جند الديوان الجزائري المهني للحبوب وسائل هامة لإنجاح موسم الحرث والبذر، بتسخير 700 مهندس لمرافقة الفلاحين في تطبيق المسار التقني لضمان الجودة والنوعية، وتحقيق رهان بلوغ الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب في سنة 2025، فضلا عن توفير المكننة المتطورة، وتسهيل إجراءات الحصول على قرض الرفيق لتمويل الموسم.
أكد المكلف بالإعلام لدى الديوان الجزائري المهني للحبوب السيد سعداوي «للنصر» بأن الشروع في التحضير لموسم الحرث والبذر بدأ في شهر جوان المنصرم، بالتزامن مع انطلاق حملة الحصاد سيما بالمناطق الجنوبية التي يسجل بها سنويا كميات كبيرة من المحاصيل ومن البذور.
وأفاد المتدخل بأنه خلال الصائفة الماضية تم نقل كميات هامة من البذور من الولايات الجنوبية إلى ولايات الشمال استعدادا لحملة الحرث والبذر، سيما اتجاه المناطق الغربية التي عاشت فترات من الجفاف في المواسم السابقة جراء شح تساقط الأمطار، وذلك لأجل دعمها بكميات إضافية من البذور لتغطية العجز، اعتمادا على الفائض الذي تم تحقيقه بولايات الجنوب.
وسمحت العملية بتحقيق التوازن بين مختلف أنحاء الوطن في التموين بالبذور بفضل الجهود التي بذلت في شهر جويلية المنصرم، قبل انطلاق موسم الحرث والبذر، بالموازاة مع فتح الشبابيك الموحدة على مستوى تعاونيات الحبوب والبقول الجافة للحصول على قرض الرفيق لتمويل الموسم الفلاحي لفائدة المنتجين، وسمح الإجراء بفضل تشكيلة هذه الشبابيك التي تضم ممثلين عن التعاونية الفلاحية وبنك الفلاحة والتنمية الريفية وصندوق التعاون الفلاحي، الفلاحين من التنقل بين مختلف الهيئات للحصول على القرض المدعم من قبل الدولة.
ويؤكد الناطق باسم الديوان المهني للحبوب بأن الأبواب ما تزال مفتوحة أمام الفلاحين للحصول على قرض الرفيق من أجل تمويل الموسم الفلاحي الجديد 2024/2025، مذكرا في هذا السياق بالاجتماع الذي عقده وزير الفلاحة والتنمية الريفية يوسف شرفة في شهر سبتمبر المنصرم، بحضور مدراء تعاونيات الحبوب والبقول الجافة التابعة للديوان المهني للحبوب ومدراء المصالح الفلاحية، فضلا عن عدة فاعلين تحضيرا لحملة الحرث والبذر، والذي تم خلاله إسداء التوجيهات لإنجاح الموسم الفلاحي الجديد وتحقيق الأهداف المسطرة.
ويعتزم قطاع الفلاحة تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب وكذا الشعير والذرة في غضون سنة 2025 تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية، عبر تخصيص مساحة قدرها 3 ملايين و69 ألف هكتار لإنتاج الحبوب بأنواعها، من بينها 1.643 مليون هكتار لإنتاج القمح الصلب، و1.031 لإنتاج الشعير، مع تخصيص باقي المساحة لإنتاج القمح اللين.
وقد قامت الوزارة الوصية من جهتها بتسخير الوسائل اللازمة لتحقيق هذا المسعى بتوفير 4.2 مليون قنطار من البذور و3.5 مليون قنطار من الأسمدة، من بينها الأسمدة الآزوتية والفوسفاتية يحصل عليها الفلاحون عبر تعاونيات الحبوب والبقول الجافة الموزعة على عديد الولايات ذات الطابع الفلاحي.
