الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

خلال إشرافه على تخرج الدفعة 51 من المدرسة الوطنية للإدارة: الوزير الأول يدعو إلى الصرامة والشفافية في تسيير المال العام

دعا الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، يوم أمس، كل الإطارات و الأعوان العموميين إلى تغيير ذهنياتهم وتصوراتهم، والالتزام بالصرامة والشفافية في تسيير المال العام والنفقات العمومية، بمقاربة تضمن سرعة وجودة الإنتاج باحترام الإطار الجديد لتنفيذ السياسات العامة المبني على الأهداف والنتائج.

و في كلمة ألقاها لدى إشرافه على حفل تخرج الدفعة 51 للمدرسة الوطنية للإدارة، بالجزائر العاصمة، تحت تسمية “ستينية الاستقلال’’، شدد بن عبد الرحمان على أن الإطار الميزانياتي الجديد وكذا قانون المحاسبة العمومية الذي قال إنه في طور الانتهاء من التحضير يفرض على كل الإطارات والأعوان العموميين تغيير ذهنياتهم وتصوراتهم والالتزام بالصرامة والشفافية في تسيير المال العام والنفقات العمومية بمقاربة تضمن سرعة وجودة الإنتاج باحترام الإطار الجديد لتنفيذ السياسات العامة المبني على الأهداف والنتائج.
واعتبر الوزير الأول أن من حظ دفعة ستينية الاستقلال أنها جاءت مع دخول النظام الميزانياتي الجديد حيز التنفيذ بكل نصوصه التطبيقية ومقارباته المبنية على الأهداف والنتائج،  ‘’ما يجعل التحدي الذي يقع على عاتقكم – كما ذكر - أن تكونوا ملمّين بالجديد وأن تتركوا بصماتكم في الإدارة العمومية الجزائرية وفي المقاربة التسييرية الجديدة المبنية على الأهداف والنتائج والتقييم أثناء الإنجاز وليس بعد الإنجاز’’.
كما شدد بن عبد الرحمان على ضرورة التزام الإطارات و الأعوان العموميين في تسييرهم الميداني للمشاريع وللمرفق العمومي وفق نظرة تشاركية مع المواطنين ومع الفاعلين ومع كل المؤسسات التي أسسها دستور 2020 ، خاصة المرصد الوطني للمجتمع المدني والمجلس الأعلى للشباب مؤكدا حرص الحكومة على مشاركة هذه المؤسسات في الآراء وفي القرارات ‘’ حتى نمضي – كما قال - في تجسيد هذه القرارات بأريحية وبنظرة تشاركية تضمن للجزائر النقلة النوعية في التسيير والتجديد في آليات التسيير المستحدثة’’.  وأضاف موجها كلامه لخريجي الدفعة 51 بالقول ‘’ إن هذا يقع على عاتقكم ومن حظكم أن دفعتكم تخرجت في دخول النظام الميزانياتي والمحاسبي الجديد وهو إضافة عظيمة للجزائر و لتسيير المرفق العام’’.
وذكّر في ذات السياق أن الغايات السامية التي ينشدها برنامج رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، من أجل بناء جزائر حديثة، تحتاج أيضا إلى إدارة عمومية عصرية، تضع المرتفق في صلب أولوياتها، وتتخلى عن نهجها البيروقراطي القائم على منطق الالتزام بالأنظمة والإجراءات وسلطة الأفراد، لفائدة نهج يعزز منطق الأداء والنتائج ويحرر المبادرات المؤسسية والفردية’’.
و أضاف بن عبد الرحمان أنه بتخرج دفعة ستينية استرجاع السيادة الوطنية، نعكف على رسم معالم عهد جديد نصبو من خلاله إلى بناء دولة حديثة بأدائها يكون فيها المواطن طرفا فاعلا وغاية منشودة للنشاط والمرفق العموميين، عهد ستنعم فيه بلادنا، بعدما استكملنا البناء المؤسساتي تحت قيادة السيد رئيس الجمهورية، باقتصاد متنوع المداخيل يكفل للمواطن أمنه الغذائي والصحي و الطاقوي بعيدا عن المنطق الريعي، دون أن تتخلى الدولة عن دورها الاجتماعي، ولا تدخر أي جهد في سبيل حماية القدرة الشرائية وضمان العيش الكريم لكل المواطنين.
