دعا وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة إلى ضرورة وضع حد لتهميش الدول النامية ضمن المؤسسات الدولية والحوكمة الاقتصادية. مشددا على ضرورة إقامة نظام اقتصادي دولي جديد يقوم على الإنصاف والمساواة في السيادة والتكافل والمصالح المشتركة والتعاون بين جميع الدول.
وسلط لعمامرة خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري لمجموعة الـ77 والصين، الضوء على تأثير هذا الظلم التاريخي الذي يظل مصدراً ثابتاً لعدم الاستقرار. ودعا في هذا الصدد إلى إقامة نظام اقتصادي دولي جديد يقوم على الإنصاف والمساواة في السيادة والتكافل والمصالح المشتركة والتعاون بين جميع الدول.
من جانب آخر، اجتمع وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, رمطان لعمامرة, يوم الجمعة بنيويورك, مع الفريق رفيع المستوى حول الأمن والتنمية في الساحل بقيادة الرئيس السابق للنيجر، محمدو إيسوفو, و ذلك في إطار مشاركته في أشغال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقد تركزت المحادثات مع رئيس وأعضاء الفريق حول التحديات السياسية والأمنية والتنموية في منطقة الساحل والصحراء وآفاق معالجتها, حيث أحاط السيد لعمامرة ضيوفه بالجهود التي تبذلها الجزائر لاستعادة الأمن والاستقرار, وتشجيع التنمية في هذا الفضاء الذي يمثل جوارها المباشر. كما أطلعهم على المبادرات التي أطلقتها الجزائر بهدف تعزيز التعاون الإقليمي وتنشيط الآليات العملياتية التي تجمع دول المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الفريق قد تم تأسيسه بالتعاون بين الأمم المتحدة والإتحاد الافريقي, وكذا المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا, حيث تم تنصيب أعضائه رسميا يوم 22 سبتمبر. وتشمل العهدة الموكلة إلى الفريق إجراء تقييم مستقل وتقديم توصيات محددة لمعالجة التحديات التي تواجهها دول منطقة الساحل والصحراء, وتعبئة الموارد اللازمة لضمان استجابة مستدامة لها.
ويتألف الفريق تحت قيادة الرئيس السابق للنيجر محمدو إيسوفو من دونالد كابروكا, وزير المالية السابق في رواندا والرئيس السابق لبنك التنمية الإفريقي, والسفيرة ليلى زروقي, ممثلة الأمين العام السابقة والرئيسة السابقة لبعثة مونوسكو (بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو.الديمقراطية), وسوياتا مايغا, المحامية والرئيسة السابقة للجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب, و محمد بن شمباس, ممثل الأمين العام السابق لغرب افريقيا والساحل.
وعلى هامش أشغال الدورة، أجرى الوزير لعمامرة سلسلة من اللقاءات الثنائية مع العديد من نظرائه من الدول الأوروبية والافريقية، حيث تم التطرق بهدف التشاور والتنسيق إلى أهم البنود المدرجة على جدول أعمال الدورة الحالية. كما شكلت هذه اللقاءات فرصة لإطلاع الشركاء الأجانب بالجهود والمساعي التي تبذلها الجزائر لتعزيز السلم والأمن في جوارها الاقليمي وكذا على الساحتين العربية والافريقية.
حيث أجرى, أمس , محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف وشكلت المحادثات فرصة لاستعراض مختلف جوانب الشراكة الاستراتيجية بين الجزائر وروسيا وسبل تعزيزها في أفق الاستحقاقات الثنائية المقبلة.
في هذا السياق, جدد الوزير لافروف التأكيد على الدعوة الموجهة إلى رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, من قبل نظيره الروسي فلاديمير بوتين للقيام بزيارة رسمية إلى موسكو.
من جهة أخرى, تبادل الوزيران وجهات النظر حول أهم قضايا السلم والأمن المطروحة على صعيد القارة الافريقية, حيث جددا عزمهما على تنسيق جهودهما للدفع بالمساعي الرامية إلى "تفعيل حلول افريقية للمشاكل الافريقية".
كما شكل اللقاء الذي جمع الوزير لعمامرة مع نظيرته السلوفينية، تانيا فايون، فرصة لتباحث عديد المواضيع والتنسيق بشأن ترقية ترشيحي البلدين لعضوية مجلس الأمن في نفس الفترة 2024-2025. كما تم التوقيع بهذه المناسبة على اتفاقية حول التعاون الاقتصادي وتأسيس اللجنة الحكومية المشتركة.
كما تباحث لعمامرة مع نظيره من مملكة هولندا، فوبكه هويكسترا، حول آفاق تعزيز الشراكة بين البلدين خدمة لأجندة السلم والأمن والتنمية في منطقة الساحل والصحراء، وتبادل الوزيران وجهات النظر حول القضية الفلسطينية وجهود الجزائر الرامية لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، كما التقى لعمامرة، أيضاً مع نظيره البرتغالي، جواو جوميز كرافينيو، حيث تطرقا معاً إلى مسائل تتعلق بالتحضير للاستحقاقات الثنائية المقبلة، مشددين على أهمية تثمين الإرث التاريخي المشترك بين البلدين لتعزيز شراكتهما الاستراتيجية.
وخلال اللقاء الذي جمعه مع نظيرته البلجيكية، حاجة لحبيب، تناول الطرفان مواضيع عدة متعلقة بالشراكة الثنائية بين البلدين والتوترات الراهنة على الساحة الدولية، فضلا عن مستجدات الأوضاع في منطقتي شمال افريقيا والشرق الأوسط. كما استقبل أيضاً وزير الدولة البريطاني، اللورد طارق محمود أحمد، وتناقش معه حول آفاق تعزيز الشراكة الثنائية والتنسيق حول أهم القضايا المدرجة على جدول أعمال الدورة الحالية، لاسيما تلك المتعلقة بالسلم والأمن.
ومن جانب آخر، وخلال المحادثات الثنائية التي جمعته مع نظيره من جمهورية زيمبابوي، فريديريك شافا، اتفق الطرفان على تكثيف التواصل على مختلف المستويات لتنمية البعد الاقتصادي للعلاقات التاريخية بين البلدين، مع مواصلة الجهود لتعزيز سنة التشاور والتنسيق وتبادل الدعم في الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي. ق و