انطلقت أمس الأحد بوهران أشغال الطبعة الأولى ل"منتدى تواصل الأجيال، لدعم العمل العربي المشترك" بحضور ممثلي المجتمع المدني وقادة الرأي في الدول العربية، ولاحت خلال أشغال اليوم الأول أمس من المنتدى، بوادر لنجاح القمة العربية المقبلة بالجزائر.
حيث سيناقش المؤتمرون على مدار خمسة أيام عدة محاور في ورشات مغلقة، وبدأت الورشة الأولى أمس أعمالها المتمحورة حول "مسيرة العمل العربي المشترك .. تحديات وآفاق"، بينما ستتضمن ورشات اليوم الثاني مسألة "دور المجتمع المدني العربي في مواجهة تأثيرات التحديات الدولية على العالم العربي" في الوقت الذي تتناول فيه الورشة الثالثة "إحياء الذاكرة والتواصل بين الأجيال خدمة للعمل العربي المشترك"، وستكون جلسة اليوم الثالث من المنتدى مرتكزة على محور "البعد الشعبي في إصلاح وتطوير منظومة العمل العربي المشترك"، وفي اليوم الاختتامي الأربعاء المقبل، سيناقش المشاركون في الورشة الخامسة "سبل تفعيل مشاركة المجتمع المدني في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة".
وشهد المنتدى مشاركة ما يقارب 150 شخصاً من 19 دولة عربية وهي الجزائر، مصر، تونس، البحرين، الكويت، موريتانيا، الإمارات العربية المتحدة ، سلطنة عمان والسعودية واليمن وسوريا وفلسطين والعراق والسودان وليبيا ولبنان والأردن وقطر وجيبوتي.
علما أن لجنة تنظيم المنتدى برمجت للوفود المشاركة خرجات سياحية منها الوقوف عند بعض المواقع السياحية بولاية الشلف وهذا يوم السبت المنصرم خلال السفرية من العاصمة إلى وهران، وبالعاصمة المتوسطية زار المشاركون أمس حصون الباهية أين استكشفوا الماضي العريق للجزائر عبر الحضارات، وستتنقل الوفود إلى تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، أما يوم الخميس المقبل فستكون الزيارة لجامع الجزائر وخرجة سياحية عبر معالم التاريخ للبهجة.
بن ودان خيرة
ممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خميس البوزيدي
يجــب تعزيــز أركـــــان البنـــاء العربــــي لتأمينـــه من كافــــة التدخـــلات
أشاد ممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خميس البوزيدي بمرصد المجتمع المدني الذي تم تأسيسه بمبادرة من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وهذا إيمانا منه بالدور الحيوي الذي يلعبه المجتمع المدني في نشر قيم المواطنة وتشجيع العمل التطوعي وللصالح العام في جميع المجالات تحقيقا لأهداف التنمية الوطنية، معتبرا أيضا أن المرصد يعد مكسبا مؤسساتيا هاما في المنطقة العربية.
جاء هذا خلال كلمته التي ألقاها في المنتدى والتي نقل من خلالها أيضا تحيات الأمين العام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط الذي قال أنه يحرص على متابعة مخرجات المنتدى من مقترحات ورؤى ومواقف من أجل دعم العمل العربي المشترك، وهذا لإيمانه بضرورة تظافر جهود جميع الفاعلين من حكومات ومجتمع مدني ووسائل الإعلام، لإبراز الدور المحوري للجامعة العربية في معالجة قضايا المنطقة وأن يعمل كل من موقعه للحفاظ على مكانتها وإشعاعها إقليميا ودوليا.
