أعلن وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، أمس السبت، عـن قـرار رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبـون، منح الرئيس الأمريكي الراحـل “جون فيتزجيرالد كينيدي” وسـام أصـدقاء الثورة الجزائرية، مشيرا إلى أن مراسم تسليم هذا الوسام ستنظم في مناسبة لاحقة.
وخلال إشرافه بمعية سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية، إليزابيت مور أوبين، على تدشين لوحة تذكارية مخلدة لذكرى الرئيس جون كينيدي بالساحة التي تحمل اسمه في حي الأبيار بالجزائر العاصمة، أوضح ربيقة أن إقامة وتدشين هذه اللوحة، جاء تنفيذاً لقرار رئيس الجمهورية ‘’عرفاناً من الجزائر لصديق الثورة الجزائرية (جـون كينيدي) الذي عبر عن دعمه ومساندته لحـق الشعب الجزائري في الحرية والاستقلال’’.
وأكد الوزير أن الاحتفاء بهذه القامة العالمية، وفي هذا اليوم الذي يخلد للذكرى الستين للزيارة التاريخية التي قـام بـهـا الـرئيس الراحـل أحـمـد بـن بلـة، للولايات المتحدة الأمريكية، واستقباله بحفاوة كبيرة من طـرف الـرئيس جـون كينيدي، يؤكـد عمـق العلاقـات بـين البلدين الصديقين، وأضاف ‘’إن استحضار قيم مثل هذه الشخصيات الوازنة ذات الأبعاد العالمية، من أصدقاء الثورة الجزائرية، جسر متين للتواصل بين الأمم والضامن الأكيد لتعزيز التعاون والرقي والسلام العالمي’’. وأبرز ممثل الحكومة في كلمته أن الراحل جون كينيدي صاحب مواقـف خـالـدة « وأنه تميز بالشجاعة والانفتاح علـى أفكـار تـحـرر الشـعـوب المستضعفة التي تكافح من أجل نيل حريتها، مشيرا إلى أن التاريخ يسجل للرئيس الأمريكي الراحل، منذ سنة 1957 في خطابه الشهير قوة موقفه في حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره.
كما أشار ربيقة إلى أن الرئيس الراحل جون كينيدي كان سباقا بصفته رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم تهانيـه سـنة 1962، للشعب الجزائـري بنيلـه الحرية والاستقلال، والتعبير عن دعمـه المتميز للجزائر التي كانـت تـضـمد الجراح بعد 132 سنة من الاستعمار.
وقال وزير المجاهدين ‘’ لقد أطلقت الجزائـر اسـم جـون كينيدي على هذه الساحة التي نحـن بـهـا الـيـوم، تخليداً لذكراه المجيدة، ليظل كينيدي أحد الشخصيات العالمية التي سيبقى دعمها المتميز لقضيتنا الوطنيـة في ذاكــرة الشعب الجزائري، مشيرا في ذات الوقت إلى أن للجزائر والولايات المتحدة الأمريكية تاريخا عريقا من العلاقات بين البلدين التي تمتد – كما ذكر – إلى قـرون مـن الـزمـن.
كما أكد الوزير أن العلاقات الجزائرية الأمريكية ‘’ تشهد اليـوم قـفـزات نوعيـة بفضـل إرادة قـادة البلدين، وبناء على ذلك الزخم التاريخي الكبير’’، الذي يعد – كما أضاف مرتكزاً لتعزيز الروابط بين البلدين التي كانت تهدف دوماً إلى خلق أجواء من التعاون في شتى المجالات، وفي مختلف القضايا الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك على المستويين الدولي والإقليمي، والتزامهما الدائم بتعزيز الأمن والاستقرار وترقية الحلول السلمية في العالم أجمع بالنظر للمكانة العالية للبلدين في المحافل الدولية››.
وخلال تدخلها أعربت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية، عن أهمية مشاركتها في الاحتفال ‹› بهذه اللحظة المهمة من تاريخنا المشترك››، مشيرة إلى أنه قبل ستين عامًا من اليوم، استقبل الرئيس كينيدي الرئيس بن بلة في واشنطن، في أول زيارة لرئيس جزائري بعد حصول الجزائر على الاستقلال، مرددا هذه العبارات: «إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم في الولايات المتحدة.... يسعدني بشكل خاص أن أرحب برئيس دولة جديدة تمتد عبر التاريخ لآلاف السنين ولديها مكانة كبيرة لتلعبها الآن ليس في شمال إفريقيا فحسب، ولكن في جميع أنحاء العالم «.
وأضاف كينيدي – حسب ما أكدته أوبين – ‘’مرحبا ببن بلة نأمل أن تمنحكم هذه الزيارة فرصة لتكوين رأي حول الولايات المتحدة وشعبها، وكذلك الاعتراف بيد الصداقة التي نمدها إلى شعب الجزائر في إطار هذه الرغبة المشتركة للحفاظ على استقلالنا الوطني وسلام العالم.»
وقالت أوبين ‘’ بصفتي سفيرة الولايات المتحدة في الجزائر، يشرفني كثيرا أن أستمر في مد يد الصداقة للشعب الجزائري نيابة عن الولايات المتحدة، و أنا فخورة بالإرث الإيجابي لواحد من أكثر الرؤساء شهرة في أمريكا وبالبصمة الخاصة التي تركها هنا في الجزائر».
وأشارت ممثلة الدبلوماسية الأمريكية، إلى أنه ‘’عندما كان عضوًا في لجنة العلاقات الخارجية في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، دعا السناتور كينيدي آنذاك إلى تقديم مساعدات خارجية واسعة النطاق للدول الناشئة في إفريقيا وآسيا، حتى أنه فاجأ زملاءه بالدعوة إلى استقلال الجزائر’’، وأنه في 2 جويلية 1957 أعلن أمام مجلس الشيوخ أن الإمبريالية هي «عدو الحرية» وقدم قرارًا يدعم استقلالكم.
من جهة أخرى أشارت السفيرة الأمريكية إلى أنه ‘’ عندما حصلت الجزائر على استقلالها، أعاد الرئيس كينيدي بفخر التأكيد على روابط الصداقة الأمريكية مع حكومة وشعب الجزائر»، مشيرة إلى أن زيارة الرئيس بن بلة للولايات المتحدة تاريخية بأكثر من ناحية، باعتبار أن بن بلة – كما ذكرت - كان أول رئيس دولة أجنبية يتم الترحيب به في حفل استقبال في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض.
وأعربت المتحدثة عن سعادتها بأن تكون هنا اليوم ( بالجزائر )، لمواصلة أهداف الرئيس كينيدي والرئيس بن بلة المتمثلة في التفاهم المتبادل والسلام والرفاهية والأخوة.
من جهته ثمن الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، عمار بلاني الرصيد النضالي للرئيس الراحل جون كينيدي ووقوفه إلى جانب القضايا العادلة معتبرا أن تخليد ذكراه بهذا النصب التذكاري ‘’ عربون محبة من الجزائر التي لا تنسى أصدقاءها››.
تجدر الإشارة إلى أن مراسم تدشين اللوحة التذكارية المخلدة للرئيس جون كينيدي تمت بحضور، مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالعلاقات الخارجية عبد الحفيظ علاهم، ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية عبد المجيد شيخي، ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالثقافة والسمعي البصري أحمد راشدي.
ع.أسابع