تعكف المؤسسة الجزائرية للحوم الحمراء على استيراد كميات معتبرة من اللحوم الحمراء الطازجة، بهدف كسر أسعار هذه المادة بعد أن بلغت مؤخرا مستويات قياسية، وسيتم استحداث نقاط بيع معتمدة، وإشراك الخواص في تسويق اللحوم المستوردة بأسعار مدروسة.
أنهت المؤسسة العمومية الجزائرية للحوم الحمراء «ألفيار» إجراءات استيراد كميات هامة من اللحوم الحمراء الطازجة، سيشرع في توزيعها على نقاط البيع المعتمدة خلال الفترة الممتدة ما بين نهاية الشهر الجاري وبداية شهر فيفري المقبل، لتصل إلى المواطنين عبر كافة الولايات بأسعار مدروسة ومعقولة.
وتهدف هذه العملية الهامة وفق تأكيد عضو الأمانة الوطنية للفيدرالية الوطنية للموالين محمد بوكرابيلة «للنصر» إلى إغراق السوق الوطنية باللحوم الحمراء وكسر أسعارها التي وصلت إلى أكثر من 2000 دج للكلغ، في انتظار إعادة تنظيم الشعبة ودعم المنتجين المحليين.
وسيتم إشراك الخواص في تسويق اللحوم المستوردة إلى جانب نقاط البيع التابعة لشركة «ألفيار» بهدف إيصالها إلى كافة المناطق في إطار التقيد بالأسعار التي ستحددها الشركة، وكذا في ظل احترام الشروط الصحية.
وتولت شركة «ألفيار» حصريا استيراد اللحوم الحمراء حرصا منها على منع الاحتكار وضمان استقرار الأسعار، وكذا احترام المعايير الصحية خلال كافة مراحل العملية، إلى غاية إيصال هذه المادة الغذائية إلى المستهلكين.
وتعتزم الشركة استيراد اللحوم طازجة غير مجمدة، عن طريق اقتناء كميات هامة من اللحوم المجهزة للاستهلاك المباشر، في إطار الاحترام الصارم لسلسلة التبريد خلال عملية الاستيراد والتسويق، إلى استيراد العجول الموجهة للذبح.
وتندرج هذه العملية التي تتم بالتنسيق مع مصالح وزارة الفلاحة والتنمية الريفية ضمن الإجراءات الرامية إلى القضاء على الاحتكار وكسر أسعار اللحوم الحمراء، وتحقيق الوفرة تحسبا لشهر رمضان المقبل، الذي تخصه الدولة بجملة من التدابير للحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين.
كما ينتظر أن تساهم إجراءات تموين أسواق المناطق الشمالية باللحوم الحمراء القادمة من ولايات جنوبية، من بينها أدرار وتمنراست في كسر الأسعار ورفع مستوى العرض لتغطية الطلب على هذه المادة الغذائية، وذلك بتأطير من شركة «ألفيار» عن طريق المذابح المتنقلة التابعة لها.
ويذكر بأن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية أمهلت المربين شهرا واحدا لتموين السوق بالكميات الكافية من اللحوم الحمراء بأسعار معقولة قبل اللجوء إلى الاستيراد بداية من شهر جانفي الجاري، وذلك بالتزامن مع إطلاق عملية كبرى لإحصاء الثروة الحيوانية تحسبا لتنظيم هذه الشعبة.
وسيكون بإمكان الأسر بموجب هذه العملية الهامة اقتناء اللحوم الحمراء بأسعار جد معقولة في غضون بضعة أيام، بعد أن اضطرت العديد منها إلى المقاطعة الإرادية لهذه المادة جراء ارتفاع أسعارها إلى مستويات غير مسبوقة، بعد أن كان لا يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد منها 1200 دج.
كما أجبر عديد التجار على تقليص مستوى النشاط بعد أن تراجع الطلب على اللحوم الحمراء بشكل محسوس، مما دفع بوزارة الفلاحة لتقديم توجيهات من السلطات العليا للبلاد إلى تكثيف التنسيق مع الجمعيات المهنية، من بينها فيدرالية المربين لبحث الحلول الناجعة لقضية عدم استقرار أسعار اللحوم الحمراء.
ويعتقد في هذا الصدد العضو القيادي في الفيدرالية الوطنية للموالين محمد بوكرابيلة بأن تساهم عملية الإحصاء الكبرى للثروة الحيوانية التي تم تمديد آجالها إلى نهاية الشهر الجاري، في إعادة الأمور إلى طبيعتها، بفضل الدعم الذي سيحظى به المنتجون، بعد أن يتم ضبط عدد الموالين الفعليين الذين يساهمون في تموين السوق.
وأوضح المتدخل بأن العملية عرفت بعض الصعوبات بسبب الترويج لإشاعات مغرضة تهدف إلى إفشال جهود الوزارة الوصية لتنظيم هذه الشعبة، مؤكدا بأن معلومات مغلوطة انتشرت مؤخرا وسط المربين، تفيد بأن عملية الإحصاء لها صلة بالضرائب، مما دفع بموالين إلى الإحجام عن المشاركة في حملة الإحصاء الوطنية للثروة الحيوانية، قبل أن يتم تفنيد ذلك من قبل الوصاية.
لطيفة بلحاج