rقانون الاستثمار في الطاقة حافز قوي لتسريع التحول الطاقوي
أوضح نائب الرئيس المدير العام لسوناطراك مكلف بنشاط التمييع والفصل، فتوحي نصر الدين، أمس، أن سوناطراك تتطلع لتصدير الطاقة المتجددة المتمثلة في الهيدروجين، خاصة الأخضر، نحو أسواقها التقليدية في الخارج و كذا البحث عن أسواق أخرى، وأن تحقيق هذا الأمر يعتمد أيضا على مدى التقدم والنجاح في تجسيد برنامجها للانتقال الطاقوي.
وأضاف فتوحي نصر الدين، في تصريح صحفي على هامش أشغال اليوم الثاني والأخير للندوة السابعة للجمعية الجزائرية لصناعة الغاز والذي احتضنته وهران، أن لسوناطراك برنامجا تنفذه حاليا لترشيد الطاقة والبحث في الطاقات البديلة كالهيدروجين، و يتم هذا مع شركاء في البحث والتطوير في مجال استعمالات الطاقة الشمسية، وفي الوقت نفسه تعمل سوناطراك على المحافظة على الطاقات التقليدية مثل البترول والغاز لدعم تصديرها كونها محركا للاقتصاد الوطني، وبفضل مداخيل التصدير يتم تطوير وتجسيد إستراتيجية التحول الطاقوي.
و أشار المتحدث أن لسوناطراك أيضا إستراتيجية لبلوغ التحول الطاقوي في أقرب الآجال خاصة في ظل وجود قوانين تحفز الاستثمار وحتى الناشطين في المجال لهم الرغبة للمضي بسرعة في تحقيق هذا الانتقال، مبرزا أن المجهودات التي تبذل مشجعة ومنها التي تقوم بها الوكالة الوطنية لتطوير وترشيد استعمال الطاقة، التي تعكف على تحضير نصوص تشريعية من أجل إعطاء دفع قوي لديناميكية التحول الطاقوي التي يشهدها قطاع المحروقات ببلادنا.
واعتبر السيد فتوحي أن الانتقال لاستعمال الطاقات النظيفة والمتجددة والغاز الطبيعي عامل أساسي يمكن من تحقيق هذا التحول الذي يساهم في التقليص من الاحتباس الحراري، مردفا أن استهلاك الغاز ببلادنا يرتفع سنويا وكل الكميات التي تنتجها سوناطراك والموجهة للسوق الوطنية، هي على حساب التصدير الذي هو ضروري لمواصلة تمويل تنمية وتطور البلاد التي هي بحاجة للعملة الصعبة لتمويل الصناعة في مجال الطاقات المتجددة.
من جهة أخرى، أجمع المتدخلون خلال الجلسات النقاشية التي نظمت على مدار يومين، على أن الغاز الطبيعي يعد من الطاقات النظيفة وهو أكثر تنوعا مقارنة مع غيره من أنواع الطاقة، ويتميز بالنجاعة وبمردود طاقوي جيد ومرن في الاستعمالات ونسبة تنافسيته عالية، كما يساهم في تأمين التموين وتحقيق أهداف التحول الطاقوي، بينما شددوا على أن استغلال خزانات جديدة أصبح ضرورة لتموين العالم بالطاقة على المديين المتوسط والطويل، وفي هذا الصدد، استعرض المتدخلون آخر التقنيات الحديثة لتسيير واستغلال الاحتياطات الغازية وكذا مواجهة والتصدي لأية عراقيل محتملة وأيضا تثمين عمليات الحفر لتحسين القدرة الإنتاجية للآبار.
و أكد المتدخلون أن المشهد الطاقوي الدولي اليوم يعرف تقلبات متواصلة في الأسعار و أخطار جيو سياسية في عدة مناطق، وهذا ما يؤثر على الأمن الطاقوي الذي أصبح مركز الإرادة المشتركة من أجل التغيير والابتكار لبلوغ التنوع الطاقوي، وفي هذا السياق، ذكر المحاضرون أن عدة مشاريع تكنولوجية تنتهج شيئا فشيئا سلسلة الإنتاج الغازي مع تبني الاعتماد على التكنولوجيات الرقمية، مما سمح للشركات بتحسين الفعالية الطاقوية ورفع نسبة الأمن وتقليص التكاليف على مستوى كل سلسلة الإنتاج والاستغلال الغازي.
كما طرح المشاركون مسألة تسيير احتياطي الغاز وتطوير الخزانات، حيث يوجد خزانات غازية هامة بالنظر للقدرات الطاقوية المعتبرة التي تحتويها، وهذه الاحتياطات المخزنة من شأنها تلبية احتياجات الزبائن والمساهمة في تطور الاقتصاد الوطني، وتفعيل برامج لترشيد استعمال الغاز الطبيعي على مستوى منشآت المحروقات من أجل الفعالية الطاقوية، واستخدام التكنولوجيات الجديدة لتقليص استهلاك الطاقة باستعمال الطاقات المتجددة مثلا في التموين بالكهرباء. و شكلت مسألة استرجاع وتثمين الغازات المحترقة المنبعثة من مداخن الشركات الغازية والطاقوية، محور عدة مداخلات وهذا من خلال الحديث عن حلول و تقنيات لتقليص تأثيرات الكربون على البيئة، وأيضا إنتاج مواد إسمنتية صديقة للبيئة من أجل استخدامها في إنجاز الآبار الغازية والبترولية.
للتذكير، اختتمت أمس أشغال الندوة السابعة للجمعية الجزائرية لصناعة الغاز التي احتضنها فندق الميريديان بوهران على مدار يومين، وجاءت تحت شعار “دور ومكانة الغاز الطبيعي في التحول الطاقوي” الذي تمحورت حوله مداخلات الخبراء والأكادميين الذين تناولوا عدة محاور تتعلق بترشيد استخدام الغاز الطبيعي وتحسينه، أمن الطاقة وكذلك الحفاظ على البيئة.
بن ودان خيرة