وأشار إلى أنه تقع على عاتق المدرسة الوطنية للإدارة ، مهمة إعداد القيادات الإدارية التي تتحكم في تقنيات وأدوات التسيير العمومي الحديث، وتتبنى منطق الكفاءة والفعالية وإرساء متطلبات الحوكمة العمومية الرشيدة، فضلا عن قدرتها على تجسيد التحول الرقمي للإدارة العمومية، مؤكدا أن مؤسسات الدولة ستكون في ظل المنظومة الميزانياتية الجديدة، مسؤولة عن أدائها ومطالبة بتقديم الحسابات عن مدى فعالية استخدام الموارد العمومية.
وبعد أن أكد على أن دور المدرسة لن يتوقف عند التكوين الأساسي المتخصص فحسب، بل يتعداه إلى تقديم برامج التكوين المتواصل ذات الطابع الابتكاري التي تمكن مختلف الهيئات والإدارات العمومية من الارتقاء بموردها البشري ودعم كفاءاته المهنية و التسييرية، أبرز  بن عبد الرحمان الأهمية التي يكتسيها المنظور الاستباقي لتكوين مسيري الغد، لافتا إلى أن هذا المنظور، يستوجب أن يبنى على برامج تكوين تستجيب لمقتضيات التحولات المستقبلية، وخصوصا تلك المرتبطة بالتخطيط الاستراتيجي وتسيير المشروعات العمومية وتقييم السياسات العامة وبناء الشراكات المؤسساتية وطنيا ودوليا.
وأضاف ‘’ كما يقوم هذا المنظور أيضا على الحرص باستمرار على تكييف برامج المدرسة وتحديث استراتيجياتها التكوينية وإطلاق البرامج الدولية على النحو الذي يسمح لها بتعزيز مكانتها وجعلها مرجعية وطنية وقطب امتياز إقليمي في إعداد القيادات الإدارية’’.
و أشار إلى أن المدرسة الوطنية للإدارة التي دعمت منذ تأسيسها سنة 1964 مختلف القطاعات الوزارية بآلاف الإطارات ‘’دون أن تحيد عن نهجها الذي يمزج بين البناء المعرفي الرصين والتدريب الميداني المكثف والإعداد السلوكي القويم الجامع بين مبادئ المرفق العمومي وثقافة الدولة وروح المسؤولية’’، ساهمت من جهة أخرى في تكوين الآلاف من إطارات الدول الإفريقية الشقيقة وهم يتبوأون اليوم أعلى المناصب في بلدانهم بفضل ما اكتسبوه من مدارك معرفية عميقة وأكاديمية وخبرات ميدانية من خلال تكوينهم في هذا الصرح المعرفي العظيم.
وأهاب الوزير الأول بالخريجين الجدد في دفعة أمس إلى الالتزام بقيم النزاهة والشفافية عند ممارستهم لمهامهم وبذل قصارى الجهود في خدمة المواطن والحرص على الارتقاء بجودة الخدمة العمومية ومن ثمة المساهمة في مشروع الجزائر الجديدة التي نتوق كلنا إلى العيش في كنفها
و من جانبه، أكد مدير المدرسة الوطنية للإدارة، عبد المليك مزهودة، أن المدرسة تلعب دور الفاعل الاستراتيجي في مجال تكوين الموارد البشرية المؤهلة لقيادة المؤسسات والإدارات العمومية نحو جزائر الحوكمة الرشيدة التي بدأت معالمها تتجلى تدريجيا بفضل عزيمة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وكل السلطات العليا للبلاد في تجسيد هذا التغيير وتحقيق تطلعات الشعب الجزائري.
و أشار مدير المدرسة أيضا إلى أن هذه الأخيرة كانت ومازالت تمثل خزان إطارات الإدارة العمومية للجزائر وللدول الإفريقية والشقيقة والصديقة، لا لأنها كونت الآلاف من حملة إجازة المدرسة فحسب، بل لأنها تساهم أيضا في تلبية الاحتياجات التكوينية لمختلف المؤسسات والإدارات العمومية بما تقدمه من دورات تحسين المستوى وتجديد المعارف في مختلف مجالات الإدارة.
عبد الحكيم أسابع

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com