دعا أمس الأول، المنظمون للبطولة الجهوية للروبوتيك و الذكاء الاصطناعي بقسنطينة، إلى إدراج المادتين في المنظومة التعليمية في الجزائر، و اقترحوا أن تكون البرمجة مكملة لمواد الرياضة و الرسم و الموسيقى، خاصة وأن نوادي الروبوتيك والذكاء الاصطناعي تحظى باهتمام متزايد من قبل الأطفال بين 3 إلى 16 سنة، مع التأكيد على الدور التعليمي المهم لهذه المنظومة في تنمية ذكاء الطفل و تطوير قدراته على الفهم و الاستيعاب و التفكير المنطقي، بما يعود بالإيجاب على نوعية التحصيل الدراسي، ويضمن تكوين جيل يتحكم في التكنولوجيا و في أبجديات الذكاء الاصطناعي.
المنافسات التي جرت فعالياتها بالقاعة متعددة الرياضات برشاش بلقاسم، عرفت مشاركة أزيد من 300 طفل ممثلين عن 10 ولايات، وقد تمحورت المشاريع الصغيرة حول إشكالية واحدة، تخص إيجاد حلول لمشاكل الطاقة و استغلال الطاقات البديلة في توفير احتياجات المدن، إذ قدم المشاركون الذين تراوحت أعمارهم بين 4 إلى 10 سنوات، نماذج عن مشاريع توظف الروبوت و الذكاء الاصطناعي في العملية و كلها نماذج أكد المنظمون للتظاهرة بأنها قابلة للتجسيد و الاستغلال في كافة المجالات.
و أوضح مدير منظومة الروبوت التعليمي في الجزائر فؤاد لموشي، بأن المنظومة التي تأسست في 2017، تهدف إلى تكوين مهندسي المستقبل و تحفيز الجيل القادم على التحكم في التكنلوجيا و مواكبة التطور العالمي، ولذلك تساير برامجها متطلبات العصر و تعمل على إيجاد حلول للمشاكل اليومية و توفير سبل لسد الاحتياجات، من خلال التوظيف الذكي للبرمجيات الحديثة و استخدام الروبوت و الذكاء الاصطناعي عموما، وقال إن سر نجاح المنظومة، يكمن في الاعتماد على ذوي الاختصاص من المشتغلين في حقلي التكوين و التعليم، بدليل تفوق و تألق المشتركين الجزائريين الصغار في المنافسات الدولية، مضيفا، بأن استراتيجية التكوين تقوم على تبني معطيات الراهن و البحث، إذ اختيرت مشاريع النقل كمحور لمنافسات الروبوت في الجزائر خلال الموسم الماضي، كما تمحورت قبل ذلك حول المدن الذكية، و ارتكزت هذه السنة على الحلول الطاقوية.
وقال لموشي، إن النتائج التي سجلت خلال السنوات القليلة الماضية جد واعدة، سواء من ناحية النوعية أو العدد، إذ تحصي منظمة الروبوت التعليمية حاليا فروعا بـ 40 ولاية، بمعدل 10 آلاف طفل منتسب سنويا، وهو رقم لا يزال بعيدا عن التطلعات التي ترمي في الأساس إلى تكوين 8ملايين حتى 12 مليون مبرمج للمستقبل، و يتطلب تحقيق الهدف حسبه، تضافر كل الجهود بما في ذلك تبني وزارة التربية لمناهج الروبوت والذكاء الاصطناعي في المنظومة التعليمية ككل، لأن تعريف الجهل اليوم بات ينطبق على من لا يتحكم في الحاسوب و الذكاء الاصطناعي و الروبوت. من جانبه، أوضح مفتش التربية الوطنية لمادة المعلوماتية حسين منعي، بأن مقترح إدماج برامج الذكاء الاصطناعي و الروبوتيك في المناهج التعليمية، رفع إلى الوزارة الوصية و الفكرة قيد المناقشة حاليا، وقال ، إن المشروع واعد جدا و مهم لتكوين التلاميذ و تطوير تفكيرهم و اكتشاف المواهب، مشيرا إلى أن إدراج هذا الشق التعليمي الجديد، يمكن أن يتم عن طريق النشاطات اللا صفية الخاصة بالمتوسط كمرحلة أولية " رسم ، موسيقى ، رياضة"، على أن يشمل في مرحلة لاحقة تلاميذ الابتدائي و الثانوي كذلك، حيث يهدف هذا التوجه لتعلم البرمجة و التفكير المنطقي للصغار بغية بناء مهندسي الغد، وذلك بحكم أن المستقبل سيكون بيد من يتحكم في التكنولوجيا و البرمجة و الروبوت و الذكاء الاصطناعي، ولذا فإنه لابد من إقحام التلاميذ في سن مبكرة في هذا المشروع لجني الثمار بعد سنوات كما عبر.وقالت رئيسة نادي التميز العلمي بقسنطينة، مريم سرارقة، بأن هناك اهتماما متزايدا من قبل الأولياء بتسجيل أبنائهم في النادي، كما أن إقبال الأطفال على تعلم الروبوت و البرمجة مثير للاهتمام و يعرف تزايدا ملحوظا في السنوات القليلة الأخيرة، وهو ما أكده مشاركون في البطولة، حيث أوضح بعضهم بأن تعلم هذه البرامج لا يقتصر على الأطفال المتفوقين فحسب و لا يتطلب مستوى معينا أو خلفية معرفية محددة، و إنما يعد مجالا مفتوحا أمام كل راغب في التعلم والاكتساب.
تجدر الإشارة، إلى أن البطولة الجهوية بقسنطينة، تعد بمثابة تصفيات مؤهلة للبطولة الوطنية الخامسة المؤهلة للبطولة العربية 14للروبوت و الذكاء الاصطناعي المزمع أن تحتضنها قطر العام الجاري، كما أنها مناسبة للتحضير لاحتضان البطولات العربية القادمة في الجزائر، و تعتبر أيضا فرصة لاكتشاف المواهب و تبادل التجارب و التعريف بالمشاريع و النماذج الذكية في مجالات البرمجة والروبوت و مسابقات السومو.
هدى طابي