* ولايات جيجل و بومرداس و وهران تتصدر قائمة أحسن الوجهات
كشفت إحصائيات لمصالح الحماية المدنية أن حجم إقبال المواطنين والسياح على شواطئ البلاد خلال موسم الاصطياف الحالي كان قياسيا، حيث بلغ عدد ترددهم اليومي على الشواطئ الـ 427 المسموحة للسباحة عبر 14 ولاية ساحلية، أكثر من 100 مليون شخص.
وأوضحت الأرقام والمعطيات التي كشفها، المكلف بالإعلام لدى المديرية العامة للحماية المدنية، النقيب مراد يوسفي، للنصر، أن الوجهة السياحية الداخلية شهدت تدفقا غير مسبوق، من طرف المصطافين، منذ افتتاح موسم الاصطياف في الـ 16 جوان الماضي وإلى غاية الـ 21 من شهر أوت الجاري، حيث بينت أن أغلبية الجزائريين فضلوا قضاء عطلتهم الصيفية داخل أرض الوطن، ما خلق نوعا من الضغط على الكثير من الشواطئ بسبب كثافة الإقبال و تسبب في أزمة كبيرة في الإيواء بالنسبة للولايات التي لم تتحسب لهذا الإقبال، ووصل الأمر بها إلى حد التشبع ناهيك عن الصعوبة التي شهدتها المدن الساحلية في مجال حركة المرور خاصة خلال الفترات الليلية.
وحلت ولاية جيجل في المركز الأول بـ 14 مليون و166 ألف مصطاف، ترددوا على شواطئها خلال شهرين، والحقيقة أنه ليس من الغرابة أن تحقق ولاية جيجل هذه المرتبة التي جعلت منها أهم الوجهات السياحية في الجزائر لامتلاكها العديد من المقومات السياحية المتنوعة، فهي تتوفر على شواطئ جميلة و نقية وذات رمال ذهبية ناعمة كما تتمتع بسلسلة من الجبال الشاهقة المطلة على الساحل، ومساحات غابية خضراء، وكهوف ومغارات عجيبة.
من جهتها تمكنت ولاية بومرداس من التأكيد على أنها واحدة من أهم الوجهات السياحية في البلاد، إذ جاءت في المرتبة الثانية، بعد جيجل بأكثر من 14 مليون و 100 ألف مصطاف، نظرا لتوفرها على أكثر من 20 شاطئ ممتدة على حوالي 80 كلم، وسط طبيعة متنوعة وخلابة ناهيك عن الإطلالات البحرية الجميلة التي تتوفر عليها.
كما توضح أرقام الحماية المدنية أن النجاح الباهر الذي حققته ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تم تنظيمها خلال الفترة الممتدة بين الـ 25 جوان و الـ 5 جويلية الماضيين وما حظيت به عاصمة الغرب الجزائري خلال هذه الفترة من حملات ترويج لمؤهلاتها ومساراتها السياحية، جعلتها تحظى بالمرتبة الثالثة من حيث حجم التردد اليومي للمصطافين على شواطئها بما يفوق 14 مليون و 86 ألف مصطاف.
كما جاءت ولاية مستغانم التي حظيت هي الأخرى بحظ وافر من الترويج والدعاية في المرتبة الرابعة بزهاء 12 مليون و13 ألف مصطاف. وتؤكد مستغانم من خلال هذا الترتيب بأنها أضحت منذ سنوات وجهة سياحية بامتياز، لتعدد وتنوع المناطق والأماكن السياحية الجميلة بها وتوفرها على مرافق تقدم خدمات عصرية ناهيك على رواج السياحة التاريخية والدينية بها، فهي تستقطب أعدادا كبيرة من السياح المحليين والوافدين من مُختلف البلدان للاستمتاع بزيارة المعالم الأثرية العثمانية في عاصمة الولاية، مثل حصن مستغانم والذي شُيّد لتحصين وحماية المدينة من هجمات الأعداء خلال فترة الخلافة العثمانية وهو أيضا مُرتبط بست أبواب وأسوار للمراقبة أهمها: باب معسكر، باب العرصة، باب المرسي، باب مجاهر.
كما توجد بالمدينة مساجد تاريخية وأبرزها مسجد طبانة الذي يعود تاريخه للعام 1340 م وبني في عهد السلطان الحسن بن السعيد المريني.
ومن الولايات الساحلية أيضا التي أكدت طابعها السياحي المتميز، نجد تيبازة التي تردد عليها أكثر من 10 ملايين مصطاف.
وفي المقابل فقد تراجع حجم الإقبال على بعض الولايات التي كانت تعد في الماضي من أهم أقطاب السياحة الشاطئية في البلاد لأسباب مجهولة.
ويعزو الكثير من المتتبعين أن الدور الفعال الذي قام به صناع المحتوى والمؤثرون، جعل الجزائر تتحول إلى وجهة سياحية بامتياز لمواطنيها، تنافس الوجهات الخارجية زد إلى ذلك أن هؤلاء المؤثرين الذين يتوفرون على متابعين من داخل وخارج الوطن، مكنوا من استقطاب سياح أجانب وقد شهدنا في الأسابيع الأخيرة إقبالا لوفود سياحية من الدول العربية الشقيقة خاصة من تونس وليبيا.
وقد أدى التوافد الكبير للعائلات والمواطنين والسياح على مختلف المدن الساحلية إلى خلق حالة من الضغط على الشواطئ في العديد من الولايات ومرافق الإيواء الخاصة بها التي وصل الأمر بها إلى حد التشبع، و تجاوز إمكانات هياكل الاستقبال المتوفرة فيها كالفنادق وهو ما أنعش ظاهرة كراء المنازل والشقق في هذه المدن، في ما يعرف بصيغة ‹› الإقامة لدى الساكن ‹› التي رخصتها السلطات العمومية.
وتظهر كل المؤشرات المشار إليها أن النهوض بالسياحة الداخلية، أصبح ممكنا و على المسؤولين المركزيين والمحليين توفير الظروف التي تجعل السائح الجزائري يفضل الوجهة الداخلية على غيرها من الوجهات السياحية الأخرى، إلى جانب توفير ظروف استقبال لائقة لاستقطاب السياح الأجانب سيما بتبسيط إجراءات إنجاز المزيد من المشاريع الاستثمارية في ميدان السياحة من فنادق ومركبات سياحية.
ع.أسابع