افتتح يوم أمس المعرض الدولي للصيدلة في الجزائر '' سيفال ''، في طبعته الـ 17 في قصر المعارض بالصنوبر البحري ''صافكس''، بالجزائر العاصمة بمشاركة 150 عارضا وطنيا ودوليا، بينهم رواد الصناعة الدوائية في البلاد، ومختلف المؤسسات ذات الصلة بهذا القطاع.
ويأتي الهدف من هذا المعرض المنظم تحت رعاية وزيري الصناعة الصيدلانية و الصحة، تحت شعار "الوصول إلى الأسواق، من أجل إستراتيجية التطوير''، إلى فتح فضاء أوسع للاحتكاك بين المهنيين الوطنيين والأجانب، وتبادل الخبرات إلى جانب عرض أهم المنتجات الصيدلانية وشبه الصيدلانية، المنتجة محليا ذات القدرات التنافسية الكبيرة، ووضع هذا القطاع الهام تحت الأضواء الكاشفة، وبالتالي، جعل هذه الطبعة "نقطة بداية لمراقبة قطاع الأدوية".
وإن كان هذا الحدث السنوي الكبير في قطاع الصيدلة والطب، منذ إنشائه، يشكل مساحة للتبادل وتتابع مجموعة من المبادرات التي مكنت من نمو وتطوير مجال الصيدلة في الجزائر سيما في سياق النمو الكبير لسوق الأدوية في الجزائر خلال عام 2022، فإن الرهان المشترك بين السلطات العمومية والمهنيين المرفوع حاليا يطمح لرفع معدل نسبة الإنتاج المحلي من مختلف أنواع الأدوية إلى 70 بالمائة.
وفي هذا الصدد أكد الدكتور ياسين لوبر، مؤسس ومدير "سيفال"، أن هذا الحدث سيشهد منذ اليوم الأول وعلى مدار أربعة أيام من عمر الصالون، الذي تشارك فيه مؤسسات عمومية وخاصة ناشطة في قطاع الصيدلة والصحة، مناقشة المواضيع المتعلقة بالبيئة الاقتصادية والصحية للصيدلة في الجزائر، وسبل تطويرها.
وأشار المتحدث في تصريح للصحافة إلى أن "الوصول إلى الأسواق يشكل موضوعا أساسيا لهذه الطبعة''، مبرزا بأن الحدث البارز فيها يتعلق بالندوة التي ستنظم بتقنية التحاضر عن بعد للخبير الدولي منذر التومي، الذي سيتناول قضية اقتصاديات الأدوية ودورها في الوصول إلى الأسواق .
وإلى جانب أجنحة المعرض المتنوعة، ستسمح هذه الطبعة الجديدة أيضًا – حسب المتحدث - بالتطرق إلى مواضيع مختلفة، تشمل المراقبة الصيدلانية والرقابة على المواد، ونظام مراقبة المنتجات الصحية، وكيفية الوصول إلى السوق الجزائرية للأدوية الموجهة للاستخدام في المستشفيات، وتحديد الأسعار، فضلا عن مواضيع أخرى مرتبطة بالأخلاقيات الطبية وصناعة الأدوية، ومكانة اقتصاديات الأدوية في الوصول إلى الأسواق، والنمو الاقتصادي للقطاع.
وأوضح الدكتور لوبر، في هذا الصدد أنه خلال الأيام الأربعة للبرنامج العلمي، سيتناول خبراء من داخل الوطن وحتى الأجانب الممثلين لمؤسسات وطنية ومنظمات مهنية في قطاع الأدوية وكذا مختلف الفاعلين في صناعة الأدوية على وجه الخصوص " تسليط الضوء على النموذج الجزائري والتطرق إلى النتائج المحققة و النمو الملحوظ لسوق الأدوية في الجزائر خلال عام 2022''، ومختلف العوامل الكفيلة بتوجيه الموارد نحو تحقيق الاستثمارات في قطاع الصناعة الصيدلانية في البلاد بكفاءة.
وحسب المنظمين تعتبر الطبعة 17 من هذا الصالون الأكبر من نوعها من حيث حجم المشاركة، مقارنة بالطبعات السابقة .
وتمت الإشارة بالمناسبة إلى أن الطبعة الـ 16 كانت قد استقطبت 6000 زائر ، و مشاركة 142 متعاملا بما في ذلك المخابر، موزعي الأدوية موردي الصناعة الصيدلانية، وشركات المختصة في الخدمات إضافة إلى مختلف المؤسسات والشركات، فيما يراهن المنظمون أن تستقطب طبعة هذه السنة أكثر من 8000 زائر.
تجدر الإشارة إلى أن مختلف العارضين يشاركون بآخر المنتجات الجديدة التي تم تحقيقها خلال السنة الماضية والأشهر الأخيرة، وكذا الترويج لتلك التي يتم الاستعداد لإطلاقها من بينها '' المحلول الحقني ( الأنسودال ) أو الأنسولين الموجه للاستعمال في المستشفيات، وغيره من الأدوية الموجهة لعلاج السكري والضغط الشراييني.
كما تشارك العديد من المخابر القادمة من مختلف أنحاء الوطن، و المتخصصة في إنتاج الأدوية الموجهة لعلاج مختلف الأمراض من بينها الأمراض العقلية ومرض السرطان وغيرها من الأمراض، فضلا عن مخابر متخصصة في إنتاج كواشف نسبة السكري في الدم والتي استطاعت نقل التكنولوجيا والتحكم فيها وتحقيق منتوج جزائري 100 بالمائة وفق المعايير الدولية، ومن بينها من يعمل على اقتحام الأسواق الإفريقية في المستقبل المنظور، إلى جانب إنتاج المكملات الغذائية الموجهة لمختلف فئات الأعمار وكذا مخابر رائدة في إنتاج الزيوت العطرية.
ويتميز المعرض أيضا بمشاركة مطوري المحتويات والأرضيات الرقمية التي تسهل عمل الصيادلة والمهنيين في قطاع الصيدلة وتسيير المخزونات فضلا عن أرضيات خاصة بالتواصل بين الصيادلة سيما فيما يتعلق بمدى وفرة المخزونات لدى المهنيين بما يسمح بتبادل الكميات الزائدة عن الحاجة.
تجدر الإشارة إلى أن تنظيم ''سيفال''، قد أسند منذ 2008 إل شركة '' إسبري أوفار '' المؤطرة من طرف فريق يتكون من أخصائيين في الصحة، والتي تعمل على توفير حلول لكل من المتعاملين المهنيين، مستخدمي الصحة وكذا مختلف المتعاملين في صناعة الأدوية الوطنية وممثلي الشركات الصيدلانية، سعيا إلى تحقيق تطوير مستمر لفرص الأعمال والاتصالات التي تتسابق و تحديات العصر.
ع.أسابع
