أكّد المجاهد والدبلوماسي الأسبق عبد المجيد صانع، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون اتخذ موقفا عظيما يسجله التاريخ، باحتضان الجزائر للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وأن نجاح هذا المسعى هو شرف للجزائر التي بدأت تسترجع مكانتها الدولية ومواقفها وعادت للنشاط في الساحة الدبلوماسية بعد غياب طويل.
وأكد المجاهد والدبلوماسي الأسبق عبد المجيد صانع أمس في تصريح للنصر على هامش ندوة نقاشية حول كتابه “ صرخات ألم من أعماق واد الرمال” وهذا بكراسك وهران، أن السلطات الجزائرية قائمة بالمهمة كما ينبغي في عدة مجالات ومنها في قضية استرجاع الأرشيف وضبط كل ما يتعلق بالذاكرة مع الطرف الفرنسي، مثمنا المكاسب التي تحققت في هذا الملف لحد الآن، و اعتبر محدثنا أنه من الضروري فصل ملفا التجارب النووية في الصحراء وتسليم خرائط الألغام التي زرعها المستعمر عن باقي الملفات التي ستتولى اللجنة المشتركة دراستها، لأنها تتعلق بحياة الأشخاص بالنظر لأن آثار التجارب لازالت تخلف ضحايا ومعاقين كما أن مساحات شاسعة في الجنوب موبوءة ومتضررة من الإشعاعات النووية، مثلما لازالت الألغام تسقط الضحايا من مختلف الفئات العمرية وخاصة الأطفال، مشيرا أنه سيستغل كل الفرص التي ستتاح له لمواصلة الحديث عن هذين الملفين الاستعجاليين لغاية التكفل بهما.
وأشاد عبد المجيد صانع بدور الدبلوماسية الجزائرية التي قال إنها مرت بمراحل مختلفة منذ الاستقلال، ولكن ظلت وفية للمبادئ التي سار عليها السلف في النضال التحرري، وما نجاح المصالحة الفلسطينية إلا نموذج عن مساعي ونشاط الدبلوماسية الجزائرية السائرة على درب ومبادئ الأجداد، وفي هذا الصدد ذكر المتحدث أنه كان مكلفا بالأعمال ضمن المجموعة الدبلوماسية التي أدخلت أول طائرة “بووينغ” من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الجزائر، وقامت باستيراد أول شحنة قمح من هناك والتي تم إدخالها عبر إيطاليا، حدث هذا حسبه في ظل اعتبار أمريكا أن الجزائر موالية للمعسكر الشرقي، ولكن تم رفع التحدي ونجحت الدبلوماسية الجزائرية في الفترة مابين 1970-1971، مضيفا أن العمل والتحدي تواصلا بعد ذلك.
بن ودان خيرة