أكد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، الطيب زيتوني، أمس، من العاصمة أن تعزيز مكانة المرأة يحتاج إلى مسار سياسي ومجتمعي سمته التنافسية والنشاط المستمر والمتواتر للمرأة حتى تتمكن من بلوغ المراكز اللائقة بها عن جدارة واستحقاق ودون واسطة من أي جهة سياسية، خلافا لمبدأ الكوطة الذي ينقص من قيمة المرأة الجزائرية ويفقدها شرعية القرار.
وأوضح زيتوني في كلمته الافتتاحية لأشغال اللقاء الوطني للمرأة، المنعقد بسيدي فرج، تحت عنوان ‘’ المشاركة السياسية للمرأة’’، أن تنصيب هذه اللجنة يأتي لتأكيد عناية الحزب بهذه العملية الهيكلية تحضيرا للمواعيد والاستحقاقات القادمة، مبرزا أهمية إجراء هيكلة عادلة وسلسة وديمقراطية للجان المحلية للمرأة في صفوف الحزب.
وأشار ذات المسؤول، في هذا الصدد إلى أن تنصيب اللجنة الوطنية للمرأة، يأتي ضمن توجه القيادة الوطنية للحزب للتكيف مع دستور 2020 وكذلك قانون الانتخابات 2021، سيما وأن الاستحقاقات القادمة تستوجب – كما ذكر - اعتماد مبدأ المناصفة في القوائم الانتخابية، بعدما تم تعليق هذا الشرط بشكل استثنائي خلال التشريعيات والمحليات السابقة بالنسبة للدوائر الانتخابية التي لم تتمكن من تحقيقه.
وأشار زيتوني في هذا السياق إلى أنه سيتم لاحقا توجيه الخلايا المحلية للإعلام والاتصال والتواصل الاجتماعي، بعد إتمام هيكلتها، إلى إبراز النماذج النسوية الناجحة ولاسيما في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأهمها المرأة الريفية والنساء سيدات الأعمال.
كما دعا المتحدث، نواب الأرندي في البرلمان بغرفتيه إلى إثارة نقاش حقيقي وجاد على مستوى المؤسسة التشريعية نحو الترقية الشاملة للمرأة، حتى لا تظل – كما قال - مجرد ديكور في المناسبات الانتخابية.
وشدد الأمين العام للأرندي على ضرورة فسح المجال للكوادر النسوية، لتولي المناصب القيادية، و التموقع في المؤسسات المنتخبة والسياسية وفق معايير الكفاءة والنزاهة والالتزام، وكذا فسح المجال أمامها في مجال الأعمال والإنتاج الفكري وإنتاج الثروة إلى جانب دورها الهام في تربية الأجيال.
وأعرب بالمناسبة علن أمله في أن ‘’ يُثري قانون الاستثمار الجديد بعد صدور نصوصه التنظيمية، بيئة الأعمال في الجزائر، ويشجّع المرأة على التوجه إلى مختلف قطاعات الاستثمار لتتعزز لدينا كتلة لسيدات الأعمال»، وأبدى بالمناسبة تفاؤله بأن يحدث الواقع الجديد للاستثمار، ديناميكية لتشجيع الاستثمار في كافة المجالات، وبالتالي تحسين مناخ الأعمال في الجزائر وتنويع الصادرات خارج المحروقات.
وبعد أن سجل بأن المرأة الريفية لم تنل بعد حقها في الاستفادة من برامج التكوين والدعم والترقية والتشغيل التي توفرها الدولة لساكنة المناطق الريفية والنائية، أشار الطيب زيتوني إلى أن حزبه يتقاطع مع رئيس الجمهورية في التزامه الانتخابي رقم 44 والذي تعهد فيه بتخفيض معدل البطالة بنسبة كبيرة خاصة في أوساط الشباب و النساء بواسطة حزمة من الإجراءات.
و أعتبر في هذا الصدد أن الوضع يستلزم تصحيح الاختلالات المسجلة في العهد السابق، مشددا أن ‘’النهوض بالريف وجعله قطاعا منتجا للثروة لا مستهلكا فحسب، يـمرّ حتمًا عبر، وضع سياسات عمومية لترقية العمل العائلي والاهتمام بالمرأة الريفية اهتماما جادا وفعليا يليق بالتضحيات الجسام التي قدمتها النساء ساكنات الريف خلال الثورة التحريرية ثم أثناء سنوات الدم والدموع’’.
من جهة أخرى حيا زيتوني الجهود التي تقوم بها الجزائر لتجميع الصف العربي كما حيا جهود الجيش الشعبي الوطني والمؤسسة الأمنية لحماية البلاد والممتلكات العمومية والخاصة ودرء الأخطار الإقليمية في هذا الظرف المشحون والعصيب في المنطقة.
ع.أسابع