أكد وزير الصحة والسكان عبد الحق سايحي، أمس، بأن برنامج الرقمنة الذي شرع القطاع في اعتماده يهدف إلى تحسين الخدمات الصحية، عبر تمكين كل مريض من ملف طبي و رقم تعريفي وطني يتبعه طوال حياته، وكذا الحصول على المواعيد الطبية عن بعد دون الحاجة للتنقل إلى المستشفيات.
وأفاد وزير الصحة خلال إشرافه على افتتاح لقاء تقييمي حول رقمنة قطاع الصحة تجسيدا لبرنامج الحكومة، بأن هذه المحطة تكتسي أهمية بالغة لأنها تسمح بالاطلاع على مدى تقدم مخطط الرقمنة على مستوى قطاع الصحة، وما تم تحقيقه من خطوات في هذا المجال.
وأوضح الوزير بأن استخدام التقنيات الرقمية سيخص مختلف الأنشطة الطبية، لا سيما ما يتعلق بجمع وتحليل وتخزين البيانات الصحية، وتوفير الرعاية الصحية عن بعد، وتحسين كفاءة العمليات الصحية، وذلك عن طريق تسهيل الوصول إلى البيانات لاتخاذ القرارات العلاجية في الوقت المناسب.وأكد عبد الحق سايحي بأن تجسيد هذه الأهداف لن يتأتى إلا بتوفر كل مواطن على ملف طبي ورقم تعريفي وطني يتبعه طيلة حياته، مضيفا بأن تعميم استعمال الرقمنة في قطاع الصحة يجري على مراحل، بداية برقمنة مصالح الاستعجالات والعيادات متعددة الخدمات بنسبة فاقت 75 بالمائة خلال السنة الماضية، باستعمال النظام الطبي الالكتروني.
ويسمح هذا النظام بتتبع مسار المريض على مستوى الهياكل الصحية العمومية، وكذا تنظيم طوابير انتظار بحسب درجة خطورة حالة المريض، ثم مروره إلى قاعة الفحص والكشوفات الطبية، وقد تم تعميم استعمال هذا النظام عبر كافة المصالح الاستشفائية لضمان التكفل الفوري بالمريض، بفضل وضع قاعدة بيانات مؤمنة لكل مريض تحتوي على جميع ما يجب القيام به من عمليات علاجية.
وذكر المصدر أيضا بعملية اطلاق سند الطلبات الالكتروني الخاص بالصيدلية المركزية يوم 3 أفريل الجاري، موضحا بأن الشروع في إعداد هذا المخطط كان قبل شهرين، وقد تم الشروع في استقبال سندات الطلبات على مستوى ملحقات الصيدلية المركزية للمستشفيات.
وستساعد هذه الوسيلة وفق المتدخل، على ترشيد النفقات والاستجابة الفورية لطلبات المؤسسات الصحية وربح الوقت والجهد واقتصاد الموارد المالية، إلى جانب ضبط الموارد الصيدلانية وتوزيعها بصفة عقلانية على المؤسسات الصحية العمومية على المستوى الوطني.
وأعلن وزير الصحة في ذات المناسبة عن تمكين المواطنين في غضون الأسابيع القليلة المقبلة من الوصول إلى جميع البيانات الطبية الخاصة بهم، وذلك عبر الفضاء الرقمي، مع تمكينهم من أخذ مواعيد طبية متخصصة إلكترونيا، أي عن بعد لتفادي التنقل من منطقة إلى أخرى، وذلك عبر تطبيق هاتفي سهل الاستعمال يحوي على جميع التخصصات الطبية التي تتوفر عليها المؤسسات الاستشفائية العمومية.
ودعا الوزير إطارات الصحة ومدراء المؤسسات الاستشفائية الذين حضروا اللقاء بضرورة مضاعفة الجهود لاستكمال رقمنة القطاع الصحي، وذلك بربط جميع المصالح بشبكة داخلية متصلة بالنظام الطبي الالكتروني للمريض، باستعمال النظام الطبي الوحيد والموحد الذي توفره مديريات منظومات الإعلام الآلي للوزارة.وأمر عبد الحق سايحي بالاستغناء عن الاستعمال الورقي قدر الإمكان، مع إعداد الموارد البشرية المتخصصة في مجال الإعلام الآلي للسهر على السير الحسن لهذا النظام، وتكوين خلية متخصصة لمتابعته على مستوى المؤسسات الصحية، مؤكدا في ختام مداخلته على الأهمية القصوى التي تحظى بها عملية الرقمنة كونها تعد خطوة مهمة للرقي بالقطاع الصحي. لطيفة بلحاج