أوضح ممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خميس البوزيدي، أنه لا يفصل عن القمة العربية سوى أسابيع قليلة سيتم خلالها مواصلة توفير أسباب نجاحها بما يستجيب لتطلعات الشعوب العربية ويواكب التطورات الراهنة على الساحة الدولية وما تطرحه من تحديات شتى، ويتم هذا في كنف التوافق مع كافة الدول العربية وخاصة الجزائر التي ستستضيف القمة على أرضها الطيبة تزامنا والذكرى 68 للثورة التحريرية، وما لها من رمزية تعلي من قيم النضال المشترك في سبيل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
مبرزا أن تنظيم المنتدى يعكس وعيا عميقا من الأجيال المختلفة المشاركة في المنتدى، بحجم التحديات التي تواجه الدول العربية مما يستدعي حوارا تفاعليا يقوم على مقاربة تشاركية تحكمها الثوابت وهي، أولا الالتزام بمبدأ تعزيز الأمن القومي العربي في جوانبه المتعددة لمواجهة التحديات المشتركة، ثانيا البناء على المنجز، فمنذ إنشاء جامعة الدول العربية على مدار 8 عقود، تم اعتماد عدة سياسات تكاملية ومختلف المبادرات الإندماجية لمؤسسات العمل العربي المشترك التي يجب تثمينها وثالثا عدم الاستغراق في جلد الذات والوقوف عند ما لم يتحقق لأسباب شتى وما تشهده منظومة العمل العربي المشترك من تحديات وصعوبات، فكل هذا لا يجب أن يحول دون المضي قدما في تعزيز أركان البناء العربي وتأمينه من كافة التدخلات الأجنبية والإقليمية، ليضيف أن الثوابت ترتكز على العمل لإيجاد حلول مبتكرة والنظر بصفة دورية في السبل الكفيلة لتعزيز التكتل العربي تغليبا للمصالح العليا للدول العربية وتحقيقا لتطلعات شعوبها من الأمن والاستقراروالازدهار، مردفا في كلمته، أنه في ظل ما يشهده العالم من تحولات عميقة مع تواصل الحرب الروسية الأوكرانية، وما لها من تداعيات على الأمن والسلم الدوليين وتأثيراتها السلبية على اقتصاديات الدول، تبرز الحاجة الملحة للتعاون والتنسيق بين الدول العربية وإعطاء الأولوية للعمل العربي المشترك لمواجهة الأزمات الدولية التي قد تنعكس على المنطقة العربية وعلى أوضاع شعوبها السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية.
مشيرا أنه إيمانا بالدور الهام الذي يمكن أن تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في ظل هذه الأوضاع والمخاطر، تواصل الجامعة العربية حسب المتحدث الاضطلاع بدورها كمنصة جامعة لتنسيق السياسات والمبادرات والإستراتيجيات التي تمس صلب الواقع المعيشي للمواطن العربي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقد دعت خلال تفشي كورونا من خلال المجالس المختلفة والمنظمات العربية المتخصصة، لوضع إستراتيجيات ورؤى مشتركة للتحرك الجماعي الفاعل لاحتواء الآثار السلبية للجائحة، وأن الجامعة العربية تسعى لتعزيز الاستجابة العربية المواجهة أزمات مشابهة في المستقبل ولعل أبرزها قضايا التغير المناخي والنزوح واللجوء والإتجار بالبشر.
وقال ممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أنه استوقفه محور الجلسة الرابعة من أشغال المنتدى والمتضمن البعد الشعبي لدعم وتطوير منظومة العمل العربي المشترك، لأن البعد الشعبي يعد من أولويات الجامعة العربية في إطار تطوير وانفتاح عمل الجامعة، ويعكف الفريق الذي ترأسه الجزائر على إعداد الصياغة النهائية لمعايير موحدة يلزم توافرها لدى منظمات المجتمع المدني العربية لمنحها صفة مراقب في أجهزة وآليات الجامعة العربية التي اعتمدت يوم 27 ديسمبر من كل سنة يوما عربيا لمنظمات المجتمع المدني المدعوة للمساهمة بفاعلية لإحياء هذا اليوم لنشر الوعي حول القضايا الوطنية والقومية.
بن ودان خيرة
عبد الرحمان حمزاوي رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني
التأطيــــر والتعبئـــة يحميان الشبـــــاب من الأجنــدات المشبوهــــة
قال عبد الرحمان حمزاوي رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، إن الجزائر عرفت منذ انتخاب عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية، مسارا من الإصلاحات الشاملة توجها دستور 2020 النابع من الإرادة الشعبية، وأرسى لجزائر جديدة مبنية على أساس دولة القانون والحريات وعلى مبادئ العدالة والديموقراطية والشفافية، وأنه على هذا الأساس تم تنصيب هيئات جديدة من بينها المرصد الوطني للمجتمع المدني وهو هيئة استشارية تعنى بشؤون وقضايا المجتمع المدني، معتبرا إياه فضاءا للحوار والتشاور وترقية عمل ومكانة المجتمع المدني في البلاد وتكريسه كقوة اقتراح وشريك فعلي وفعال للسلطات العمومية على المستويين الوطني والمحلي.
