كشف وزير النقل بوجمعة طلعي أمس من سطيف، بأن مصالحه تسعى إلى عصرنة الخطوط الجوية الجزائرية، بعد الأحداث الأخيرة التي عرفتها الشركة، لاسيما قضية الموظفة التي تم تصويرها عن طريق الفيديو و تم تداول الشريط عبر وسائط التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن الإجراءات الجديدة تصب في مصلحة المسافر لتحسين وتطوير الخدمة، مضيفا "الخطوط الجوية الجزائرية تعتبر شركة تاريخية، وتضم موظفين من القدامى، تعوّدوا على طريقة عمل معينة، ومؤخرا باشرنا تطبيق مخطط عمل استعجالي أعطى ثماره، فمثلا في مجال تأخر الرحلات الجوية، شهدت السنة الفارطة 50 بالمائة من التأخرات في كل الخطوط، وحاليا قضينا على هذه النقطة السوداء بنسبة كبيرة ونسجل مابين 6 و 7 رحلات متأخرة يوميا، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن مطار العاصمة يحصي عدد رحلات مرتفع مابين 140 و 160 رحلة يوميا".
وتطرق إلى الخطوات العملية التي سيقوم بها قطاعه من أجل تطوير الشركة و قال «لدينا برنامج عصرنة طموح من أجل مواكبة الخطوط الجوية الجزائرية للشركات الأخرى وفق المعايير الدولية الموجودة حاليا، بداية بدراسة شاملة في كافة النواحي من أجل تحديد الصعوبات والنقائص، ثم تسطير برنامج عمل على المدى القصير والمتوسط من أجل تجسيده ميدانيا وتحقيق أهداف عملية، بهدف ترقية الخدمة التي تقدمها وتكون وفق طموحات الزبائن».
الوزير طلعي وخلال زيارة عمل وتفقد قادته لمشاريع قطاعه بولاية سطيف، كشف عن إعطائه تعليمات لكافة إطارات دائرته الوزارية، من أجل احترام آجال إنجاز مختلف المشاريع وتسليمها في وقتها المحدد، مضيفا بأن المشاريع التي تم إطلاقها وشرع في إنجازها غير معنية بسياسة التقشف.
كما تطرق إلى رؤيته الإستشرافية لقطاعه، من أجل جعل النقل بالسكك الحديدية مجالا إستراتيجيا يتكفل بالمسافرين والبضائع كما ونوعا، و قال «أعطينا تعليمات بضرورة تحسين الخدمات المقدمة للزبائن في مجال النقل بالسكك الحديدية، مع تقليص مدة السفر التي يستغرقها القطار للوصول إلى وجهته، مع أهمية القضاء على ظاهرة تأخر المواقيت» مستطردا «نريد تطوير النقل بالسكك الحديدية وجعله وسيلة نقل حيوية».
و اعترف وزير النقل بوجود اختلال ونقائص على مستوى قطاعه، خاصة في مجالي النقل الحضري والنقل مابين الولايات قائلا «لا زلنا متأخرين في هذا المجال، سطرنا برنامجا لإعادة تأهيل هذه المجالات، لتقديم خدمات جيدة، يجب أن نصل إلى مستوى يتمكن فيه المواطن السفر براحة في مختلف وسائل النقل، لكن النتائج لن تظهر قريبا، لكن نأمل في معالجة الأمور المستعجلة في الوقت الراهن والعمل على تداركها».
كما لم يخف بوجمعة طلعي تخوفه من ارتفاع عدد حوادث الطرقات، التي تخّلف حصيلة ثقيلة في الأرواح والجرحى والممتلكات، قائلا «الدولة تبذل جهدها من أجل معالجة الاختلال، نقوم بفرض الرقابة التقنية على المركبات، كما تقوم المصالح المختصة بعمل جبار فيما يتعلق بالتوعية والرقابة، لكن تكوين السائقين يبقى الأهم من أجل خفض في عدد الحوادث، لقد أعطينا توجيهات لمدراء النقل من أجل احترام مهني القطاع سواء المتخصصين في نقل البضائع أو المسافرين، وبضرورة مطابقة مركبتهم للقوانين السارية المفعول وفرض عقوبات صارمة من أجل حماية المسافرين من حوادث المرور».
وختم حديثه بالإشارة إلى أن مشروع إنجاز الترامواي مكسب لولاية سطيف، وسيخفف الضغط في مجال النقل ويطوره كثيرا، بإنقاص عدد الناقلين الخواص وتحويلهم إلى خطوط أخرى لتخفيف ضغط حوادث المرور.
رمزي تيوري