افتتحت أمس أشغال المؤتمر الثالث للاتحاد العربي للنقابات بفندق الميريديان بوهران تحت شعار «الحوار الاجتماعي سبيلنا من أجل التعافي الاقتصادي والاجتماعي»، بحضور أزيد من 200 مندوب نقابي يمثلون المنظمات النقابية العربية قادمين من 15 دولة وهي الجزائر، فلسطين، السودان، الكويت، الأردن، لبنان، العراق واليمن، سلطنة عمان، البحرين، مصر، ليبيا، تونس، موريتانيا والمغرب، إلى جانب نقابات من قارة آسيا ومن إفريقيا وأمريكا وأوروبا، وكذا ممثلين عن منظمة العمل الدولية والإتحاد الأوروبي، ومن الجزائر وبالإضافة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، حضر الإتحاد الوطني لأرباب العمل، النقابة المستقلة لعمال الإدارة المحلية، الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، النقابة المستقلة للقضاة.
بن ودان خيرة
وستتوج أشغال المؤتمر اليوم الخميس، بانتخاب رئيس جديد للاتحاد وأعضاء هيئة الرئاسة واللجان الخاصة، وهذا بعد المصادقة على اللوائح والتقارير، علما أنه تم تنظيم في الفترة ما بين 7 و 11 سبتمبر الجاري مؤتمر الشباب النقابي العربي، تلاه المؤتمر الأول للمرأة العربية النقابية على مدار يومين وهذا بفندق الميريديان بوهران.
* وزير العمل والضمان الاجتماعي يوسف شرفة
دستــــور 2020 عـــزز الممارســة الحـرة للحق النقابـــي
أشاد وزير العمل والضمان الاجتماعي يوسف شرفة أمس، بأن الجزائر تشهد تغيرات وإصلاحات مستمرة على الصعيدين السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وأبرز محطة هي مراجعة الدستور في 2020 والذي تضمن ضمان المزيد من الحقوق والحريات الفردية والجماعية من بينها تعزيز الممارسة الحرة للحق النقابي، كما تم إدراج عدة تعديلات على المستوى التشريعي بعد استشارة المنظمات النقابية حول ترقية الحرية النقابية وحماية المندوبين النقابيين وظروف العمل، وكذا تحسين العلاقات المهنية والوقاية من النزاعات الجماعية في العمل.
وقال وزير العمل والضمان الاجتماعي يوسف شرفة أمس في كلمته خلال افتتاح أشغال المؤتمر الثالث للاتحاد العربي للنقابات بوهران، أن الجزائر قامت على المستوى الاقتصادي بتعزيز آليات الإنعاش الاقتصادي من خلال إصلاح القانون المتعلق بالاستثمار، ومرافقة الشركات التي تواجه صعوبات اقتصادية ومالية بسبب الأزمة الصحية، وهذا بغرض حماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعمال، أما على صعيد الحماية الاجتماعية، فتم تأسيس منحة البطالة التي دخلت حيز التنفيذ في مارس 2022، إلى جانب إدماج الشباب في مناصب شغل دائمة، مثمنا دور الإتحاد العام للعمال الجزائريين والمنظمات النقابية، في توطيد ثقافة الحوار والتشاور والسلم الاجتماعي على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية، أن الجزائر بصفتها عضوا في منظمة العمل الدولية وتشبعت بقيمها منذ بداية الاستقلال وخصوصا ترقية الحوار الاجتماعي.
وعرج الوزير على أشغال المؤتمر الثالث للاتحاد العربي للنقابات، الذي قال أنه سيفتح آفاقا جديدة للمضي قدما وبخطى ثابتة نحو تقدم وازدهار العمل النقابي العربي، فهو يأتي دعما للجهود الرامية إلى تقوية وتطوير الشراكة والتعاون على المستوى الإقليمي والدولي مع المنظمات النقابية، والتطلع لكل الآفاق الممكنة من أجل إثراء الحوار الاجتماعي على جميع المستويات، مردفا أن مبادرات الإتحاد العربي للنقابات منذ نشأته، تهدف لترقية الحوار الاجتماعي، وأبرز محطة في هذا السياق حسب الوزير، هو إشراف الإتحاد العربي على برنامج التعاون الذي تعتبر الجزائر طرفا فيه والمتمثل في ضرورة النهوض بالحوار الاجتماعي في جنوب المتوسط، والذي يأتي في سياق المساعي الرامية لمعالجة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لجائحة كورونا.
