حذر رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ حميد سعدي الآباء من الضغط على الأبناء المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية خاصة شهادة البكالوريا، وإرغامهم على الخضوع لدورات مكثفة لحفظ الدروس، لأنها لا يمكن أن تكون بديلا عن المؤسسة التعليمية.
وحث رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ في تصريح "للنصر" الأسر التي يستعد أبناؤها لاجتياز امتحانات البكالوريا، على ضرورة ضمان المرافقة النفسية للمترشحين، مؤكدا بأن الفترة التي تفصل على تنظيم امتحانات البكالوريا جد كافية لتدارك النقص، والإلمام بالبرنامج الدراسي، دون وضع التلميذ تحت الضغط لأن ذلك سيكون له نتائج عكسية.
كما دعا المصدر الآباء لعدم إلزام المترشحين لاجتياز امتحانات البكالوريا بالخضوع إلى الدورات المكثفة لحفظ الدروس ومراجعة المواد الأساسية، قائلا إن ما يتم الترويج له عبر منصات التواصل الاجتماعي من عروض مغرية، لا يمكن أن يعوض دور المؤسسة التعليمية، مؤكدا بأن الغرض من الإعلانات التي تغزو مواقع التواصل هذه الأيام هدفها استحداث مدرسة موازية للمدرسة العمومية، واستنزاف ميزانية الأسر.
ويرى المتدخل بأن ضمان المرافقة للمترشحين لاجتياز البكالوريا، وتمكينهم من الظروف الملائمة للقيام بالمراجعة والتحضير لهذه الامتحانات في أجواء مستقرة وهادئة، إلى جانب تشجيعهم على استكمال البرنامج الدراسي على مستوى المؤسسة التعليمية وعدم الاستهانة بدور الأستاذ المدرس، هي من بين العوامل الأساسية لتحقيق النجاح والتفوق في البكالوريا.
وأضاف رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ بأن أغلب التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا يدركون جيدا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وما يجب القيام به لتحقيق الفوز، دون الحاجة إلى الضغط عليهم خلال هذه الفترة التي تفصل عن انطلاق هذه الامتحانات.
ويؤكد المصدر بأن التلميذ محتاج خلال هذه المرحلة إلى التركيز والأجواء الهادئة والمطمئنة لاستكمال عملية المراجعة، مذكرا بأن مواضيع امتحانات شهادة البكالوريا لن تخرج عن المقرر الدراسي، وأن الوزارة ستأخذ بعين الاعتبار آخر درس تم تنفيذه عند إعداد المواضيع.
ويذكر بأن مفتشي المواد يسهرون على رفع تقارير دورية إلى اللجنة الوطنية للبرامج والمناهج التابعة للوزارة لتحديد مستوى تنفيذ المقرر الدراسي عبر كافة المؤسسات، في انتظار إعداد تقرير شامل ونهائي قبل منتصف شهر ماي المقبل حول آخر مؤسسة تعليمية من حيث استكمال البرنامج الدراسي لمختلف الشعب وفي كافة المواد، بهدف ضبط مواضيع البكالوريا بطريقة تحقق مبدأ تكافؤ الفرص ما بين جميع التلاميذ.
كما تجتهد منظمات أولياء التلاميذ من جهتها للمساهمة في إنجاح التحضيرات الخاصة بالامتحانات الرسمية، لا سيما في المناطق الداخلية والمناطق المعزولة، إذ تعمل هذه التنظيمات على توفير الإقامة لفائدة المترشحين الذين يقطنون خارج مراكز المدن والتجمعات الحضرية، وذلك بمشاركة فعالة من قبل الخيرين والمحسنين لتوفير المرافق لاستقبال التلاميذ القادمين من مناطق بعيدة خلال أيام اجتياز البكالوريا، سواء من أجل المبيت أو خلال فترات الراحة.
ونبه من جهته رئيس النقابة الوطنية لثانويات الجزائر زبير روينة في اتصال معه، المترشحين لنيل شهادة البكالوريا بضرورة استكمال البرنامج الدراسي على مستوى المؤسسة رفقة الأساتذة المدرسين، مؤكدا بأن المؤسسة التعليمية تقدم تأطيرا متكاملا يشمل الجانبين البيداغوجي والأخلاقي، من أجل تكوين مواطن صالح مشبع بالقيم الأخلاقية ومبادئ المجتمع.
وأضاف المتدخل بأن الدروس الخصوصية ترمي فقط إلى تحقيق النجاح، وهي لا يمكن أن تكون بديلا عن المدرسة التي تؤدي أدوارا متكاملة، ونصح الأستاذ زبير روينة بدوره الآباء بعدم الضغط على الأبناء خلال هذه الفترة الحاسمة التي يستغلها الممتحنون في تدارك التأخر بالنسبة للتلاميذ الذين لم ينطلقوا مبكرا في المراجعة.
لطيفة.ب
