أشاد المتدخلون في الدورة العاشرة لهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية، و الاجتماع 15 للأمناء العامين لذات الهيئة، أمس بوهران، بدور و مجهودات الجزائر في دعم وتطوير إستراتيجية المكافحة الوقائية للجراد الصحراوي، وبالتالي حماية الإنتاج وضمان الأمن الغذائي لدول الساحل وشمال إفريقيا، ونوه المشاركون باحتضان الجزائر لمقر الهيئة على مدار 20 سنة وتوفير كل المساعدات الممكنة لأحسن أداء.
وتركز أشغال الاجتماع 15 للأمناء العامين لذات الهيئة، المتزامن مع الاحتفال بالذكرى 20 لتأسيس هذه الهيئة والتي كانت بالجزائر في 2002 ، على كيفية تكثيف المكافحة على المساحات التي ترتكز فيها اليرقات عوض المكافحة عند اجتياح الجراد، وسيدرس المجتمعون نقطتين أساسيتين وهما تقييم مخطط العمل المنبثق عن الدورة 19 المنعقدة في تشاد سنة 2018، وإعداد مخطط العمل والميزانية لفترة 2022-2024.
وأكد حميد بن سعد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، في الجلسة الافتتاحية أمس بفندق الميريديان بوهران، أنه بالنظر للتهديد الدائم الذي يشكله الجراد الصحراوي على الأمن الغذائي لبلادنا، فقد التزمت الجزائر منذ الاستقلال بكل حزم وثبات بنمط المكافحة الوقائية لهذه الآفة وجندت جميع الموارد البشرية والمادية اللازمة لاستدامة هذه الاستراتيجة التي من شأنها ضمان التنبؤ المبكر، مؤكدا أنه في آخر غزو لأسراب الجراد في 2004-2005، عالجت الجزائر مساحات قدرت بـ 4,5 مليون هكتار و تم تخصيص أغلفة مالية معتبرة لاحتواء أسراب الجراد واليرقات، كما ساهمت الجزائر وبالتنسيق مع هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية في حشد وسائل التدخل والحماية لصالح العديد من البلدان المتضررة من غزو أسراب الجراد.
وأضاف المتحدث، أنه على مستوى التعاون الإقليمي، لم تتوان الجزائر في الاستجابة بالإيجاب لجميع طلبات البلدان المجاورة من خلال هيئة مكافحة الجراد الصحراوي، لاستقبال الطلبة في الجامعات ومعاهد التكوين، مردفا أنه سيتم توسيع مجال التعاون ليشمل أنشطة البحث والاستكشاف المشتركة بين بلدان المنطقة، وتجسيد برامج العمل المنسقة لتعزيز الوقاية وحماية المحاصيل الزراعية بهدف تعزيز الأمن الغذائي لبلادنا، مشيرا أن مختلف اتفاقيات التعاون المبرمة التي تهدف لتوحيد جهود مكافحة الجراد الصحراوي، وخاصة صندوق الطوارئ الإقليمي وقوة التدخل في المنطقة الغربية، هي ثمرة هذا التنسيق الإقليمي رفيع المستوى الذي هو نتاج جهود هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية التي مقرها الجزائر.
و أبرز أن الفلاحة تتعرض سنويا لمختلف مخاطر الزراعة بالإضافة للآفات المصنفة عالميا كوارث، بالنظر للخسائر الكبيرة التي تسببها وتؤثر سلبا على البلدان المعنية، مؤكدا أن الجراد الصحراوي من بين الآفات الخطيرة التي تهدد بلدان المنطقة دون استثناء وعليه يجب مجابهة هذا الخطر عن طريق الرصد المسبق لبؤر تواجده والقضاء عليه على مستوى مناطق تكاثره، مما يستلزم توفير جميع الوسائل الضرورية لاستكشافه والتدخل المبكر، بالإضافة للمراقبة المشتركة والمستمرة بين بلدان المنطقة “دول الساحل وشمال إفريقيا”، لتجنب غزوات أسراب الجراد، مضيفا أنه لتحقيق ذلك بذلت الجزائر مجهودات كبيرة للحفاظ على أنشطة المصالح المسؤولة عن المكافحة وتعزيزها لحماية الأقطاب الزراعية التي تم تطويرها في جنوب البلاد وعلى مستوى المواقع الدائمة لتكاثر الجراد الصحراوي.
كما أن العديد من المشاريع الاستثمارية، يضيف ذات المتدخل، و المتعلقة بالبناء وإعادة التأهيل التي منحتها السلطات العمومية ما بين 2016-2022 للمعهد الوطني لحماية النباتات، أتاحت لمصالح مكافحة الجراد التواجد في كل مناطق البلاد، وهذا بإنجاز 10 قواعد لوجيستية مجهزة بكل الوسائل اللازمة للتدخل السريع والفعال ضد آفة الجراد، و تم تأسيس مخبر مختص في علوم الجراد بولاية تمنراست ويقع بمنطقة تتميز بانتشار مواقع الجراد، حيث سيضمن هذا المخبر مستقبلا تغطية شاملة عبر كل مناطق الوطن، ومنذ 2020 تعكف وحدتين بحثيتين بالجزائر على تطوير إستراتيجيات الرصد واستكشاف الآفاق الزراعية وتطوير وتحسين تقنيات حماية الصحة النباتية للمحاصيل الزراعية، وفق ما أكده الأمين العام لوزارة الفلاحة.
من جهته، قال فيصل علاق مدير مركزي بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، إن الجزائر واعية بأهمية وضرورة مكافحة الجراد الصحراوي، وأن هذه المكافحة لا تكون فعالة إلا من خلال تظافر جهود كل بلدان المنطقة وكل الفاعلين، وعليه سطرت الجزائر، مثل ما أكد، برنامجا خاصا للتعاون جنوب -جنوب ضمن مخطط عمل الحكومة لعام2021 ، لتجعل من تبادل الخبرات والمساعدات إحدى الوسائل الداعمة للجهود في هذا الميدان، مبرزا أن وزارة الشؤون الخارجية على استعداد تام لتنسيق المبادرات الرامية لتحقيق هذه الأهداف ومرافقة مساعي هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية، وتقدم المتحدث بالشكر باسم وزارة الخارجية لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة على دعمها للمشاريع ذات الطابع الإستراتيجي في الجزائر.
وركز الأمين العام التنفيذي لهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية محمد الأمين الحموني، على أن الجزائر احتضنت أول دورة للهيئة منذ 20 سنة وأنه خلال هذين العقدين حافظت البلدان المعنية على الوضعية دون اجتياحات كبيرة للجراد، ما عدا الموجة التي دامت ما بين 2003 - 2005 والتي أترث بشكل كبير على الأمن الغذائي للدول المتضررة، والحديث عن الأمن الغذائي اليوم، حسب المتحدث، يتضمن عنصرين هما زيادة الإنتاج الغذائي وحمايته، معتبرا أن دور الهيئة هو حماية الإنتاج الزراعي في الدول الأعضاء.
بن ودان خيرة