فضحت مجلة «ماريان» الفرنسية ممارسات نظام المخزن على غرار التجسس لاقتطاع مواقف مؤيدة له، وذلك في أعنف هجوم لوسيلة إعلامية فرنسية ضد المغرب، حيث اتهمت مجلة “ماريان” المخزن المغربي بمُحاصرة فرنسا بواسطة التجسّس والهجرة والمخدرات، وقالت إن المملكة لم تكتف بالتنصت على الرئيس ماكرون و وزرائه فقط، بل كانت تسعى أيضا إلى إرشاء برلمانيين أوروبيين، واصفة الأمر بأنه يتعلق بأنشطة الظل التي تطرح مشكلة.
وتحت عنوان «التجسس، اللوبي، التسلل، الشعب، القنب والهجرة: كيف للمغرب أن يحتجزنا» تطرقت المجلة إلى سقوط أعضاء في البرلمان الأوربي في مستنقع الفساد، وكتب معدو التحقيق أن البداية، كانت بخصوص الشكوك التي حامت حول فساد أعضاء في البرلمان الأوروبي وتورط منتخبين فيه، حيث تم توقيف أحدهم و إيداعه الحبس بتهمة التأثير على قرارات البرلمان الأوروبي، هذا الأخير الذي تبنى قرارًا يدين «المخزن» لمساسه بحرية التعبير واعتداءاته على الصحفيين.
وتساءلت المجلة، إن كان المخزن خط أحمر؟ و ذكرت في تحقيقها بأن المغرب هو بوابة الهجرة غير الشرعية والقنب نحو أوروبا، ظاهرة أضحت تؤرق وتهدد استقرار القارة العجوز. فالمغرب تلقى مساعدة مالية من الاتحاد الأوروبي كما ورد في أحد مقالات الملف من أجل احتواء ظاهرة الهجرة غير الشرعية، مشيرًا إلى أن المخزن سبق له وأن استخدم هذه الورقة ضد إسبانيا.
وحسب المجلة، يجد نظام المخزن “صعوبة، في إيجاد مراكز تأثير جديدة”، وأشارت «ماريان» إلى الطريقة التي استفاد بها هذا البلد من “معاملة تفضيلية” لسنوات عديدة فيما لم تتوقف الرباط عن ممارساتها السيئة و الانزلاقات الخطيرة على غرار الفضيحة التي هزت مؤخرًا البرلمان الأوروبي “ماروك غايت” وهي القضية التي لازالت تسيل الكثير من الحبر.
وبخصوص التجسّس، ذكرت المجلة بقضية “بيغاسوس “التي تصدرت عناوين الأخبار والتي تورط فيها المغرب باستعماله برنامج التجسس هذا، الذي قامت بتطويره الشركة الصهيونية “أن أس أو” من أجل التنصت على عديد الشخصيات السياسية والصحفيين ومناضلين آخرين. كما أكدت أن “الاستياء الذي أثير في صيف 2021 بعد الكشف عن هذه الممارسات قد تلاشى، فمن بقي يكترث من حينها؟”. تتساءل ماريان في تحقيقها.
مضيفة أن باريس لم تحرك ساكنا رغم أنها المعنية الأولى بهذه القضية. أما بروكسل فقد اكتفت بإنشاء لجنة تحقيق حول هذا الموضوع. وأشارت ذات المجلة الفرنسية في ذات السياق إلى الفضيحة المدوية التي تفجرت مؤخرا في البرلمان الأوروبي حيث قام المخزن برشوة منتخبين أوروبيين من أجل إقرار قوانين لصالح المغرب.
وتابعت الوسيلة الإعلامية ذاتها، أنه “بما أن المال والجنس هما نقطتي ضعف أي إنسان فإن المغرب قد استعملهما واستغلهما في إطار فضيحة “ماروك غايت” عبر تمكنه من رشوة أكثر من 20 نائبا أوروبيا وربما أكثر ريثما تكتمل فصول هذه القضية.
كما أكدت مجلة “ماريان” أن المغرب “يحظى بالحماية” كذلك لكونه “يشكل إحدى بوابات دخول المهاجرين إلى أوروبا”، مشيرة إلى أن رهان العلاقات بين المملكة والاتحاد الأوروبي يتمثل “في حث الرباط على عدم ترك المجال مفتوحا للعبور إلى أوروبا”. وتم التذكير أيضًا بأن الهجرة تعد ظاهرة تثير القلق وأن المغرب استغلها لابتزاز الاتحاد الأوروبي كما هو الحال ضد إسبانيا (مأساة سبتة ومليلية) وذلك بهدف تغيير موقف مدريد بخصوص القضية الصحراوية.
وعلى الرغم من كل الفضائح التي تورط فيها المغرب متسببا في عزلته على الساحة الدولية إلا أن الرباط تواصل “استعمال كل الوسائل الممكنة لوضع بيادقها” تضيف ذات المجلة، مشيرة في هذا الصدد إلى القضية الأخيرة المتعلقة برشيد مباركي الصحفي في قناة “بي أف أم تي في” (الذي أقيل منها).
ع س