وأردف عبد الرحمان حمزاوي في كلمته الافتتاحية لمنتدى تواصل الأجيال، أن البلاد العربية تزخر بطاقات شبانية هائلة وبفعاليات مجتمعية نشطة، يجب تأطيرها وتعبئتها في خدمة قضايا أوطانها ومجتمعاتها، وهذا لحمايتها من مساعي جهات غير مسؤولة تعمل على استثمارها وتوظيفها بما يخدم مصالح ضيقة وأجندات وأهدافا مشبوهة تندرج في الكثير من الأحيان ضمن القضايا الوطنية، وإن لم يتم التكفل بتلك الفئات الشبانية النشطة ستكون دون شك مصدرا لتهديد استقرار الدول العربية، وعليه يجب وفق المتحدث، خلق مؤسسات وفضاءات لها للتعبير عن انشغالاتها وآمالها حتى يتم بناء مستقبل مع الضمائر الحية المتشبعة بتوابثها والمتحصنة بتاريخ أمتها وقيمها الحضارية حتى تتمكن الدول العربية من مواجهة محاولات تدمير أجيال الأمة وقتل آمالها وتحطيم طموحاتها.
مشيرا أن العمل العربي المشترك ينطلق من إرادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لتوطيد أواصر روابط الأخوة والصداقة مع دول الوطن العربي التي تمثل العمق الحضاري المشترك، كما تنبثق من القناعة الراسخة بأن كسب الرهان لمواجهة مختلف التحديات، يقتضي اعتماد مقاربة شاملة ترتكز على رؤية مشتركة لتوطيد دعائم التضامن العربي إزاء قضايا الساعة وكذا العمل على تعزيز وسائل الانسجام والتلاحم باعتبارها عاملا جوهريا لطموحات وتطلعات الأمة العربية أبرزها الأمن والاستقرار والتنمية.
وأكد حمزاوي أن التاريخ والذاكرة هما مصدر إلهام للأجيال العربية على مر العصور، وعليه ستظل نضالات الشعوب العربية وخاصة نضال الشعب الفلسطيني محفورا في صفحات التاريخ وفي المرجعية التي تؤسس عليها طموحات وآمال الأجيال الحالية والقادمة في الحرية والكرامة والتلاحم والتضامن المشترك في مواجهة التحديات،وأن الحرص على التاريخ والذاكرة، هو نابع من الصفحات المجيدة لنضالات الشعوب العربية والمصير المشترك الذي يجب أن ينأى عن أي مساومات أو مزايدات وأن يشكل منطلقا جوهريا لترسيخ الثقة وإرساء علاقات التعاون الدائم بين الدول العربية.
مضيفا أن علاقات التعاون والشراكة بين البلدان العربية حققت مكتسبات مهمة في عدة محطات، لكنها اليوم تستحق توفير شروط ترقيتها وتذليل ما تبقى من الصعوبات والتحديات للوصول إلى التنمية المشتركة والمستدامة التي تتطلع إليها الشعوب العربية، وهذا حسب المتحدث ما يتم السعي لدراسته ضمن فعاليات أشغال المنتدى من خلال فتح فضاء للحوار والتشاور وبلوغ بلورة تصور عام لدعم العمل العربي المشترك في ظل تطورات الهيكلية التي تشهدها العلاقات الدولية في الوقت الراهن، وكل ما تعلق بالأمن الطاقوي والصحي والتغيرات المناخية.