مضيفا أن الإتحاد العربي للنقابات على مستوى عال من المسؤولية والوعي بضرورة التصدي لتلك التداعيات ومخلفات الأزمة الصحية، وتكريس حقوق العمال في المنطقة العربية والمحافظة على مكاسبهم، مما يفضي لإنجاح جهود التنمية وبناء اقتصادات منتجة وخالقة للثروة ومناصب الشغل، فضلا عن هذا فإن الإتحاد العربي واع بأهمية الدفاع عن مصلحة العامل العربي ككل والعمال الفلسطينيين بصفة خاصة. للإشارة فقد كرم اتحاد عمال الكويت وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي يوسف شرفة، على هامش جلسة افتتاح الدورة الثالثة لمؤتمر الإتحاد العربي للنقابات.
* مازن المعايطة رئيس الاتحاد العربي للنقابات
الشراكــة الاجتماعيــة دافع قــوي للنهــوض بالاقتصـــاد
أوضح أمس رئيس الإتحاد العربي للنقابات العربية مازن المعايطة، أن المرحلة القادمة هي مرحلة تعافي اقتصادي عربيا ودوليا، ولكن تواجهها العديد من التحديات ولا بد من وضع الخطط الكفيلة التي تمكن النقابات والعمال العرب من تجاوز العقبات، مشيرا لضرورة الاعتماد على الحوار الاجتماعي الذي يكرس مفهوم الشراكة الاجتماعية بين الشركاء، وهو أكبر دافع للنهوض بالاقتصادات وجعلها تتعافى بشكل جدي.
وأضاف مازن المعايطة رئيس الإتحاد العربي للنقابات، أن المؤتمر الثالث الذي احتضنته الجزائر، يؤسس لمرحلة جديدة بعد 8 سنوات من وجود الاتحاد العربي للنقابات الذي بدأ قويا وسيبقى قويا بعد سنوات من التحديات والتوترات الاجتماعية والمتغيرات السياسية والعقبات الاقتصادية والمالية، خاصة بعد جائحة كورونا التي أثرت بشكل كبير على شريحة العمال الذين هم الطرف الأضعف في المعادلات الاقتصادية، وكان لزاما على الإتحاد أن يواجه تلك الأزمة الصحية بقوة وصلابة بالاعتماد على سواعد هؤلاء العمال الذين نجحوا في رفع التحدي، مقدما شكره للاتحاد العام للعمال الجزائريين وكل من ساهم في إنجاح لقاء النقابات العربية بالجزائر.
للتذكير، فإن العهدة الرئاسية لمازن المعايطة تنتهي اليوم الخميس وسيتم إعادة انتخاب رئيس جديد للاتحاد العربي للنقابات لعهدة تدوم 4 سنوات.
* الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين سليم لعباطشة
الحــــوار الاجتماعــــي مرتكــــــز أســـاســـــي للتعـــــافي الاقتصــــــــادي
أكد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين سليم لعباطشة أمس، أن منظمته النقابية وباعتبار ما تستنير به من مقاربات عملية لتعزيز الفعل النقابي، ترى أن التجسيد الأمثل للغايات المنشودة لا ينفصل عن تعزيز الحوار الاجتماعي كمرتكز ضروري لتجسيد التنمية الشاملة وتحقيق التعافي الاقتصادي وإرساء الحوكمة والارتقاء بالمؤسسات وتشجيع العمل اللائق بما يعود بالخير على الشرائح العمالية، وهذا في سياق مقاربة مشتركة ذات أبعاد استراتيجية والتواصل الجاد والفعل التعاوني المستدام والعمل التشاركي التكاملي في كل القطاعات، وتشجيع الإنتاج في كنف الاستقرار.
