التضحية بأعز ما يملكون لنعيش نحن أحرارا أسيادا على أرضنا، وهو موعد أيضا لنجدد العهد مع الحفاظ على أمانتهم وصون وديعتهم بالإخلاص في أداء المهام وبذل الجهد تلو الجهد حتى تبقى الجزائر دائما وأبدا موحدة، آمنة ومزدهرة».
وأكد في هذا الشأن قائلا: «إن الشهادة في سبيل الوطن وترسيخ مبادئها العليا وقيمها السامية في أذهان الأجيال المتلاحقة هو واجب مقدس نتحمل مسؤوليته جميعا. فمن وحي هذه القيم، يأتي لقاؤنا اليوم لنخلد معا، تضحيات أبطال الجزائر الخالدين ولنؤكد بأن أبناء الجزائر الشرفاء والمخلصين من أفراد وإطارات الجيش الوطني الشعبي مستعدون لبذل أكبر التضحيات في سبيل أمن واستقرار الوطن وهم على استعداد دائم للإسهام في تطوره وازدهاره، فشعلة الولاء للوطن وفدائه بالنفس والتضحية من أجله تبقى إلى الأبد مشتعلة تتحدى الزمن لتنير دروب الأجيال المتلاحقة».
وتابع قائلا:»كما أغتنم هذه المناسبة لأقف وقفة إجلال وتقدير واحترام لمجاهدينا الأخيار الذين فجروا ثورة نوفمبر المظفرة وعرفوا بكفاحهم الشرس والمستميت كيف يهزمون الجيش الفرنسي المحتل. أبارك لهم ما قدموه من بطولات وصنعوه من أمجاد مكنت من انتزاع استقلال الجزائر واسترجاع سيادتها، راجيا لهم دوام الصحة والسعادة وطول العمر».
وبنفس المناسبة، ألقى اللواء مدير الإعلام والاتصال لأركان الجيش الوطني الشعبي كلمة ذكر فيها بأن «التزام الجيش الوطني الشعبي بمهامه الدستورية ووقوفه إلى جانب شعبه نابع من روح ثورة نوفمبر الخالدة»، قائلا بهذا الخصوص إن «الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، سيظل على الدوام، كما أكدت عليه قيادته العليا أكثر من مرة، الخادم الوفي للجزائر وشعبها، الحامي لسيادتها الوطنية، الحافظ لوحدتها وتماسكها، وفاء منه لرسالة الشهداء الأبرار والتزاما بمهامه الدستورية».
للإشارة، تم خلال هذه الندوة إلقاء ثلاث محاضرات قيمة قدمهما أساتذة جامعيون مختصون في التاريخ ومجاهدون عايشوا الحدث، تعلقت بمواضيع مست «تطور جيش التحرير الوطني في الفترة 1956-1962 وجوهر وأبعاد تحوير جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي».
كما تم تسليط الضوء على «القيم والمبادئ التي يستند عليها هذا التحوير»، إضافة إلى «استخلاص الدروس والعبر من هذه المحطة التاريخية الهامة».
وخلص بيان وزارة الدفاع الوطني إلى أن الندوة شهدت تدخلا لرئيس مجلس الأمة، السيد صالح قوجيل، قدم خلاله شهادته حول العديد من المحطات التاريخية للثورة التحريرية.
ولقيت المحاضرات التي تم تقديمها --حسب نفس المصدر-- «اهتماما وتفاعلا كبيرين من طرف الحاضرين الذين ساهموا في إثراء موضوع الندوة من خلال مناقشات عكست اهتمامهم بالموضوع ورمزيته التاريخية الكبيرة». ق.و