تعكف وزارة الصناعة الصيدلانية على تطوير الاستثمارات في مجال إنتاج الأدوية المبتكرة، الموجهة لعلاج الأمراض المستعصية، سيما السرطان وأمراض الدم والسكري، عبر إبرام شراكة مع مخابر عالمية ذات صيت في هذا المجال، مع إحداث بيئة ملائمة لنقل التكنولوجيا وتطوير البحث.
وتعمل وزارة الصناعة الصيدلانية بالتنسيق مع مختبرات «أسترازينيكا»، على تحقيق هذا البرنامج الواعد الذي يندرج ضمن المخطط المرتبط بتحقيق الأمن الصحي، القائم على إنتاج مختلف أصناف الأدوية محليا، من بينها المواد الصيدلانية ذات الطابع الاستراتيجي الموجهة لمعالجة المصابين بالأمراض المستعصية والمزمنة.
وتم في هذا الإطار عقد اجتماع بمقر الوزارة، أمس، ضم المسؤول الأول عن قطاع الصناعة الصيدلانية علي عون، وسفير المملكة السويدية «بجورن هكمارك»، إلى جانب وفد عن مختبرات «أسترازينيكا» برئاسة رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا «سكاندر رامي»، وخصص اللقاء لمراجعة مستوى تقدم الشراكة بين مختلف الأطراف لتحقيق الأهداف المسطرة، وفق ما كشف عنه بيان لوزارة الصناعة الصيدلانية.
وتبحث ذات الهيئة سبل تعزيز التعاون الثنائي بين الجزائر والسويد، من خلال مراجعة مستوى تقدم الشراكة بين الطرفين، وكذا آفاق تطوير الاستثمارات، وتثبيت مخابر «أسترازينيكا» في الجزائر، عبر توطين إنتاج الأدوية المبتكرة ذات القيمة المضافة.
وتسعى الجزائر عبر وزارة الصناعة الصيدلانية إلى تطوير عملية إنتاج الأدوية المبتكرة المستخدمة في المخططات العلاجية للسرطان وأمراض الدم والسكري، وهي محاور أساسية تضمنتها المناقشات التي جرت بين الوزير علي عون وسفير مملكة السويد، وفق ذات المصدر.
كما دار اللقاء حول كيفية تعزيز التعاون المؤسساتي في مجال صناعة المواد الصيدلانية، من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم بين عدة وزارات، إلى جانب الإمضاء على اتفاقيات توأمة بين وكالات المواد الصيدلانية الجزائرية والسويدية.
وتوج الاجتماع بالاتفاق على دعم وتشجيع التبادلات، وربط العلاقات بين المتعاملين الصيدليين للبلدين، قصد تمكينهم من التعرف على سوق الأدوية، مع الاستفسار عن فرص الأعمال المتعددة المرتبطة بإنتاج المواد الصيدلانية وتوزيعها وتصديرها على المستوى الإقليمي والقاري.
ويضم قطاع الصناعة الصيدلانية في الجزائر حوالي 200 معمل ومختبر موزع عبر التراب الوطني، يعول عليها في تطوير هذا المجال وبلوغ مرحلة الاكتفاء الذاتي، إلى جانب ولوج السوق الإفريقية، عبر تصدير كميات معتبرة إلى بلدان هذه القارة، علما أن هذه الوحدات الإنتاجية توفر حوالي 70 بالمائة من الاحتياجات المتعلقة بالمواد الصيدلانية.
وتطمح وزارة الصناعة الصيدلانية أيضا إلى تقليص فاتورة استيراد الأدوية التي تراجعت العام الماضي بنسبة 40 بالمائة مقارنة بسنوات سابقة، وذلك عبر دعم الوحدات الإنتاجية، تجسيدا للأهداف الرامية إلى تحقيق الأمن الصحي، عبر حشد الإمكانيات والوسائل والطاقات البشرية لتوفير الأدوية محليا.
وتوجهت الجزائر خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بعد جائحة كورونا إلى تعزيز الصناعة الصيدلانية، مع استحداث نظام رصد ويقظة لتتبع مستوى إنتاج الأدوية وشبكات التوزيع، لضمان التغطية الكاملة والشاملة لمختلف أنحاء الوطن بهذه المواد الاستراتيجية.
ويسهر نظام الرصد واليقظة على ضمان التنسيق بعدة قطاعات وزارية لمواجهة حالات الطوارئ، الناجمة عن انتشار الأمراض والأوبئة، من أجل ضخ الكميات المطلوبة من الأدوية للحفاظ على الصحة العامة، عبر إشراك مختلف المتدخلين والمتعاملين في مجال الصناعة الصيدلانية.
لطيفة بلحاج