* استخراج أول كمية من خام الحديد تقدر بـ 1000 طن
أعلنت، أمس، مصالح ولاية تندوف عن الانطلاق العملي في استغلال منجم غار جبيلات للحديد، حيث تم استخراج أول كمية من خام الحديد تقدر بـ 1000 طن، وأكدت أن كمية من الحديد الخام المستخرج سينقل نحو الشمال برا ليحول إلى شركاء اقتصاديين في الصين وروسيا، وجزء آخر سيحول لصالح شركات للحديد والصلب هنا في الجزائر.
وأفاد بيان لولاية تندوف، أنه بعد الإعلان الرسمي عن البدء في استغلال منجم غار جبيلات، تمت صباح أمس عملية الرمي بالمتفجرات رقم 3 بنجاح، وذلك لاستخراج كمية معتبرة من الحديد الخام.
ويضيف ذات البيان أن هذه الكمية المستخرجة سيتم إرسالها برا نحو الشمال ليتم بعد ذلك تحويل جزء منها إلى الخارج نحو الشركاء الاقتصاديين من الصين وروسيا، أما الجزء الآخر فسيذهب نحو بعض شركات التحويل للحديد والصلب في الجزائر.
من جهة أخرى، أكد أمس لواج المدير العام المساعد للمؤسسة الوطنية للحديد والصلب (فيرال)، رضا بلحاج، قائلا «لقد قمنا بتفجيرين سمحا لنا بالحصول على خندق للوصول إلى طبقة خام الحديد، أما التفجير الثالث فقد مكننا يوم الثلاثاء من استخراج 1000 طن من خام الحديد»، مضيفا أن عمليات الاستخراج القادمة التي ستقوم بها المؤسسة الوطنية للحديد والصلب فستخص كميات أكبر.
وأضاف المسؤول ذاته يقول أنه «يمكننا بلوغ 20.000 إلى 25.000 طن خلال الشهر المقبل، لنتوصل إلى استخراج حوالي 100.000 طن شهريا بحلول نهاية السنة».كما أكد أنه سيتم خلال هذه المرحلة التجريبية، «نقل نصف كميات خام الحديد نحو ولاية وهران ليتم تصديرها نحو كل من الصين وروسيا.» أما النصف الأخر -يضيف ذات المصدر- فسيخصص لتموين مصانع الحديد والصلب النشطة في الجزائر.
وأضاف بلحاج في ذات الصدد، أن المشروع سيسمح بالتالي بضمان وتأمين تموين المصانع الوطنية للحديد والصلب (بالحجار وطوسيالي والشركة الجزائرية القطرية للحديد والصلب)، بمادة خام الحديد والرفع كذلك من المداخيل خارج المحروقات و توفير حوالي 3000 منصب شغل.
كما سيقوم قريبا المجمع العمومي لنقل البضائع واللوجيستيك (لوجيترانس) بنقل خام الحديد عبر الشاحنات إلى بشار، حيث سيتم تحويله وتثمينه من قبل متعاملين يرغبون الاستثمار في هذا المجال، ريثما يتم إنجاز خط للسكة الحديدية بين بشار ومنجم غار جبيلات.
تحويل خام الحديد : الاعلان عن مناقصة في نهاية شهر أوت
ومن أجل ضمان تحويل خام الحديد سيتم الإعلان عن طلبات لإبداء الرغبة وطنيا ودوليا في نهاية شهر أوت، بهدف البحث عن شركاء، حسب السيد بلحاج الذي أكد أن دفتر الشروط الخاص بذلك سيكون جاهزا في نهاية شهر سبتمبر.
وذكر أنه يمكن أن يسوق معدن الحديد على شكل خام أو على شكل مركز (معدن منزوع الفسفور جزئيا) أو كريات (تغليف المعدن) أو مسحوق حديد مختزل (PDR)، والذي يعتبر إضافة لمادة الحديد.
ويرتقب في إطار هذا المشروع استحداث، قبل نهاية 2022، مؤسسة جزائرية-صينية تكلف باستخراج المعدن ومصنع آخر في بشار يسمح للطرف الصيني باستخدام المعدن لإنتاج السبائك (منتوج شبه نهائي من صناعة الحديد يستخدم في إنتاج حديد التسليح والقضبان الحديدية). كما سيسمح المشروع أيضا بإنشاء مصنع لإنتاج السكك الحديدية، في بشار كذلك، والذي سيستخدم البليت المحلي لصناعة السكك.
وبخصوص مشكلة ارتفاع نسبة الفوسفور، أكد السيد بلحاج أن هناك حلولا لإزالة الفوسفور من معدن الحديد بفضل التكنولوجيا الروسية ، وقال في هذا الشأن «سنلجأ إلى هذه الحلول التي أظهرت فعاليتها في مشاريع أخرى».
وكان وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، قد أعطى في 30 جويلية الماضي إشارة انطلاق استغلال منجم غرب جبيلات للحديد، مشيرا في كلمة له بالمناسبة أن الوصول إلى هذه المرحلة تطلب عدة سنوات من الأشغال و الدراسات في أكبر المخابر العالمية، حيث مكنت هذه الأخيرة من تحديد المنتجات القابلة للتسويق على المستويين الوطني و الدولي، و منها مركز الحديد وكريات الحديد، و منتجات شبه مصنعة.
وتقدر الاحتياطات من خام الحديد على مستوى منجم غار جبيلات غرب بحوالي 3 ملايين طن وهي سهلة الاستغلال (سطحية) حسب الوزير، كما أشار أن استغلال هذا المنجم سيكون عبر مراحل عدة تمتد إلى غاية سنة 2040 ، الأولى بين 2022 و 2025 ويتم خلالها استخراج من 2 إلى 3 مليون طن من خام الحديد سنويا، والمرحلة الأخرى تبدأ من سنة 2026 وتنطلق بعد إنجاز خط السكة الحديدية الرابط بين بشار وغار جبيلات وفيها سيعمل المنجم بطاقة كبرى تتراوح بين 40 إلى 50 مليون طن سنويا.
و للتذكير كان قرار الانطلاق في المرحلة الأولى لاستغلال منجم غار جبيلات للحديد كان قد اتخذه مجلس الوزراء في اجتماعه يوم 8 ماي الماضي، لما يمثله من أهمية كبيرة في تحريك الاستثمار الوطني ودعم مداخيل البلاد وتحريك وتيرة التنمية. إ-ب/وأج