مستطردا أن المنتدى يأتي في سياق مليء بالتحديات ومفتوح أمام كل الرهانات، وهذا ما يتطلب من الجميع وعيا عاليا بالقضايا والظروف التي تعرفها البيئة الوطنية والدولية، كما يقتضي مساهمة وانخراطا لكل فعاليات المجتمع المدني في الدول العربية انطلاقا من كونها قوة اقتراح وشريكا فاعلا في رسم السياسات، أو من خلال دورها في تعزيز القيم والروابط التي تنفع الشعوب العربية، ويأتي المنتدى دعما للمساعي والجهود التي تبذلها الجزائر في سبيل ترقية العمل العربي المشترك بهدف تمكين الجميع لتقديم المساهمات حول سبل معالجة مختلف التحديات الراهنة التي تواجه العالم العربي وفق مقاربة مستحدثة تؤازر المؤسسات التقليدية بما يتيح للمجتمع المدني الفضاء الواسع للعب أدواره كشريك دائم في تسيير الأزمات ومواجهة التحديات جنبا إلى جنب مع السلطات الرسمية.منوها بأن المنتدى سانحة لبلورة توصيات تؤسس لمرحلة هامة في مسيرة تمكين فعاليات المجتمع المدني العربي للمساهمة في الشؤون والقضايا العربية.
بن ودان خيرة
وزير الخارجية والجالية الجزائرية بالخارج رمطان لعمامرة
ثورة نوفمبر كانت عنوانا لوحدة الصف العربي
أكد وزير الخارجية والجالية الجزائرية بالخارج رمطان لعمامرة، أن منتدى تواصل الأجيال، ينعقد قبل أسابيع عن القمة العربية التي تتزامن والذكرى الثامنة والستين لاندلاع الثورة التحريرية الوطنية، والتي كانت عنوانا لوحدة الصف العربي وتضامن الشعوب والدول العربية مع نضال وكفاح الشعب الجزائري التحرري، وستكون هذه المناسبة أي القمة العربية التي ستنعقد بالجزائر، رسالة توجه للأجيال الصاعدة عبر كل ربوع الوطن العربي حول دور ثورة نوفمبر 1954 في توحيد الصفوف العربية وترسيخ قيم التضامن والتآزر والتلاحم بين الشعوب العربية بكل أطيافها وأجيالها.
وأوضح لعمامرة أمس في كلمته التي قرأها نيابة عنه ممثله نور الدين عوام خلال افتتاح فعاليات منتدى تواصل الأجيال العربي، أن القمة العربية سنة 2005 بالجزائر، سبق وأكدت على أهمية مواصلة مسيرة التطوير والتحديث في الوطن العربي وفتح المجال للمجتمع المدني وإشراكه في مسيرة التنمية المستدامة، وأن أهم ما يمكن تلخيص به الوضع في الجزائر هو حرص وتأكيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في عدة مناسبات على أن المجتمع المدني هو الحليف الأول لتحقيق استقامة الدولة، ومن هذا المنطلق فقد ألح رئيس الجمهورية على ضرورة إدماج المجتمع المدني ومساعدته في تنظيم صفوفه وخلق كل الهيئات على المستوى الوطني والمحلي، وأضاف لعمامرة أن إنشاء ودسترة المرصد الوطني للمجتمع المدني ومنحه الصفة الاستشارية، هو خير دليل على هذا التوجه، مبرزا أن لمنتدى تواصل الأجيال أهمية من خلال التطرق لسبل تفعيل دور المجتمع المدني العربي في معالجة أهم القضايا التي تهم العالم العربي وكذا انشغالات وطموحات الشعوب العربية، وأنه سيساهم في الجهد الجماعي لبلورة رؤية جديدة موحدة لمواجهة التحديات الراهنة، وعلى هذا الأساس وفق لعمامرة، فإن المسعى سيكون مطابقا للهدف الذي كرسه العقد العربي لمنظمات المجتمع العربي المدني "2016 – 2026" الذي اعتمدته جامعة الدول العربية والمبني على ضرورة التفاعل على التغييرات التي تشهدها المنطقة العربية ومواكبتها على المستويين الإقليمي والدولي، أما على الصعيد الوطني، فإن من الأهمية أن يكون المجتمع المدني رديف الحكومات في العمل من أجل التنمية ويكمل دورها ويتفاعل معها في رفع الأعباء والمشكلات في البلدان العربية.
