كشف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أبو الفضل بعجي، أمس، أن حزبه يعكف على استكمال التحضيرات لعقد المؤتمر الـ11 قبل نهاية العام الجاري، وقال بعجي، بان الإعلان عن الموعد النهائي للمؤتمر، سيكون على ضوء تقدم التحضيرات الجارية والتي دخلت مرحلتها ما قبل النهاية بانتخاب المندوبين، قبل عقد الندوات الجهوية.
قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أبو الفضل بعجي، “إن الإعلان عن تاريخ المؤتمر الحادي عشر سيكون عن قريب ونسعى أن يكون قبل نهاية السنة ولا نريد أن نكون مضغوطين في التحضيرات”. وذلك خلال ندوة صحفية عقدها، أمس، عقب اللقاء الذي جمعه مع المشرفين على عملية انتخاب مندوبي المؤتمر الحادي عشر ورؤساء اللجان الانتقالية.
وأضاف بعجي، بان التاريخ النهائي لانعقاد المؤتمر، سيتحدد على ضوء التحضيرات الجارية والتي دخلت مرحلتها النهائية بانتخاب المندوبين، وهي المرحلة التي وصفها الأمين العام للحزب، بـ»الحساسة والتي يمكن أن تستغرق حوالي أسبوعين»، قبل الانتقال إلى المرحلة التحضيرية الأخيرة بانعقاد المؤتمرات الجهوية وانتخاب المشاركين والمندوبين للمؤتمر المقبل، مشيرا إلى انه سيتم الإعلان عن الموعد النهائي قريبا.
وأوضح بعجي، بان المؤتمر الحادي عشر للحزب، هو «مؤتمر عادي بتحديات استثنائية» كونه ينعقد في سياق وطني جديد بكل ما يفرضه من رهانات سياسية وفكرية، مشيرا إلى أن هناك عملية ترتيب كبرى، وحزبه مطالب أن يجريها ليواكب دوره الجديد، وقال بهذا الخصوص، انه يتوجب على الافلان، تقديم صورة واضحة تحدد مستقبله، وعنوانها الكبير هو أن حزب جبهة التحرير الوطني حيث يكون الشعب وتكون الدولة.
وأشار الأمين العام للافلان، إلى أن التحضيرات دخلت المرحلة ما قبل الأخيرة من البرنامج المسطر، بعد تنصيب اللجنة الوطنية، وتشكيل وتنصيب اللجان الفرعية، ومباشرة إشغالها وإعداد الوثائق الخاصة بها، وبعد تنصيب اللجان الولائية من طرف المشرفين وتشكيل وتنصيب اللجان البلدية وتمكينها من المشاريع المعدة من طرف اللجان الفرعية في الآجال المحددة والتي قال بشأنها، بعجي، أنها نالت اهتمام القواعد النضالية.
وحث بعجي رؤساء المحافظات الانتقالية والمشرفين، على تقديم رسالة من خلال المؤتمر المقبل تخص مكانة الحزب، وأكد أن القيادة الحالية استطاعت أن تعيد الكلمة للمناضلين والثقة مع الشعب بعد ما وصفه بـ “القرارات الفوقية الحمقاء والهمجية التي كانت في السابق”. واستشهد المتحدث بالفوز في ثلاث استحقاقات خلال أقل من سنة للتأكيد على حالة الارتياح التي يوجد فيها الأفلان، مضيفا بأنها: “رسالة واضحة لكل المغامرين والهمجيين والحاقدين على الحزب”.
ورد بعجي على خصومه المطالبين برحيله عن الحزب، مدافعا عن حصيلته، وقال بان قيادة الحزب ومن خلال جهد إصلاحي مكثف وخطاب سياسي صريح ومغاير، وارادة قوية وصارمة، استطاعت أن تعيد الكلمة للمناضلين وشدد الأمين العام للحزب العتيد بأن الجزائر استكملت المؤسسات الدستورية وهي تسعى لتجسيد لم الشمل وبناء جبهة داخلية مساندة للجيش الوطني، وجدد دعم الأفلان لمبادرة لم الشمل التي طرحها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وبخصوص القمة العربية التي عقدت في الجزائر اعتبر بعجي أنها كانت ناجحة بامتياز رغم التصرفات الصبيانية غير المسؤولة التي صدرت عن نظام المخزن في إشارة إلى ما قام به وزير الخارجية بوريطة خلال قمة الجزائر. وتابع: “الرئيس تبون بذل مجهودات جبارة خاصة في إعادة القضية الفلسطينية للواجهة ليتصدر جدول أعمال قمة الجزائر، وبلادنا تسعى اليوم بصدق لتمثل قيم ومواقف التي لا تكون محل مساومة خاصة في دعمها لقضية فلسطين وقضية الشعب الصحراوي”.
وفي كلمته أمام المندوبين، قال الأمين العام للافلان، أن الجزائر التي كانت دائما وفية لمواقفها المبدئية التي هي نتاج الثورة التحريرية، تسعى اليوم بصدق بقيادة الرئيس تبون، إلى أن تتمثل تلك القيم والمواقف في كل ما يحكم سياستها الخارجية، والتي لا يمكن أن تكون محل مساومة أو تنازل عن مبادئها الراسخة، وهو ما يبرز –حسبه- بوضوح «في دعمها للقضية الفلسطينية التي يعتبرها الشعب الجزائري قضية وطنية وجوهرية، وكذا قضية الشعب الصحراوي التي هي قضية تصفية استعمار ولا تراجع عنها».
وفي السياق ذاته، نوه الأمين العام للحزب العتيد بالسياسة الخارجية للبلاد، والتي «استرجعت مكانتها بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون»، مستدلا إلى التصريحات التي جاءت على لسان الأمين العام للأمن المتحدة ومسؤولي الاتحاد الأوروبي والدول الكبرى حول دور الجزائر في إرساء الأمن والاستقرار على مستوى القارة الإفريقية والمحيط المجاور لها.
ع سمير