وتم أيضا تسخير 109 محطات لتنقية وتصفية البذور على مستوى 46 تعاونية فلاحية، وتزامن ذلك مع بداية حملة الحصاد والدرس الأخيرة، بهدف تجهيز البذور تحسبا للموسم الجديد، ويضيف المصدر بأن البذور المحلية معتمدة ومصادق عليها من طرف المركز الوطني للمصادقة على البذور والشتائل المحلية، وهي تتسم بالنوعية الجيدة نظير ما تقدمه من محاصيل وفيرة وبنوعية جيدة.
ويسهر على توزيع مدخلات الإنتاج على الفلاحين الديوان المهني للحبوب عن طريق التعاونيات الفلاحية التابعة له، وقد أصدرت ذات الهيئة مؤخرا بيانا دعت فيه الفلاحين للإعلان عن كميات البذور التي يحتاجونها وكذا المساحات المزروعة لدى التعاونيات الفلاحية، من أجل تحديد مواعيد لاستلام البذور حتى تتم العملية في ظروف حسنة دون أن يتحمل الفلاحون عناء الانتظار لساعات إلى حين وصول دورهم.
تسهيلات للحصول على مدخلات الإنتاج
كما يتيح الديوان المهني للحبوب للفلاحين كل التسهيلات لتسديد قيمة البذور سواء كان ذلك نقدا أو عن طريق قرض الرفيق، فضلا عن مساعدتهم في الحصول على المكننة، أي عتاد الحرث والبذر المتواجد على مستوى الحظائر التابعة للتعاونيات الفلاحية، من بينها الجرارات المستعملة في المسار التقني لإنتاج الحبوب، أي خلال دورة الإنتاج، إلى جانب آلات التسميد وضخ مبيدات الحشرات ونزع الأعشاب الضارة و غيرها.
وتتوفر المكننة على مستوى المصالح المختصة لأجل تأجيرها للفلاحين بأسعار مقننة ومعقولة وملائمة، في إطار العمل الاستباقي الذي يسبق حملة الحرث والبذر حتى تمر في سلاسة، دون تسجيل اكتظاظ لدى تعاونيات الفلاحة للحصول على مدخلات الإنتاج.
ويؤكد ممثل الديوان الجزائري المهني للحبوب في هذا الصدد على ضرورة التقيد بالمسار التقني من قبل الفلاحين، من أجل إنجاح الموسم الفلاحي والتحكم الجيد في حملة الحرث والبذر، سيما وأن الديوان قام بتوفير مدخلات الإنتاج من أسمدة وبذور وعتاد فلاحي، قائلا إنه يبقى فقط على المنتجين انتهاج المسار التقني بتفاصيله.
وأوضح السيد سعداوي بأن المسار التقني يبدأ تطبيقه منذ الشروع في خدمة التربة وتحضيرها قبل زرعها، مع احترام كيفية زرع الأرض وكمية الأسمدة، مشيرا في هذا السياق إلى مراجعة كمية البذور في الهكتار الواحد مع الفاعلين بحسب طبيعة كل منطقة.
ويحصي قطاع الفلاحة نوعين من الفلاحين، ويتعلق الأمر بمكثفي البذور ومنتجي الحبوب الموجهة للاستهلاك، على غرار القمح بنوعيه الصلب واللين، ويتم مرافقتهم من طرف المصالح المختصة منذ بداية حملة الحرث إلى غاية عملية الحصاد لتمكينهم من نفس الوسائل والإمكانيات.
كما تم تسخر 700 مهندس وتقني فلاحي تابعين للديوان المهني للحبوب، يسهرون على ضمان نوعية البذور الجيدة التي تحقق الإنتاج الوفير وضمان الجودة، وتقوم تعاونيات الفلاحة من جهتها بخرجات ميدانية دورية بالتنسيق مع معهد الزراعات الكبرى والإرشاد الفلاحي لتحسيس الفلاحين على مدار السنة بأهمية المسار التقني، فضلا عن معالجة الانشغالات التي يثيرها الفلاحون.
لطيفة بلحاج