وأضاف وزير الخارجية في كلمته، أن المنتدى يهدف أساسا لتوسيع مشاركة مكونات المجتمع المدني وتفعيل أدوارها في منظومة العمل العربي، وهو يندرج أيضا ضمن سلسلة المبادرات الرامية لإعطائها دورا فعالا وفق مقاربة تشاركية مع مختلف المؤسسات الرسمية للبلدان العربية، قصد تعزيز إدراج المنطقة العربية كأولوية رئيسية على الأجندات الإقليمية والدولية، كما أن منتدى تواصل الأجيال، هو فرصة هامة لإحياء الذاكرة التاريخية للشعوب العربية بأبعادها الثقافية و الحضارية التي تمثل أحد ركائز الهوية الوطنية للأمة العربية والتي يجب الحفاظ عليها ووضع إستراتيجية لها، كما أن الذاكرة هي عنصر هام لبناء وتعزيز لحمة المجتمعات العربية ومد جسور التواصل فيما بينها.
خيرة بن ودان
الخبير في الشؤون الاستراتيجية والأمنية الدكتور برقوق محند
قمة الجزائر سترفع منسوب الإجماع العربي
قال الخبير في الشؤون الإستراتيجية والأمنية الدكتور برقوق محند، أن القمة العربية المقبلة بالجزائر ستعيد العالم العربي لنصابه برفع منسوب الإجماع وبأقل اختلافات، وأنها ستكون الأفضل على مستوى مسار القضية الفلسطينية وعلى مستوى إصلاح ذات البين.
و أوضح أن العمل العربي المشترك سبق وأن أسس للأمن القومي العربي ولعدة منظمات عربية، والجامعة العربية التي تأسست في ظرف عربي معين وتم إصلاحها في 2005، يجب عليها اليوم، أن تأخذ بعين الاعتبار مختلف التحولات، فالمنطقة العربية هي منطقة تنافس وصراع مستقبلي على المستوى الإستراتيجي بين القوى الموجودة والقوى الصاعدة، كما أن القضية الفلسطينية لم تعد في مركزيتها وهي بمثابة العنصر المحصن للوطن العربي، مردفا أيضا أن إصلاح الجامعة العربية يجب أن يكون متوافقا والتطلعات الديموقراطية للشعوب العربية، وأن يكون على مستوى هيكلة وتنظيم وتسيير الجامعة مثلا حتى لا تبقى مؤسسة إقليمية حكرا على طرف دون غيره، وعرج الدكتور برقوق في تصريح صحفي على هامش المنتدى، على الجانب الاقتصادي معتبرا أن مستوى التبادل التجاري والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية ضعيف، مبرزا أن بناء امن قومي مشترك يجب أن تسايره نظرة مشتركة وتنمية قائمة على الاستثمار وترقية وتفعيل مناطق التجارة الحرة.
من جانب آخر، ثمن الدكتور برقوق فعاليات منتدى تواصل الأجيال للمجتمع المدني العربي، خاصة وأنه من بين الحضور صناع الرأي في الوطن العربي لما لهم من تأثير على المجتمعات كونهم سيحملون معهم رسائل يوزعونها في بلدانهم في ظل الديناميكية الجديدة للمواطنة وبالتالي المساهمة في إنتاج ثقافة جديدة للعمل العربي المشترك، كما ميز المنتدى حضور أغلب الدول العربية وفعاليات المجتمع المدني العربي، ووفق المتحدث، فالجزائر منذ 1963 وهي حريصة على تنفيذ التزاماتها المالية إزاء جامعة الدول العربية وملتزمة بالحضور للقمم العربية التي لم تغب عنها ومبادرة بتنفيذ القرارات، وفي قمة 2005 التي احتضنتها الجزائر تم خلق آلية البعد الشعبي، ورغم أنه بفضل هذه الآلية تمت مشاركة المجتمع المدني في عدة نقاشات تخص الشأن الوطني، بينما وفق الدكتور برقوق فإن مسارات الشعوب العربية غير متشابهة، مضيفا أن وجود النصوص القانونية والإطار التشريعي الواضح هو الذي يخلق البيئة الحاضنة للمجتمع المدني و ظروف الممارسة، فبعد 2011 ظهرت المنظمات غير الحكومية العربية التي غالبا ليست لها قاعدة شعبية والكثير منها مرتبط بالخارج، وبالتالي فإن بروز المجتمع المدني وترقية دوره في ظل البيئة الحاضنة والفعالية والمصداقية، سيسمح له بأن يؤثر على التوجهات المحلية والوطنية مما يعطي أيضا بعدا ديموقراطيا للنشاط الجمعوي.
بن ودان خيرة