دعا نائب رئيس الفيدرالية الوطنية للموالين محمد بوكرابيلة، أمس، المربين للتحلي باليقظة لمواجهة ظاهرة سرقة المواشي التي تزداد حدة في الأعياد والمناسبات، كما شدد على ضرورة توفير الظروف الملائمة التي تسمح للموالين بالاستقرار في المناطق السهبية والرعوية.
وأكد عضو الفيدرالية الوطنية للموالين بأن محاربة عصابات المواشي التي تتحين الفرص للاستيلاء على جهد وشقاء المربين، يتطلب رفع مستوى الحذر واليقظة لدى الموالين أنفسهم، لا سيما ما تعلق بالتأكد من هوية الرعاة الذين يتم الاستعانة بهم في مجال تربية الأغنام.
ويرى المتدخل بأن نشاط الموالين يجب أن يظل مرتكزا في المناطق السهبية والرعوية، عبر توفير الظروف الملائمة لهذه الفئة لممارسة نشاطها في أريحية دون الخشية من أن تطالها أيادي اللصوص، حتى لا يضطر المربون إلى هجران مناطق النشاط، والتمركز في المدن التي لا تتماشى طبيعتها مع التربية الحيوانية. كما اقترح المصدر العودة مجددا إلى اعتماد الأعوان المكلفين بمرافقة المربين، وحماية الثروة الحيوانية من السرقة والتهريب، ومن مختلف أشكال الممارسات غير القانونية التي تضر بنشاط التربية الحيوانية، وتمس بمصالح الموالين، على غرار الإجراء الذي كان معتمدا في سنوات مضت.
وأكد المتحدث بأن تعاونيات الحبوب والبقول الجافة توزع سنويا حصصا من الأعلاف المدعمة أسعارها على الموالين، بهدف تثمين الثروة الحيوانية، من بينها الشعير الذي يستخدم في تسمين الماشية، لذلك وجب على المربين رفع مستوى اليقظة في مواجهة عصابات الماشية التي تستغل الفرص لتحقيق مآربها، لا سيما مع اقتراب إحياء مناسبة عيد الأضحى. وأضاف ممثل فيدرالية الموالين بأنه من الصعب جدا تخصيص عون أمن لكل مربي، لذلك وجب رفع مستوى الحذر من قبل الموالين أنفسهم، والتأكد من هوية الرعاة الذين يتم الاستعانة بهم، لتفادي أي تواطؤ قد يؤدي إلى ضياع جهد عدة أشهر. وأكد من جهته مدير الديوان بالاتحاد العام للتجار والحرفيين عصام بدريسي بأن إنشاء أسواق للجملة والتجزئة للماشية واللحوم الحمراء من شأنه أن يساهم بطريقة فعالة في القضاء على عصابات المواشي، لأن إنشاء هذه الفضاءات سيفرض على المربين والموالين العمل بنظام الفوترة، وسيمكن الزبائن أيضا، من بينهم الجزارين من تفادي اقتناء رؤوس الأغنام مسروقة أو مجهولة المصدر بما يضمن الصحة العامة.
ويضيف المتدخل بأن عملية الإحصاء الشاملة للثروة الحيوانية التي أطلقتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بأمر من رئيس الجمهورية، ستساعد بدورها على مواجهة عصابات الماشية، لأنها ستعمل على الحد من تنامي ظاهرة سرقة المواشي بغرض بيع لحومها بطريقة غير مشروعة بعيدا عن رقابة المصالح البيطرية، لأن كل رأس ماشية سيكون لها رقما تعريفيا يؤكد مصدرها. وتعد العملية الإحصائية وسيلة فعالة لضبط الموالين الحقيقيين الذين يستهدفهم دعم الدولة الرامي إلى دعم نشاط التربية الحيوانية، ومضاعفة الإنتاج من اللحوم الحمراء لتحقيق الاكتفاء الذاتي والحد من فاتورة الاستيراد، وكذا ضمان استقرار الأسعار التي وصلت إلى مستويات قياسية مؤخرا. وأوضح الناطق باسم اتحاد التجار بأن مصالح وزارة التجارة تمكنت من رقمنة 70 بالمائة من النشاط التجاري، معتقدا بأن إنشاء أسواق جملة وتجزئة للماشية واللحوم الحمراء مدعمة بمذابح عصرية، سيقضي على عصابات سرقة المواشي، ويوفر الظروف الملائمة للمربين لتوسيع النشاط ومضاعفة الإنتاج لتغطية الطلب.
ووجه المصدر نداء للتجار بضرورة التأكد من مصادر الماشية التي يتم اقتناؤها بهدف تدعيم السوق باللحوم الحمراء، منبها إلى أن كل سلعة مجهولة المصدر تعرض صاحبها إلى عقوبات صارمة، مقترحا أيضا التعامل مع الموالين المسجلين لدى الغرف الفلاحية الجهوية، مع تجنب المربين العشوائيين والموسميين. لطيفة بلحاج
