أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، من باماكو، التي حل بها أول امس في زيارة عمل بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أن زيارته إلى المنطقة لم تملها فقط الوضعية الأمنية في الساحل التي تشكل "مصدر قلق كبير لمجموع بلدان هذه المنطقة، بما في ذلك الجزائر"، و إنما أيضا لكثافة العلاقات الثنائية.
و صرح عطاف للتلفزيون المالي، عقب لقاء جمعه بنظيره المالي، عبد اللاي ديوب، أن "كل ما يمكنني قوله بعد محادثاتي الأولية، هو أننا نتقاسم نفس التقييم حول كثافة العلاقات الثنائية و حول مشاريع التعاون الكبرى التي يتم التخطيط لها حاليا أو هي قيد التنفيذ".
و تابع عطاف قوله، أنه "ليس هناك فقط الوضعية الأمنية السائدة في هذه المنطقة، بل أن هناك أيضا كثافة العلاقات الثنائية القائمة بين الجزائر و بلدان هذه المنطقة"، مضيفا أنه كان في موريتانيا و أن وجهته القادمة ستكون النيجر.
كما أوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أن زيارته تهدف أيضا إلى تقييم ما تجسد بين الجانبين و ما قد يتم تنفيذه في المستقبل، مشيرا إلى أن التعاون الجزائري-المالي "له آفاق كبيرة".
اتفاق على تكثيف التشاور والتنسيق في أفق الاستحقاقات المقبلة
و اتفق أحمد عطاف، خلال محادثات ثنائية مع نظيره المالي، عبدو اللاي ديوب على "تكثيف التشاور والتنسيق بين الطرفين في أفق الاستحقاقات المقبلة، الثنائية منها وتلك المتعلقة بنشاط آليات تنفيذ اتفاق الجزائر".
وجاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج "بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، حل وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، بباماكو عاصمة جمهورية مالي، في زيارة عمل تندرج في إطار تعزيز العلاقات الثنائية ودعم السلم والاستقرار في هذا البلد الشقيق والجار".
وفور وصوله، أجرى السيد عطاف محادثات ثنائية مع نظيره المالي، السيد عبدو اللاي ديوب، بمشاركة وزير الدفاع الوطني وقدماء المحاربين إلى جانب وزير المصالحة الوطنية المكلف باتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، يضيف ذات المصدر.
وتوسعت المحادثات الثنائية لاحقا لتشمل وفدي البلدين في جلسة عمل تمحورت حول "سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين إلى جانب آفاق تجاوز العقبات التي تعترض حاليا جهود استكمال مسار السلم والمصالحة في مالي".
واستعرض الطرفان في هذا الإطار- يضيف البيان- التعاون الثنائي في المجالات المتعلقة بالاتصالات السلكية واللاسلكية، الألياف البصرية، المحروقات، التعليم العالي، التكوين، ورفع عدد الرحلات الجوية نحو باماكو بغية جعل هذه الأخيرة قطبا جهويا قاريا.
كما تم التطرق إلى أهم الاستحقاقات المقبلة التي تجمع بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، فضلا عن "متابعة تنفيذ المشاريع المقررة من قبل السيد رئيس الجمهورية لفائدة منطقة كيدال والتي تتكفل بها الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية".
وبهذه المناسبة، جدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية التعبير عن "تضامن الجزائر الدائم ودعمها المتواصل لجمهورية مالي في سبيل تحقيق أولويات المرحلة الانتقالية وتجسيد الاستحقاقات الوطنية التي من شأنها أن تفضي إلى عودة البلاد إلى الوضع الدستوري في الآجال التي حددها مالي الشقيق بصفة سيادية"، منوها بجهودها الرامية "لمواجهة التحديات الأمنية التي تفرضها التهديدات الإرهابية".
ومن منطلق حرص الجزائر على أمن واستقرار جمهورية مالي الشقيقة، وبحكم توليها قيادة الوساطة الدولية ورئاسة لجنة متابعة تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي، أكد السيد عطاف "استعداد الجزائر لتكثيف مساعيها الرامية لاستعادة وتعزيز الثقة بين الأطراف المالية الموقعة على الاتفاق ومرافقتها نحو بلورة التوافقات الضرورية للمضي قدما في تجسيد مضامين الاتفاق على أرض الواقع بما يحفظ وحدة البلاد وشعبها" ، وفقا لذات المصدر.
من جانبه، أعرب الجانب المالي على لسان وزير الخارجية والتعاون الدولي، السيد عبدو اللاي ديوب، عن "تقديره الكبير للجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون لمساندة جمهورية مالي على مختلف الأصعدة، لا سيما في هذه المرحلة المصيرية من تاريخها المعاصر".
وفي الختام، تم الاتفاق على "تكثيف التشاور والتنسيق بين الطرفين في أفق الاستحقاقات المقبلة، الثنائية منها وتلك المتعلقة بنشاط آليات تنفيذ اتفاق الجزائر"، وفقا لبيان الوزارة .
و استقبل، أحمد عطاف، أمس، من قبل رئيس المجلس التشريعي الانتقالي المالي، العقيد مالك دياو ، حسب ما أفاد به بيان للوزارة.
و أضاف المصدر أن المحادثات، التي جرت بحضور مجموعة من النواب الماليين الأعضاء في المجلس، تمحورت حول العلاقات الثنائية و آفاق تعزيزها، لا سيما في المجال البرلماني عبر تنصيب مجموعة الصداقة البرلمانية، وتكثيف التبادلات والزيارات بين المؤسستين التشريعيتين على مختلف المستويات، "للمساهمة كرافد هام في استكشاف وتحقيق الآفاق الواعدة للعلاقات الجزائرية-المالية".
كما تناول الطرفان "دور المجلس الانتقالي في تجسيد الاستحقاقات الوطنية المالية ذات الصلة بتسيير المرحلة الانتقالية الحالية، فضلا عن التطورات المتعلقة بتنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، وكذا الحالة السائدة على الصعيد الإقليمي ودور لجنة الأركان العملياتية المشتركة (CEMOC) في مواجهة التهديدات التي يشكلها انتشار آفتي الارهاب والجريمة الدولية المنظمة في المنطقة"، حسب ما أورده ذات البيان.
و كان أحمد عطاف، قد حل أول أمس بالعاصمة المالية باماكو، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، في زيارة عمل تندرج في إطار تعزيز العلاقات الثنائية ودعم السلم والاستقرار في هذا البلد الشقيق، حسبما أفاد به بيان للوزارة.