وأوضح الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين سليم لعباطشة في كلمته أمس الافتتاحية لأشغال المؤتمر الثالث للإتحاد العربي للنقابات الجارية فعالياته بفندق المريديان بوهران، أنه في عالم تتسارع فيه الأحداث وخاصة التداعيات غير المسبوقة على السوق العالمية في خضم جائحة «كوفيد 19»، ورغم إكراهات هذه الأزمة الصحية على الصعيد الإنساني وعلى مستوى الوظائف وما ترتب عنها من آثار على وسائل التوريد وسوق العمل، إلا أنها تعد محطة هامة أبانت عن نجاعة المساعي الإستراتيجية الفعالة في البلدان العربية لمواجهة الوباء بثبات وبصيرة، وأن الفعل التضامني النقابي كان في قلب الحدث تعزيزا لثقافة السلامة والصحة والعمل من أجل تجاوز الأزمة، إلى جانب إرساء الرؤى العملية من أجل التعافي الاقتصادي والاستقرار المهني والاجتماعي، واليوم يجب إيجاد الآليات المناسبة للتدارك الكلي لما ترتب عن الأزمة الصحية وفق لعباطشة.
و أضاف أن الجزائر التي ألهمت الأمم بملحمة التضحية والشموخ، تعتز باختيارها لاحتضان المؤتمر الثالث للاتحاد العربي للنقابات على أرض الكفاح والنضال، فهذا المؤتمر الثالث يجمع النقابات العمالية الراسخة في النضال في كنف صرح نقابي واحد، وهو أيضا منبر يجمع الأصوات النقابية المنصفة والعادلة التي تكرس الحوار البناء والخطاب المتفتح و تثبت المسعى النضالي القويم في سبيل الارتقاء الاجتماعي والاقتصادي ورفاه الشعوب، مؤكدا أن احتضان الجزائر لهذه المناسبة الهامة، دلالة أكيدة على العناية الجلية التي توليها للعمل النقابي إقليميا ودوليا في خضم الأعراف المتجذرة الداعمة للنضال الخالص و للقيم الإنسانية وحفظ السلام وتغذية الاستقرار، وأن في رصيد الجزائر أسوة في التحلي بمواقف التآزر لمصلحة الشعوب ونموذج للارتقاء بالحوار والشراكة الاجتماعية في عالم الشغل، خدمة للازدهار الاقتصادي والاجتماعي لدول الوطن العربي، مبرزا كذلك أن يد الإتحاد العام للعمال الجزائريين ممدودة لكل شأن نضالي ولا تتأخر عنه في كل منتدى ومنبر لإشعاع المقاربات المتزنة والرؤى السديدة.
وأردف لعباطشة، أن الرسالة القويمة التي يرفعها الاتحاد العربي للنقابات وجهوده النبيلة، تسعىلتحقيق التطلعات على الصعيدين العربي والدولي من أجل آفاق أفضل وارساء المواقف الثابتة وخدمة للقضايا العادلة، مشيرا إلى أن الأدوار الرائدة والغايات المثلى التي يزخر بها الإتحاد العربي للنقابات جديرة بالإشادة والتثمين، والاعتزاز برسالته القائمة على تعزيز الحريات النقابية والمساواة والنهوض بأوضاع العمال، وأيضا العناية بمكانة المرأة العربية النقابية العاملة والدفاع عن حقوقها وحمايتها، كما يحرص الإتحاد العربي للنقابات على تطوير عمل الشباب وتوسيع الجهود العربية لمحاربة البطالة والعمل الهش، في سياق ما يصبو لإرسائه من سياسة تنموية تشاركية شاملة ومستدامة تكفل الرفاه للفئات الاجتماعية في البلدان العربية.
مبرزا أن تجسيد أهداف الإتحاد العربي للنقابات، يقوم على الشراكة المثمرة والحوار البناء من أجل تعزيز الحقوق والارتقاء بعالم الشغل بما يتجاوب وأهداف الألفية ويتماشى مع التطلعات الإستراتيجية للاتحاد الدولي للنقابات ومنظمة العمل الدولية، وبما يخدم منطلقات الإتحاد العربي للنقابات من أجل خوض الرهانات على المستوى الإنساني والاجتماعي والاقتصادي والبيئي.
وجدد الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين وقوف المركزية النقابية وتضامنها الدائم مع الشعب الفلسطيني، ومساندته بقوة في الدفاع عن حقه في تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأشاد لعباطشة بدور الإتحاد العربي للنقابات الداعم الجوهري والدائم للشعب الفلسطيني، في نصرة القضية الفلسطينية والنضال من أجل أن يضطلع المجتمع الدولي بدوره في توفير الحماية للشعب الفلسطيني والتصدي لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وخرقه لقرارات الشرعية الدولية.