الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

لتعويض 31 ألف هكتار التي تحرق سنويا خبراء: يجب غرس 4 مليون هكتار لتحقيق التوازن الايكولوجي في الجزائر


تشير أرقام و إحصائيات المديرية العامة للغابات أن الجزائر تفقد سنويا ما معدله 30 إلى 31 ألف هكتار من الغابات والغطاء النباتي جراء الحرائق التي تسجل كل موسم على مدى العشر سنوات الأخيرة، في حين لا تتعدى المساحات المغروسة بالأشجار 26 ألف هكتار سنويا، وهو ما يبين حجم التحدي الذي يجب رفعه من طرف الجميع لتعويض المساحات الغابية المتضررة من الحرائق و الحفاظ على الغطاء النباتي.
أعلنت الحكومة قبل مدة أن حملة كبيرة للتشجير ستنطلق الخريف المقبل تستهدف غرس 60 مليون شجرة عبر كامل أرجاء القطر الوطني، في أكبر عملية  من نوعها منذ الاستقلال، وهذا من أجل الحفاظ على الغطاء النباتي الوطني المتضرر من الحرائق التي تندلع كل صيف.
و تشير أرقام قدمها رشيد بن عبد الله من المديرية العامة للغابات أن الجزائر تفقد سنويا ما معدله 30 إلى 31 ألف هكتار من الغابات والغطاء النباتي وهذا خلال العشر سنوات الأخيرة، وبطبيعة الحال فإن المساحات المتضررة من الحرائق تختلف من سنة لأخرى إلا أن المعدل السنوي يساوي الرقم المعلن عنه سلفا.
 ففي سنة 2021 مثلا أتت الحرائق على مساحة 101 ألف هكتار من الغابات والنباتات والأحراش، بينما كانت سنة 2018 الأحسن في هذا المجال على مدى العشر سنوات الأخيرة حيث لم تتلف الحرائق سوى 2392 هكتارا- يضيف محدثنا- وعلى هذا النحو تختلف المساحات المتضررة من الحرائق من موسم لآخر  وهو ما أعطى معدلا سنويا يقدر بـ 30 ألف هكتار تلتهمها الحرائق.
وتعمل الدولة من خلال وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والجمعيات والمتطوعين سنويا على تنفيذ مخطط وطني للتشجير من أجل إعادة بعث الغطاء النباتي وحمايته وتعويض المساحات المتضررة من الحرائق وإعادة التوازن الإيكولوجي بصورة عامة.
ويقول محدثنا من المديرية العامة للغابات أن مساحة الغطاء النباتي والغابي الجزائري حاليا تبلغ 4 مليون و 100 ألف هكتار، وهو ما يمثل نسبة تغطية في الشمال بـ 11 من المائة فقط، بينما يبلغ المعدل العالمي للتغطية النباتية 25 من المائة، والفرق هنا يبين حجم التحدي الواجب رفعه للوصول إلى المعدل العالمي.
وبهذا الخصوص يقول بن عبد الله أن بلوغ المعدل العالمي يتطلب غرس مساحة لا تقل عن 4 مليون هكتار أخرى لتضاف للمساحة الحالية المقدرة بـ 4.1 مليون هكتار، و في نفس السياق يضيف ذات المتحدث بأنه ومنذ  الاستقلال سنة 1962 تم غرس 1 مليون و 200 ألف هكتار من الأراضي.
وقال أن المعدل السنوي الخاص بغرس الأشجار كان يقدر في وقت سابق بـ 60 ألف هكتار سنويا، لكنه للأسف تقلص في السنوات الأخيرة إلى 26 ألف هكتار فقط، وهو غير كاف بالنظر لحجم المساحات الغابية والنباتية التي تأتي عليها الحرائق في كل سنة.وعلى الرغم من بعض الحملات الكبيرة التي أطلقتها السلطات العمومية ممثلة في وزارة الفلاحة والتنمية الريفية من أجل التشجير كتلك التي أطلقت في سنة 2020 تحت شعار لكل مواطن شجرة والتي مكنت من غرس أزيد من 11 مليون شجرة عبر كامل القطر الوطني إلا أن  الحصول على نتائج جيدة من مثل هذه الحملات مرهون بتحقيق نسبة نجاح معتبرة، بمعنى رعاية كل شجرة تغرس حتى تكبر، ولا يكون ذلك إلا عبر المتابعة الدقيقة.
رؤية جديدة و ضرورة المتابعة
من جانبه يرى الخبير الزراعي، أحمد ملحة، أن الجزائر بحاجة إلى جهود كبيرة في مجال التشجير و الحفاظ على الغطاء النباتي حتى تبلغ المعدل العالمي في هذا الميدان، مشيرا إلى أن نسبة التغطية النباتية بالجزائر تقدر حاليا بـ 11 من المائة.
و انطلاقا من التجارب السابقة رافع الخبير، أحمد ملحة، في تصريح «للنصر» أمس من أجل «رؤية جديدة» للتشجير ببلادنا حتى تحقق الأهداف المرجوة وهي الحفاظ على الغطاء النباتي وإعادة التوازن الإيكولوجي، و هذه الرؤية تقوم، حسبه، أساسا على طريقة الغرس، حيث يجب القيام بدراسات علمية حقيقية قبل الشروع في أي عملية تشجير وغرس، من حيث اختيار نوعية الأشجار التي تلائم كل منطقة.
وفي المقام الثاني يشدد ذات المتحدث على ضرورة إدخال تغيير في دفتر الأعباء بداية من السنة الثانية للتشجير بحيث يتم إيلاء أهمية كبيرة للمتابعة، أي متابعة كل شجرة يتم غرسها والاهتمام بها خاصة من جانب السقي كون كميات التساقط ببلادنا ضئيلة، وبهذا الخصوص قال أن هناك اليوم طرق جديدة لسقي الغابات لكنها مكلفة نوعا ما. كما يلفت إلى أن إعادة بعث السد الأخضر لابد أن يكون وفق نظرة جديدة مبنية على دراسات علمية بحيث يجب اختيار نوعية الأشجار التي تلائم المناطق السهبية والرعوية عندنا حتى تؤدي إلى خلق دينامية جديدة يستفيد منها الإنسان والماشية على حد سواء.
كما يلفت الخبراء في هذا الشأن إلى أن مشاريع التشجير والغرس قلت نوعا ما في السنوات الأخيرة ، وهم يشددون على أن هناك جهودا كبيرة تبدل في هذا المجال من قبل الدولة، لكنها تبقى غير كافية في الوقت الحالي للحفاظ على الغطاء النباتي الوطني، كما يحثون المجتمع برمته على الانخراط في هذا المشروع الهام للحفاظ على التوازن الإيكولوجي للبلاد.
 إلياس -ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com